عيد ميلاد السندريللا يعيد الأحزان والتساؤلات: سعاد حسني.. صراع متجدد بين لغز الرحيل وميراث حائر

TT

في يوم عيد ميلاد سندريللا الشاشة سعاد حسني (26 مارس) تتجدد الأحزان والتساؤلات، فرغم حوالي سبعة أشهر على رحيلها يظل هذا الرحيل المفاجئ لغزاً كبيراً، فهي ليست فنانة ونجمة فقط، ولكنها استطاعت بعطائها الفني الصادق أن تحفر لنفسها مكانة أكبر في نفوس الجماهير العربية.

فبعد وصول نبأ وفاتها ظهرت العديد من الحكايات والأقاويل التي تحاول الوصول الى حقيقة حادث الوفاة الذي انقسمت الآراء حوله ما بين مؤمن بكونها منتحرة وبين رافضين تماماً لهذا الرأي ليقينهم التام بروح سعاد حسني المحبة للحياة.

ونظراً لهذا الانقسام في الآراء، واستمرار نداءات أصدقائها ومحبيها للوصول الى الحقيقة اضطرت محكمة «ويست مينستر» التي تنظر فيها القضية الى تأجيل قرارها النهائي حول الحادث الى يوم 13 فبراير (شباط) المقبل، ويأتي ذلك نظراً لتضارب أقوال الشهود وخاصة نادية يسري صديقة سعاد حسني وصاحبة الشقة التي سقطت منها سعاد والتي نفت الاتهامات التي تشير الى انها تعرف الجناة الحقيقيين، وأكدت مراراً ان سعاد حسني انتحرت نظراً لتدهور حالتها النفسية من جراء الشائعات التي كانت تحاصرها في كل مكان، والقاتل الحقيقي لسعاد حسني هم أصحاب الأقلام الملوثة الذين كتبوا عنها وعن فقدانها لجمالها، وقالوا انها تحولت ـ على حد تعبيرهم ـ الى «كتلة لحم»، كما انهم ادعوا انها تتسول في الشوارع ولا تجد من ينفق عليها.. كل هذا أدى بها الى السقوط في بئر المرض النفسي والاكتئاب الذي دفعها الى الاننتحار. كما أكدت انه لا دخل لها في تدبير أي حادث للسندريللا، فقد عادت من خارج المنزل لتجد رجال الشرطة يحيطون بالمكان ويقولون ان هناك سيدة سقطت من بناية «ستيوارت تاور» ولم تعرف انه سعاد الا بعد صعودها ورؤيتها لأحبال الغسيل ممزقة.

وللوهلة الأولى تبدو نادية يسري صادقة، الا ان تأجيل اعلان السلطات البريطانية لسبب وفاة السندريللا يؤكد وجود شبهة جنائية، فبعد الحادث خرج أحد المسؤولين في اسكوتلانديارد ليؤكد ان سعاد حسني ماتت منتحرة، وقد رفض أفراد عائلتها هذا التصريح، مما دفعهم الى ارسال محامي الأسرة فوراً الى لندن، حيث كان من المفترض أن تعلن محكمة ويست مينستر قرارها النهائي في هذا الحادث في الحادي والعشرين من ديسمبر (كانون الاول) الماضي، وهي صاحبة السلطة الرئيسية في اصدار الحكم، أما تصريحات المسؤولين في اسكوتلانديارد غير صحيحة وهي مجرد اجتهادات.

وعندما وصلت الى المحكمة التقارير الطبية التي أكدت احتمال وجود شبهة جنائية في الحادث، وكذلك عندما اكتشفت التضارب الواضح في أقوال شهود الحادث وخاصة نادية يسري قررت المحكمة اعادة التحقيقات مرة أخرى من جديد، وكذلك قررت فحص جميع الأحاديث الصحافية والتلفزيونية التي أجرتها نادية يسري للوقوف على مدى صدقها.

* أفلام لم تكتمل

* وقد مثلت سعاد حسني ـ قبل رحيلها الى لندن ـ على فترات متباينة في فيلمين، كل منهما لم يتم تصويره بالكامل ليشكل كيانا خاصا، وربما يعود توقف التصوير في كل فيلم لسفرها المتقطع الى لندن لمتابعة رحلة علاجها الأولى، الفيلم الأول هو «المغنواتي» (مصري) اخراج سيد عيسى، والثاني هو «أفغانستان لماذا» (مغربي) اخراج عبد الله المصباحي.

