بدأ بـ«عمر 2000» وما زال مستمراً: ماراثون الأفلام المصرية يشتعل على شبكة الإنترنت

تكلفة الموقع 6 آلاف جنيه فقط * «أفريكانو» في المقدمة و«راند فو» في ذيل القائمة * والعاصفة علامة بارزة

TT

بعيداً عن المنافسة الساخنة التي شهدتها الأفلام المصرية خلال العامين الماضيين في دور العرض السينمائي، ودون الحديث عن الإيرادات التي حققها منتجو هذه الأفلام، فان شبكة الانترنت تشهد شكلا جديداً من المنافسة بين الأفلام، معيار النجاح فيها ليس لقيمة الإيرادات وحجم المكاسب، ولكن بعدد زوار موقع كل فيلم، خاصة ان أغلب الشركات المسؤولة عن الانتاج السينمائي اتخذت من الانترنت وسيلة للدعاية الالكترونية عن أفلامها بتأسيس مواقع لها، واستخدمت في ذلك كل وسائل الجذب لضمان أكبر عدد من الزوار.

وغالباً ما تلجأ شركات الانتاج السينمائي لهذه الخطوة لتحقيق أكثر من هدف، فبجانب الدعاية المباشرة للفيلم خاصة مع زيادة مستخدمي شبكة الانترنت من الشباب ـ وهم جمهور السينما في العالم العربي ـ فهناك هدف أهم وهو استمرار تلك الأفلام وضمان بقائها أطول فترة ممكنة خاصة ان أغلب الأفلام استمرت في مواقعها حتى بعد انتهاء عرضها في السينما.

«رقية حسب الله» مصممة موقع فيلم «جاءنا البيان التالي» توضح ان الهدف الأول من انشاء مثل هذه المواقع هو الدعاية المباشرة للفيلم خاصة أنها تتوجه الى الشباب في المرحلة الثانوية والجامعية وهم جمهور السينما، ولا يعني ذلك ان تلك المواقع ستكون بديلا لاعلانات التلفزيون، لان الانترنت لم يصل الى كونه وسيلة اتصال جماهيرية واسعة الانتشار.

وتضيف رقية ان تكلفة انشاء الموقع تختلف من فيلم لآخر وفقاً لمجموعة من المعايير أولها المساحة والأغنيات الموجودة ولقطات الفيديو ومدة بث الموقع على شبكة الانترنت، وهي غالباً ما تكون لمدة 6 أشهر فقط أو سنة على الأكثر، وتتراوح التكلفة بين 5 الى 6 آلاف جنيه، وهو رقم قليل جداً بالمقارنة بسعر اعلان التلفزيون الذي لا يستمر سوى 30 ثانية.

محمد خاطر منفذ موقع «جاءنا البيان التالي» يقول: الشركات المؤسسة لمواقع الأفلام على الانترنت تنقسم الى نوعين، الأول شركة انتاج فني وتقوم بانتاج الفيلم وبثه على الموقع بنفسها وهو النوع الأكثر شيوعاً، أما النوع الثاني فهو قيام شركة انترنت وتصميم المواقع بالتعاقد مع النوع الأول من الشركات لبث موقع الفيلم على الانترنت، وهناك مواقع تقدم خدمات تقليدية ومواقع أخرى تقدم خدمات متميزة مثل دور العرض التي يوجد بها الفيلم وعناوينها وقيمة التذكرة وامكانية مراسلة النجوم وغيرها من الخدمات.

وبداية دخول الأفلام على مواقع الانترنت كانت منذ عامين تقريباً عندما تأسس موقع فيلم «عمر 2000» بطولة خالد النبوي ومنى زكي، ولكن لم يكتب له النجاح لعدة أسباب، أولها حداثة التجربة في السينما المصرية، بالاضافة الى ضعف المعلومات المقدمة على الموقع، وظهر ذلك بوضوح في قلة أعداد الزائرين للموقع، الأمر الذي دفع القائمين عليه الى إلغائه من الشبكة بعد مرور شهرين تقريباً فقط.

أما الفيلم الثاني الذي خاض التجربة وحقق نقلة نوعية في الأفلام المصرية على الشبكة فكان «الناظر» لعلاء ولي الدين، وتميز الموقع بتقديم معلومات وافية عن الفيلم وصور لبعض المشاهد وخلف الكواليس، وقد ازداد عدد زوار الموقع عن الفيلم الأول، ولكن ظلت التجربة أيضاً في طور النمو.

العاصفة أما الفيلم الثالث الذي يعد علامة بارزة في هذا الطريق فكان «العاصفة» تأليف واخراج خالد يوسف، ويبدأ الموقع في أولى صفحاته بعرض الجوائز التي حصل عليها الفيلم، وهي جائزة الهرم الفضي بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ويضم الموقع ملخصاً لقصة الفيلم وشرحاً لأدوار الفنانين المشاركين فيه، وهم يسرا وهاني سلامة ومحمد نجاتي، كما يضم ألبوم صور لأحداث الفيلم، ويذكر للقائمين على انتاج الفيلم استمرارهم في بث الموقع بالرغم من انتهاء عرض الفيلم بدور السينما خاصة مع استمرار الزوار في التوافد على الموقع الذي اختار عنوان www.alasefa.com.

