المطربة الفلسطينية سلمى: رسالتي الفنية وطنية أولا.. وسأوصلها إلى من يهمه الأمر

TT

المطربة الفلسطينية سلمى قررت العودة إلى دائرة الأضواء من جديد بعد ظهورها عام 1989 في القاهرة خلال احتفال أقيم بعودة الجامعة العربية إلى مقرها الأساسي. وقالت سلمى لـ«الشرق الأوسط» إن ظروفها العائلية ووجودها لفترة طويلة بالولايات المتحدة حالا دون ظروفها والآن تغيرت هذه الظروف. وقالت انها كفنانة فلسطينية يفترض أن تكون موجودة خاصة أن أمامها رسالة هامة يمكن أن تقدمها وتقوم بدورها تجاه وطنها.وتضيف انها ستوصل هذه الرسالة إلى من يهمه الأمر وأشارت إلى أنها تعد لجولة فنية عربية. كما تستعد للحضور للقاهرة لتقديم عدد من الحفلات بدار الأوبرا المصرية. وهذا نص الحوار:

* أنت مقصرة وكأول فلسطينية تظهر على الساحة الفنية العربية كان يفترض أن تكثفي من وجودك؟

ـ فعلاً أنا أعترف أنني مقصرة لعدم وجودي على الساحة الغنائية، لكن كانت ظروفي العائلية هي العائق في ذلك لأنني كنت أقيم في اميركا نظراً لظروف عمل زوجي، والآن أقيم باليونان وربما يسهم ذلك في المساهمة في ظهوري من جديد.

* لماذا لم تحاولي الوجود في مصر خاصة أنها تعتبر نقطة الانطلاق لسرعة الانتشار؟

ـ بالفعل كنت مقيمة بمصر لفترة معينة وكان وجودي بها هو سبب ظهوري كمطربة وكان ذلك في احتفالية بمناسبة رجوع جامعة الدول العربية إلى مقرها الأساسي بمصر وغنيت فيها كممثلة «لفلسطين» وكان هذا عام 1989، ومن بعدها قدمت باقة متنوعة من الأعمال الفنية منها شريط كاسيت يتضمن ألحان لـ«عمار الشريعي»، كما قمت بدور في مسلسل «ألف ليلة وليلة» الذي يذاع في رمضان من كل عام، والآن أخطط للرجوع إلى الساحة الفنية مرة أخرى وبحماس شديد لأن ظروفي العائلية تغيرت عن ذي قبل، وسأحاول الوجود بمصر من حين لآخر لكن ليس بصورة دائمة لأنني مرتبطة بظروف عائلية.

* متى كان آخر عمل لك وما العمل الذي تستعدين لتقديمه؟

ـ آخر عمل لي كان من فترة بعيدة بعض الشيء وهي وقت وجودي بالقاهرة وكان شريط كاسيت يضم أغاني من تلحين عمار الشريعي. لكني لم أتوقف عن المشاركة في الحفلات التي تقام في الولايات المتحدة الاميركية والمهرجانات العربية مثل مهرجان «جرش» بالأردن وقرطاج بتونس و«رام الله» بفلسطين، وآخر مهرجان شاركت فيه كان مهرجان الموسيقى العربية العاشر بدار الأوبرا المصرية وهي المشاركة الثانية لي.

أما عن العمل القادم فان تركيزي الآن ينحصر في أغنية جديدة وأنوي تصويرها «فيديو كليب» لأنها أسرع وسيلة للوصول للجمهور الآن. والحفلة القادمة لي ستكون في «أميركا»، وبعدها سأبدأ جولة فنية في البلدان العربية، ستبدأ بتونس وأتمنى أن تكون مصر من ضمن جولتي وهناك وعد من دار الأوبرا بأنه سيكون لي مشاركة من خلال حفلات دار الأوبرا ليس فقط من خلال مهرجان الموسيقى العربية.

