«مهرجان بيروت الثالث للأفلام الوثائقية» مسابقة للطلاب وحوار حضارات عبر الأفلام

TT

قدم مهرجان بيروت الثالث للافلام الوثائقية على مسرح المدينة في بيروت 46 فيلما تحت عنوان «حوار الحضارات»، عكست عبر الانتاج العالمي مشاكل اسست بشكل او بآخر لحوار بدأت دعائمه في عقل الجمهور الذي غلب عليه طابع الشباب كالعادة، ومعظم طلاب الجامعات، خصوصاً لان المسابقة الرسمية حصرها المهرجان بمشاريع التخرج لعدد من الطلاب. وكرمت الدورة الثالثة المخرج اللبناني جورج نصر صاحب افلام «الى اين؟ والغريب الصغير، والمطلوب رجل واحد»، وعرض فيلم المخرج اللبناني برهان علوية الاخير «اليك اينما تكون» للمرة الاولى.

وتنافس في المسابقة 21 فيلما نفذها الطلاب المنتسبون الى الجامعات الرسمية والخاصة في لبنان، وقدموا عبر اعمالهم رؤى متنوعة الشكل والمضمون عبّرت عن المشاكل الثقافية والاجتماعية والسياسية والانسانية والروحية. ومثلت الافلام الاخرى دولاً عدة هي فرنسا واميركا وكندا واليابان وسويسرا وايطاليا وبريطانيا وافغانستان واسبانيا ومصر وكوسوفو وفلسطين. وبعضها نفذ بطريقة الانتاج المشترك كشريط «جانغ، الحرب على ارض المجاهدين» الذي هو انتاج ايطالي ـ افغاني مشترك نفذه في عام 2000 المخرجان البرتو فانديمياتي وفابريزيو لازارتي. وحاز المصور نستور المندروس على جائزة 2001، ويروي الشريط حكاية شعب افغانستان الذي عانى الامرين ابان غزو الاتحاد السوفياتي وخلال حكم طالبان. ومن جانب اخر تمحور الشريط حول سعي جراح ايطالي ومراسل حربي لمساعدة الافغان عبر اقامة مستشفى داخل البلد لكن الظروف حالت دون نظرة تفاؤل يمكن ان تفتح الطريق امامهما.

وكان المهرجان الذي استمر اسبوعا كاملا، قد افتتح «بركة» للمخرج رون فريك، وقد خلا من اي حوار يذكر مكتفيا بجولة على مشاهد البؤس العالمية حول 24 بلداً.

وظهرت القضية الفلسطينية عبر فيلمين اثنين هما «الصبار» للمخرج السويسري باتريك بورغ الذي لخص عبر قصة امرأة عربية تحمل جواز سفر اسرائيلي، حركة المقاومة لتهويد المناطق الفلسطينية ثقافياً وعملياً. والفيلم الثاني هو «جوهر السلوان» للمخرجة الفلسطينية نجوى نجار ويتناول اختلاف الحياة الاجتماعية في مدينة القدس في الفترة الواقعة بين الخمسينات والثمانينات من القرن الماضي عبر تاريخ صالة سينمائية اشتهرت اثر النكبة.

واجتذب العرض الاول للمخرج برهان علوية «اليك اينما تكون» جمهورا واسعاً. وقدم عبره صورة قاتمة لبيروت فكانت كما اشار «بيروت بالليل» معتبراً ان الليل مرآة لبيروت الذاكرة، كمتفرجين لم نشعر بها سوى قاحلة عبر شخصيات ثقافية واجتماعية متعددة قدمت شهادات حية عن بيروت الحاضر واختلافها عن الماضي. وبرز من ابطال الفيلم الشاعر انسي الحاج والكاتب احمد بيضون... ووجه علوية فيلمه الى صديقه (الوهمي) «كريم» الذي يقيم في فرنسا ويحتفظ دائماً بصورة بيضاء جميلة عن بيروت.