وما حدث ليس من عادة السندريللا، فهي صادقة في عهودها، تحترم كل العقود التي تبرمها مع شركة انتاج أو مخرج حتى وان كان هذا الوعد شفهياً، لكن ربما الظروف التي بدأت تؤلمها نفسياً وتجعلها تفضل الجلوس وحدها أو السفر هو السبب وراء عدم استكمال تصوير هذين الفيلمين.

وجدير بالذكر انه بجانب أفلام سعاد حسني المصرية الطويلة، مثلت أيضاً في الفيلم اللبناني «نار الحب» اخراج فاروق عجرمة عام 1968، والفيلم العراقي «القادسية» اخراج صلاح ابوسيف عام 1980، وهي في اختيارها لهذه الأفلام كان تتصرف حسب مشاعرها وأحاسيسها أولاً لتقف على مدى اقتناعها بالعمل، فاذا اقتنعت به قدمته حتى ولو بعد وقت طويل.

سعاد حسني قدمت خلال 31 عاماً أكثر من 80 فيلماً بدءاً من «حسن ونعيمة» لهنري بركات عام 1959 وحتى «الراعي والنساء» لعلي بدرخان عام 1991، وأثبتت طوال هذه الرحلة وعبر هذه المجموعة تألقها في الأعمال الاجتماعية والسياسية والاستعراضية أيضاً، ولا نستطيع أن نجهل الافلام الكوميدية ذات الجوانب الاجتماعية التي قدمتها على فترات.

وقد عملت سعاد حسني مع 36 مخرجاً مصرياً من مختلف الأجيال، وكان أكبر عدد من الأفلام (9) مع نيازي مصطفى، يليه (6) مع كل من حسام الدين مصطفى وعلي بدرخان، و(4) مع كل من صلاح أبوسيف ومحمود ذوالفقار و(3) مع هنري بركات وفطين عبد الوهاب، وحسن الامام، وعاطف سالم، واحمد ضياء، وحسن الصيفي، وكمال الشيخ، وسمير سيف.

وقامت أيضاً بتمثيل فيلمين مع كل من سعيد مرزوق ويوسف شاهين، وفيلم واحد مع كل من حلمي حليم، وابراهيم عمارة، وعباس كامل، وعز الدين ذو الفقار، والسيد بدير، وحسن توفيق، ونجدي حافظ، واحمد بدرخان، وسعد عرفة، ومحمد خان، ومحمد فاضل، ويوسف فرنسيس، وشريف عرفة، وزوجها الأول صلاح كريم.

وقامت أيضاً ببطولة أربعة أفلام قصيرة هي «البنات والصيف»، حيث قدمت جزءاً من فيلم طويل من ثلاثة اجزاء، وكان الجزء الذي مثلته من اخراج فطين عبد الوهاب، والفيلم الوحيد الذي اشتركت في تمثيله مع عبد الحليم حافظ.كما قدمت ثلاثة أفلام قصيرة «أغان» من انتاج التلفزيون وهي «ما يؤخذ بالقوة» عن حرب اكتوبر اخراج حسين كمال وشعر احمد فؤاد نجم ولحن كمال الطويل، و«صباح الخير يا مولاتي» عن الأم، شعر صلاح جاهين ولحن كمال الطويل، وأغنية ثالثة شعر فؤاد حداد، كما قدمت مسلسلا واحداً للتلفزيون من عشر حلقات منفصلة بعنوان «هو وهي» اخراج يحيى العلمي عام 1985.

* ورثة السندريللا

* على الرغم من تصارع الجهات المختصة في لندن للوصول الى حقيقة وفاة سعاد حسني، الا ان هناك صراعاً من نوع آخر يدور في القاهرة على ميراث الفنانة الكبيرة، والذي بدأ بعد ساعات من وفاتها ولم يحسم حتى الآن.

فقد بدأ النزاع بين أشقائها للاستيلاء على شقتها في احدى العمارات بالزمالك، وبدأ النزاع أيضاً على ثلاث شقق بالزمالك تستأجرها سعاد حسني، حيث تقدم رجل الأعمال رولاند ألبير تادرس ببلاغ لمأمور قسم قصر النيل لاثبات أحقيته في الشقتين رقمي 8 و12 اللتين استأجرتهما الفنانة الراحلة منذ عشرين عاماً بالعمارة التي يمتلكها في رقم 17 شارع يحيى ابراهيم بالزمالك.

من جانبها أكدت شقيقة الفنانة الراحلة انه لا يوجد صراع حول الميراث، وان أفراد الأسرة اتفقوا على الانتظار حتى تظهر نتائج ايجابية لأسباب الوفاة، وأشارت الى ان هناك اثنين فقط هما أكثر استحقاقاً للميراث هما كوثر وعز الدين حسني لانهما الوحيدان الشقيقان لسعاد من الأب والأم.