ولم يكن غريباً ان يعرض الفنان أشرف عبد الباقي ـ الذي يملك شركة للانتاج الفني وتصميم مواقع على الانترنت ـ ان ينشئ موقعاً لفيلمه «رشة جريئة» وأهم ما يميز هذا الموقع انه حرص على جذب ود الجمهور عن طريق سرد المواقف الطريفة التي تعرض لها فريق العمل أثناء تصوير الفيلم ويقدم انطباعاً جيداً لفيلم كوميدي، ومن أطرف هذه المواقف عند تصوير مشهد لهروب أشرف عبد الباقي وياسمين عبد العزيز داخل سيارة والمفروض وجود أمطار غزيرة في المشهد، ولذلك طلب المخرج سعيد حامد من شوبير المسؤول عن اكسسوارات الفيلم برش السيارة والطريق بالمياه، ولم يكتف بذلك بل طلب منه أيضاً رش «أشرف» و«ياسمين» بالمياه الباردة، وذلك في شهر يناير حيث البرودة الشديدة للجو، وادعى سعيد حامد انه لم يطلب ذلك من شوبير وانه قام بذلك من تلقاء نفسه بعد ان غرق أشرف وياسمين في المياه وتحول الأمر الى هزار بين فريق العمل.

الشيء الغريب ان اغلب المواقع لا تضم جهازاً للعد يوضح عدد الزوار ليس من قبيل التوفير بالطبع لان التكلفة ستكون زهيدة بالمقارنة بالتكاليف الكبيرة التي يتحملها المسؤولون عن الانتاج، ولكن التفسير الوحيد لذلك الأمر هو حرص القائمين على الفيلم على عدم اتاحة الفرصة للجمهور لمعرفة عدد زوار المواقع لانه يعتبر مؤشراً لمدى نجاح الفيلم أو فشله، لكن عموماً بعض الافلام تخلصت من هذه المشكلة وذكرت عدد الزوار الذين ترددوا عليها، وعلى رأس هذه الافلام «راند فو» حيث بلغ عدد زوار الموقع 4991 وهو رقم قليل جداً، وقد لا يذكر بالمقارنة بالأفلام العالمية التي قد يصل عدد زوارها الى الملايين، ولكن الشيء الغريب الذي لا نجد له تفسيراً منطقياً حتى الآن هو حرص القائمين على الموقع على كتابة المعلومات باللغة الانجليزية فقط، وكأن الموقع يخاطب جمهوراً في أوروبا واميركا، ولا يعنيهم الجمهور المصري والعربي بأي شكل من الاشكال، والتفسير الوحيد هو ان القائمين على الفيلم فضلوا أن يكون كل ما له علاقة بالفيلم مستورد أو أجنبي فاسم الفيلم بالفرنسية والمعلومات الموجودة عنه بالانجليزية، وللحق نقول ان الموقع قدم معلومات وأفكارا شبابية جديدة ساهمت في شهرة الفيلم حيث قدم غرفة للدردشة يلتقي من خلالها الزائرون ويتبادلون الآراء عن الفيلم الى جانب اقامة المسابقات لمن شاهد الفيلم وتقديم الجوائز لهم وهي فكرة ترويجية جديدة. والموقع يقدم ملخصاً للفيلم ولقطات حية منه وقائمة بدور العرض التي كان يعرض فيها وأرقام التليفونات الخاصة بها وعنوان الموقع www.rendez.vousmouie.com.

«أفريكانو» ولعل أكثر الأفلام التي حققت رواجاً ضخماً على شبكة الانترنت هو فيلم «افريكانو» لأحمد السقا ومنى زكي واخراج عمرو عرفة حيث وصل عدد زواره الى 52000 وما زال العدد في تزايد مستمر لعدة أسباب أولها اهتمام القائمين على الفيلم حرصوا على كتابة عنوان الموقع على أفيش الفيلم وفي اعلانات الصحف، وهو ما ساهم كثيراً في تضاعف عدد الزوار عكس بقية المواقع التي لا تهتم بالترويج لعنوان موقعها. ويقدم الموقع ملخصاً لقصة الفيلم ومعلومات عن أبطاله المشاركين فيه، ويقدم أيضاً تعليقات الصحافة والنقاد على الفيلم ويهتم ايضاً بتقديم خدمة مراسلة أسرة الفيلم ومعرفة آراء الجمهور، والموقع متاح باللغتين العربية والانجليزية وعنوانه www.africano.masrawy.com.

أما موقع فيلم «أصحاب ولا بيزنس» فقد بدأ بثه قبل عرض الفيلم بعدة أيام على موقع «ايجي فيلم» ويضم ملخصاً لقصة الفيلم ومعلومات عن فريق العمل وابطاله ومجموعة من الحوارات معهم، كما يتيح الموقع أيضاً امكانية الاستماع الى اغاني الفيلم، ومن الممكن أيضاً إرسال بعض الآراء والتعليقات على الفيلم ومراسلة النجوم، والشيء الجديد في الموقع أيضاً انه متاح باللغة العربية فقط، ولتشجيع الجمهور على نشر عنوان الموقع بين أكبر عدد من مستخدمي الانترنت، فقد تم الاعلان عن تقديم جائزة لكل شخص يرسل عنوان الموقع الى 5 من زملائه ولاندري ما هي طبيعة هذه الجوائز.