شاشة الناقد

كرستيان بايل يقود معركة في «هجرة: آلهات وملوك»
TT

* لم يسع المخرج ريدلي سكوت لتقديم فيلم ديني رغم أن هذا الفيلم الجديد له يدور حول الصراع بين الفراعنة واليهود في غابر الزمان من خلال ما ورد في الكتب السماوية. ما سعى إليه فعلا هو تقديم عمل تاريخي - ملحمي يسرد فيه حكاية ثورة على وضع كما كان فعل في فيلمه الأسبق «غلادياتور». لكن في حين أن «غلادياتور» منح الثائرين على جور الرومان حقّا كاملا ينظر الفيلم ومخرجه نظرة ريبة حيال ما يرويه من أحداث.

النبي موسى (كرستيان بايل) يتمتع بمكانة قريبة من الملك سايتي (جون تورتورو) لكن بعد موت سايتي وقيام ابنه رمسيس (جووَل إدجرتون) بالجلوس فوق العرش، ينكشف أن موسى ما هو إلا يهودي. والخلاف يدب لا بين موسى ورمسيس فقط، بل بين كل اليهود وكل المصريين القدامى أيضا. الساحة تتحوّل إلى قتال ضار بين فريقين، كلاهما، من وجهة نظر الفيلم، على خطأ. همّ المخرج هو تحقيق فيلم ضخم وفي خلال ذلك لا يكترث إذا ما داس على التفاصيل.

بتوقيت القاهرة

* الطريقة الوحيدة لإحصاء عدد المرّات التي يقول فيها ممثلو هذا الفيلم «خلي بالك من نفسك» هي مشاهدته مرّة ثانية علما بأن المرّة الأولى كانت أكثر من كافية. نور الشريف هو الرجل الذي فقد ذاكرته وينطلق مع شاب (الجيد شريف رمزي) يعمل في بيع الحشيشة للبحث عن صاحبة الصورة القديمة (ميرت أمين) التي ما زال يحتفظ بها. الشاب في طريقه إلى بيت الممثل القديم (سمير صبري) الذي لجأت إليه، أما بالصدفة المحضة أو لأن عدد سكان القاهرة لا يتجاوز بضع مئات، صاحبة الصورة تحت وهم أنهما تزوّجا في أفلام سابقة وأصبحت الآن على ذمّته. وابنتها، كما يكشف لنا الفيلم ما يعتقده مفاجأة، وصديقها يختليان في شقّة استعاره الثاني لكي «يعملانها»، كما يقول الفيلم. ينتقل المخرج بين القصص الـ3 وأفشلها وأفدحها وقعا الحكاية التي تقع بين الشاب والفتاة في الخلوة التي تضيع هباء بسبب افتقارها للجديد بعد 5 دقائق من مدّتها. في نتيجته خلط تقليدي الكنية والتنفيذ لما بدا فيلما جادا يتطرّق فيه المخرج إلى الدين داعيا إلى نبذ التطرّف الذي يمنع الوصال بين المحبّين ويتسبب في انهيار العائلات.

زاحف الليل Nightcrawler

* تشويقي على قدر من الفوضى في التنفيذ حول شاب يتعلّق بفرصة تصوير وبيع ما يصوّره من أحداث عنف في شوارع لوس أنجليس ليلا. يجد المحطّة التي تشتري منه ويخطط لكي يصبح ذا مكانة في هذا المجال حتى ولو اخترق كل المعايير الأخلاقية للمهنة الإعلامية أو أي حدود أمنية مثل التلاعب بأماكن التصوير إذا ما كان البوليس غائبا.

المخرج دان غيلروي يصنع عملا ناجحا على صعيد الإثارة البوليسية كما عملا فنيا مزيّنا بتصوير روبرت إلويس الرائع الذي استخدم فيه الدجيتال ثم الفيلم عندما أدرك أن الأول لا يحقق ما يريد إنجازه فنيا. جايك جيلنهول يعكس الشخصية على نحو مخيف. لا تستطيع تأييده بل تجده يثير خوفك بكل تلك النوايا الشريرة المغلّفة بالطموحات. من خلال ذلك يعمد الفيلم إلى نقد عام لا يشمل الشخصية الرئيسية فقط، بل الظروف المعاصرة التي خلقتها وتسيّرها الآن، كما الإعلام الذي يتيح لها أن ترتقي.