رشا كتبي: قال لي مشاهد أنت المسؤولة عن ارتفاع درجة الحرارة في مدن العالم

TT

في بداية عملها في تقديم الاحوال الجوية، وفي احدى المرات بعد ان اتتهت من تقديم نشرة للطقس، التقى بها مشاهد وقال لها: أنت في كل مرة تظهرين فيها على شاشة الـ mbc ترفعين درجات الحرارة درجة او درجتين فوق الدرجة المتوقعة لذلك انت الوحيدة المسؤولة عن ارتفاع درجات الحرارة في العالم، لكن بعد مضي فترة في تقديمها لنشرات الاحوال التقى بها مشاهد آخر كأنه يريد ان ينصفها فقال لها انت (وجه خير) جلب الامطار التي تحولت الى حبات برَد في الرياض عام 1995.

* ماذا عن اتهامك برفع درجات الحرارة؟

ـ قال لي بعض الزملاء العرب انني اسبب لهم المشاكل في بعض الاحيان، فعندما يقولون ان الحرارة في مكان معين تبلغ الدرجة الفلانية ويتصل بهم بعض المشاهدين الذين يقولون لهم ان رشا قالت ان درجة الحرارة اعلى بدرجتين مما ذكرتم فصححوا معلوماتكم في المرة القادمة.

* والآن بعد سنتين كيف يبدو الفرق؟

ـ استفدت الكثير من عملي وذلك في اعطائي الخبرة العملية والمتعة الحقيقية اثناء دراستي، اذ اني بدأت العمل منذ عام 1995، كنت حينها في سنتي الجامعية الاولى وكان عمري حينها تسع عشرة سنة فقط، كنت حذرة كثيرا في التعامل مع الزملاء حيث كان الجميع يكبرني بالكثير من الاعوام وكنت ولا ازال الاصغر سنا بين مذيعات ومذيعي mbc مما يجعلهم ينادونني بالـ weather baby

* وعلى صعيد التقديم كيف صارت الامور؟

ـ احببت التمرين وتحضير النشرات، لكن مع بداية الظهور على التلفزيون احسست بشيء من الاضطراب الذي حاولت نسيانه بأخذ الامور بالابتسام، وأعتقد انه يجب على المذيع ان يضيف نكهته الخاصة على نشرته حتى يتميز فيها، وانا احب دائما التجديد في التقديم لأني اعتبر ذلك سر النجاح. استفدت ايضا في المؤتمرات العالمية للاحوال الجوية التي دعيت اليها سنويا حيث اعطتني الفرصة للقاء مذيعي ومذيعات الاحوال الجوية من شتى انحاء العالم.

* هل اعداد وتقديم نشرة جوية سهل؟

ـ الاحوال الجوية تأخذ مجهودا كبيرا حيث تتطلب الدراسة والمتابعة للمستجدات البيئية، ولذلك فإن اي برنامج تقدمه مذيعة الاحوال الجوية يجب ان يكون برأيي مرتبط بنفس الاختصاص، وتفتقر التلفزيونات العربية بشكل للبرامج البيئية التي، ان وجدت، تكون على شكل موسوعة وثائقية مترجمة في معظم الاحيان. ومع ذلك فإن mbc كان عندها برنامج وثائقي بيئي بعيدا عن السياسة يقدمه الزميل انطوان الخوري، وقد شاركت في عدد من المرات بتقديم بعض الحلقات والتقارير.

* لماذا انت مقدمة احوال جوية؟ هل بطلب من الادارة أم رغبة منك؟

ـ الحقيقة كانت الادارة بحاجة لمذيعة احوال جوية وتقدمت انا مع الكثيرين للعمل في هذا المجال، واخترت من قبل الادارة بعد سلسلة من التمرينات والتدريبات والامتحانات التي اخذت مكانها في ذلك الوقت.