* ما نوع الأغاني التي تحبين تقديمها وتكون معبرة عن فكرتك؟

ـ أنا مرتبطة باللون الشرقي والتراث العربي الأصيل مثل أغاني «أم كلثوم» وعبد الوهاب وغيرهما وأجد نفسي في هذا النوع من الأغاني. وهناك بعض المناقشات قد دارت بيني وبين بعض الملحنين العرب حول كوني فلسطينية، فيجب أن أكون ملتزمة بالأغنية الوطنية الفلسطينية فقط. وأنا أختلف معهم في هذا الرأي، لأنه لا بد أن يكون هناك وجود فلسطيني على الساحة الفنية لا ينحصر في الأغنية الوطنية فقط لأننا نقع في نطاق الكيان العربي ويجب أن يكون هناك فنان فلسطيني يعبر عن هذا الكيان بكامل أحاسيسه ومشاعره، وطبعاً ليس هناك مانع من أن أقدم الأغاني الوطنية التي تعبر عن آلام الشعب الفلسطيني، لكن هذا وحده لا يكفي وأنا أحاول الوجود في المهرجانات العربية والغربية حتى يكون هناك وجود فلسطيني وأتمنى أن نخرج من هذا الحصار الفني في فلسطين دون أن ننسى واجبنا الوطني.

* هل تفكرين في غناء التراث الفلسطيني مثل غنائك للتراث الشرقي بصفة عامة؟

ـ فكرت فعلاً أن أغني التراث الفلسطيني، لكن لا يمكن أن أقوم بمثل هذا العمل وحدي لأنه يحتاج إلى بحث في هذا التراث الغني جداً والاعداد الجيد لمثل هذا العمل.

* هل تفكرين في الانضمام لعمل عربي مشترك مثل أغنية «الحلم العربي» مثلاً والأغاني الجماعية التي ظهرت مع بداية الانتفاضة؟

ـ فكرت وأتمنى المشاركة كفلسطينية في مثل هذه الأعمال لكن المبادرة لن تأتي مني أنا، واذا دعوت لذلك لن أتأخر. وقد لاحظت انعدام الوجود الفلسطيني في مثل هذه الأعمال بصفة عامة ويوجد مطربون فلسطينيون كثيرون موجودون بالأرض المحتلة ولن يتأخروا بالمشاركة عند دعوتهم، لكن هم غير موجودين على الساحة الغنائية بسبب تقصير الدور الاعلامي العربي في ابراز الفنان الفلسطيني بصفة عامة.

* لكن «سلمى الفلسطينية» هي المعروفة لدينا والمتاحة ويمكن دعوتها في مثل هذه الأعمال؟

ـ هذا يأتي تأكيداً على تقصيري عن الوجود الفني لكني سأحاول في الفترة المقبلة أن أكثف من وجودي، وكان هناك عمل عربي مشترك كنت سأشارك فيه تحت اسم «كلنا بنكمل بعض» تلحين حلمي بكر، وكان من المفترض تقديمه في افتتاح مهرجان الموسيقى العربية العاشر بالقاهرة لكن الغي نظراً لعدم وجود بعض المطربين العرب المشاركين فيه في القاهرة في ذلك الوقت.

* ما الصعوبات والمشاكل الفنية التي تتوقعين أن تواجهيها في المرحلة المقبلة؟

ـ مشكلة «الانتاج» هي العثرة الوحيدة التي من الممكن أن تواجه أي مطرب فانتاج شريط كاسيت يحتاج إلى شركة انتاج تعلن له وتنتج له حتى تتاح له فرصة الانتشار واذا حاولت أنا انتاجه سأحتاج حتماً إلى رأسمال وأن أضع في اعتباري امكانية الربح والخسارة وسيتحول العمل الفني الى عمل تجاري وهذا لا يفترض أن يشغل بال الفنان بل عليه الاهتمام بفنه، وكانت لي تجربة مع الانتاج من قبل وخسرت فيها مادياً ومعنوياً.