فنانو لبنان يختلفون في توقعاتهم الفنية للعام 2002

البعض يحلم بقانون يحميه وسيمون أسمر لا يتخوف من هجمة الفنانين الخليجيين الى بيروت

TT

يرتبط واقع الفن في لبنان بجملة معطيات لها علاقتها الوثيقة بالاوضاع المحلية والعالمية، لا سيما على صعيد المهرجانات الكبرى، التي تستوجب تحضيراً دقيقاً يتجاوز الحدود اللبنانية. لذا تأتي توقعات الفنانين والمسؤولين في هذا الاطار للعام 2002 منبثقة من جملة هموم تثقل كاهلهم، ويسعون الى تحقيق مطالب معينة تخفف من وطأة هذه الهموم لإحداث تحسن على الصعيدين الخاص والعام ومن بينها ما توقعه الفنان اللبناني ونقيب الممثلين رفيق علي احمد واعداً للعام المقبل بـ«عيدية» يقدمها لهم المسؤولون عبر منحهم قانوناً مهنياً ينظم عملهم ويحميهم. كما توقع آخرون صعود نجم فنانين معينين في مقابل افول نجم غيرهم.

فالمخرج والمنتج التلفزيوني سيمون اسمر اعتبر ان العام 2002 لن يشهد ظهور نجوم جدد، ولكنه سيبلور نجوماً متواجدين على الساحة، فسيعود وائل كفوري لمكانته السابقة وستتسارع خطوات مايا نصري متقدمة الى الامام، كما سيزداد تألق نوال الزغبي، ونفى اسمر ان يكون كلامه مرتبطاً بقرب هؤلاء منه. واضاف ان غيرهم سيحتلون مكانة مرموقة في عالم الفن وعلى رأسهم «اصالة» و«فلة» وغيرهما من المغنين الجديرين، ولم يشر الى اعمال جماعية ستنفذ على اعتبار ان ما من فنان يتفق مع غيره. وفي نظرة تفاؤلية قال ان ما شهدته الساحة الفنية بعد الاحداث العالمية الاخيرة من هبوط بنسبة 75 بالمائة سيعوض بنسبة 50 بالمائة خلال العام 2002.

وتمنى ان يتراجع ضغط الاحداث العالمية، لكنه تخوف من اقترابها من منطقة الشرق الأوسط بما يبعد الجمهور عن الاهتمام الفني لانه ليس من الاولويات.

واعتبر اسمر ان هجمة الفنانين الخليجيين الى لبنان ستشهد فتوراً خلال العام 2002 معتبراً انها «فوشة كبد»، لكن شعبية المصري عمرو دياب لن تتراجع سواء في لبنان او خارجه. وانهى بانه ليس منجماً ليتوقع المزيد.

نقيب ممثلي المسرح والسينما والتلفزيون في لبنان الفنان رفيق علي احمد اعتبر ان ما يعنيه في تقييم العام 2001 هو ما ركزت عليه النقابة في مطالبها، وتحديداً على نقطتين اثنتين اولهما الحصول على قانون مهني وثانيهما تحقيق الضمان الصحي، على اساس ان المطلبين ينفذان مصلحة عليا للفنانيين والادباء. وقال علي احمد: «نبلغ الفنانين اللبنانيين والعرب انه بالامس تكرم الضمان الاجتماعي ووافق على تحقيق الضمان الصحي للادباء والفنانين في لبنان، ووعدنا بتحقيق القانون المهني في مطلع العام 2002 وبالتحديد في الشهر الاول منه». وتمنى ان يكون القانون المهني بمثابة «عيدية» للنقابة وقال: «رغم اننا لا نتوقع تحقيق ذلك سريعاً لاننا طالبنا بضمان صحي منذ سنوات واليوم نلناه، لكن لا يضيع حق وراءه مطالب ولا نعرف غيب العام 2002. الا ان الضمان الذي حصلنا عليه ليس مزحة خصوصاً ان مسألة عدم الموافقة على تحقيقه يشهد لها التاريخ، واليوم وعلى المسؤولين ان يعلموا ان لبنان هو البلد الوحيد في العالم العربي الذي لا يملك فنانوه قانوناً مهنياً. وفي حال تحققه كخطوة اولى تتوفر الامكانية للتدخل في عمليات الانتاج ومن ثم تصحيح صورة اللبناني عبر الفضائيات العربية».