* تعمد الكثير من القنوات الى ان يكون مقدمو نشرات الاحوال الجوية مذيعات وليس مذيعين.. ما تفسيرك؟

ـ اعتقد ان ذلك كان في السابق فقط.. بشكل عام كان التلفزيون في القديم يحتوي على المذيعات في معظم المجالات عدا الاخبارية التي نرى فيها الاثنين، لكن الآن اختلت الامور ونرى المذيعين في جميع المجالات حتى في برامج المنوعات ونشرة الاحوال الجوية لا تختلف كثيرا فنرى فيها الاثنين، وحتى في بعض المحطات كالتلفزيون السعودي مثلا النشرة الجوية لا تزال تقتصر على الرجال فقط.

* كونك شارحة للطقوس الجوية للمشاهدين، ماذا استفدت في هذا المجال؟

ـ تعلمت اسباب نشوء الضغط المرتفع والمنخفض وكيفية تشكل الظواهر الجوية الشاذة كالاعاصير والعواصف وظاهرة الـ global warning والاهتمام بنتائج الظواهر الجوية كالامطار والفيضانات والحرائق.

وعلى مستوى شخصي اكثر تعلمت ان اتذكر اخذ الشمسية التي انساها دائما، وكوني في لندن تعلمت اكثر قيمة الشمس وما تشعه علينا من دفء وحياة.

* هل تقومين باعداد النشرة التي تقدمينها ام تكتفين بالتقديم فقط، وايهما افضل؟

ـ اقوم باعداد وتقديم نشرات الاحوال الجوية واختيار صور الغرافيكس ورسمها اذا تطلب الامر ذلك، حيث تستطيع من خلال اضافة صور او خرائط جديدة في كل مرة ان تخلق نشرة متميزة، اما الاعداد فيجعل المذيع اكثر الماما بما يقدمه للناس وهذا هو الافضل في رأيي حيث يبين الفرق بين المذيع المتمكن والذي يقرأ ما يكتب امامه فقط.

* ما رأيك في ظاهرة دخول المجال الاعلامي من غير الاعلاميين؟

ـ لا اعتقد انه يخدم الاعلام كثيرا الا اذا كانت هذه الشخصيات ذات ثقافة واسعة، اذ ان الاعداد او حتى المساهمة في الاعداد جزء مهم من النجاح، وانا ارى ان لكل انسان اختصاصه، فالممثل لن يتغلب على المذيع في الاعلام، والمذيع لن يتغلب على الممثل في التمثيل كذلك، لكن تبقى لكل قاعدة حالات خاصة.

* من يلفت انتباهك في الساحة الاعلامية على مستوى اعلاميين وبرامج؟

ـ الكثير من الاعلاميين القدامى والجدد على مستوى اخباري وبرامج، ولن استطيع ان اذكر لك اسماء في الحقيقة لأن هذا سيعتبر تحيزا لان الكثير من الاعلاميين في هذه القائمة، خاصة بعض زملائي في الـ mbc.

* ماذا عن حياتك الشخصية بعيدا عن الاستوديوهات (اهتماماتك)؟

ـ امارس الرياضة التي تشمل السباحة والاسكواش والسنوكر، احب المطالعة وسماع الموسيقى، اعشق السفر كثيرا واكتشاف الاماكن الجديدة، وأحب التسوق وذلك لاني اعتبر ان الاناقة تشكل جزءا مهما من اطار العمل.

* ما هي طموحاتك المستقبلية على مستوى البرامج؟

ـ احب ان يكون لي برنامج خاص، شيء إما النشرة الجوية ويكون مرتبطا بها، او شيء جديد بدون النشرة الجوية، شيء مختلف وجديد من نوعه يعبر عن مشاكل واحتياجات الشباب في هذا العصر، وهذا برنامج ذو شكل جديد ومتطور ويعتبر نقطة تحول، لكن لا خطط مستقبلية في هذا الاتجاه بعد.

* كلمة اخيرة؟

ـ اتمنى ان يتطور الاعلام العربي اكثر واكثر، وان يصل الى مرحلة العالمية، وذلك حتى يستطيع منافسة التلفزيونات الاجنبية وتوصيل صوت العرب الى العالم بالاضافة الى اعطاء العالم الصورة الصحيحة عن شعوبنا.

واحب ان اكرر انني لست المسؤولة عن ارتفاع درجات الحرارة في العالم.