اما الفنان وديع الصافي فقد تمنى ان يتحول الفن عن طابع السلع والتجارة والسمسرة ليحمل قيمته الحقيقية مع اطلالة العام 2002.

وتوقع الممثل الشاب باسم مغنية ان يعوض في العام 2002 ما فاته من فرص خلال العام 2001 خصوصاً ان القيمين على الاعمال الهامة لا ينفكون عن انتاج المزيد.

الفنانة الشابة اليسا لا تشغل بالها بتوقعات للعام المقبل، لتكتفي بالعمل خطوة خطوة كما قالت وهي لا تحلم بتنفيذ استعراض خاص، لكنها تحضر لاصدار البوم في العام 2002 نوعت من كلمات اغانيه والالحان لشعراء وملحنين في لبنان ومصر.

وكان الفنان المخضرم سمير شمص قد انشأ في اواخر العام 2001 شركة انتاج خاصة، وتأمل في حديثه ان يتحسن الوضع الفني على الصعيد التمثيلي عبر انتاج برامج تلفزيونية جيدة واعمال درامية تمنى ان تكتمل، حيث قال: «لقد بدأت حركة المسلسلات اللبنانية بالنمو خلال العام 2001 ونتطلع الى وسائل تشجيعية من قبل جهات مختلفة تتضافر فيها جهود المنتج والمخرج والممثل والموزع ليعود لبنان الى سابق عهده، وقد كان اهم مركز انتاجي في الشرق الأوسط والاول في الدول العربية وقد تراجع متأثراً بالحرب». واضاف: «اتمنى ان تتحسن نوعية الاعمال خلال العام 2002. وبوادر التطوير بدأت خلال العام السابق له خصوصاً مع مسلسل نورا الذي يبث على شاشة «تلفزيون الجديد» في لبنان».

ويتطلع الفنان غسان صليبا الى اصدار البوم جديد في العام 2002 لم يحدد عنوانه بعد، وهو الذي كان سيرى النور في العام 2001 الا ان انشغاله بمسرحية «ابو الطيب المتنبي» حال دون ذلك، وهي العمل الآخر الذي سيتابع تقديمه للجمهور خصوصاً ان العروض ستعود على مسرح الفوروم دو بيروت في 16 يناير (كانون الثاني) مطلع العام 2002، بعد عرضها السنة الماضية على مسارح في دبي وسورية وبعلبك (في لبنان).

بدورها الفنانة سمية البعلبكي اعتبرت ان ما يشهده العالم العربي والغربي من حرب مادية ونفسية سيستكمل فصولاً خلال العام 2002، لذلك من التفاؤل القول ان الوضع الفني سيتحسن لانه قطعاً يتأثر بالواقع العام. واضافت ان الساحة الفنية رغم هذا الاثر لن تتعطل وهي تحضر ريسيتال غنائياً يعرض في قصر اليونيسكو في بيروت خلال شهرين الى جانب حفلات خاصة واطلالات تلفزيونية. وتمنت ان تجد شركة الانتاج التي تقدر البومها الجديد الذي انتهت من تسجيل اغنياته الثماني، وذلك ليخرج الى الجمهور بصورة جميلة.

والمخرج مروان نجار قال: «عندي مشكلة مع الارقام لاني اعتبر انها لا تحمل سوى قيمة حسابية، من هنا اعتقد ان العام 2002 سيختلف عن 2001 بالرقم فقط وكل ما عداه سنضيفه بأنفسنا لأن الزمن تحرك وسأتحرك معه بما يبرر سنة جديدة، لذلك اتمنى ان تستمر الحركة». وعن عالم السينما الذي دخله في العام 2001 مع فيلم «مشوار» قال: «سنطور مع 2002 وجودنا السينمائي من دون التخلي عن التلفزيون. وقد اتفقنا على جزء جديد من برنامج «من احلى بيوت راس بيروت» ليصبح رفيقاً دائماً للعائلة. كما اني لن اشارك في الاعمال الرمضانية بسبب شروط العمل في المحطات التي لا تخطط للمناسبة مسبقاً».