من المسؤول عن تشويه الموسيقى العربية؟

مصطفى بغداد: اغان كلماتها ساقطة واحيانا مسفة ومبتذلة * كريمة الصقلي: النجدة .. النجدة

TT

تميزت وجهة نظر بعض الفنانين المغاربة حول موضوع تشويه الموسيقى العربية بالدعوة الى تطبيق رقابة على المنتوج الموسيقي في العالم العربي انقاذا له من التشويه الذي يهدد هوية الموسيقى العربية. وفي هذا السياق اعتبر مصطفى بغداد الامين العام للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة ان هذا الموضوع ذا طبيعة سجالية. وجوابا على السؤال طرح مجموعة من الاحتمالات، فهل نلقي المسؤولية في رأيه على الاعلام؟ ام على الاجيال الجديدة واغانيها الشبابية الصاخبة؟ ام على منتجي اشرطة الكاسيت؟ ام انزواء وابتعاد الفنانين الحقيقيين عن الابداع؟ ام الغزو الاجنبي للقنوات التلفزيونية والصحافة المكتوبة؟ ام نلقي المسؤولية على الجمهور؟ ورجح بغداد ان تكون هذه الاسباب مجتمعة وراء تشويه الموسيقى العربية التي تسببت في افساد الذوق العام عبر ترويج اغان كلماتها ساقطة واحيانا مسفة ومبتذلة، وعلى مستوى التسجيل تم التخلي عن الفرق الموسيقية واصبح الاعتماد بشكل كلي على آلة «الاورك». واقترح بغداد ان تتدخل الدولة ممثلة في وزارة الاعلام والثقافة وحتى وزارة العدل لفرض رقابة على المنتوج الفني، ولم يلغ مسؤولية الجمهور ايضا والاعلاميين والمثقفين في الوطن العربي. وقالت المطربة كريمة الصقلي التي اختارت مند انطلاقتها ان تتخصص في اداء اغاني الطرب الاصيل، ان الموسيقى العربية تطلب النجدة بسبب الوضع الذي توجد عليه حاليا، حيث فقدت هويتها واصبحنا امام تيار سمته الاساسية التقليد ومواكبة الصرعات الفنية الموجودة في الخارج التي لا تراعي اي خصوصية للثقافة العربية وتقاليدها المحافظة على مستوى الالتزام بمظاهر الحشمة واختيار الشعر المعبر الجميل، اذ كل ما نسمعه حاليا لا يعدو ان يكون مجرد كلمات مترجمة عن اغان. غربية. و تؤكد الصقلي انه لا يجب ان يفهم من كلامها انها ضد الانفتاح على الثقافات الاخرى لكن المطلوب هو انتاج اعمال تتوفر فيها شروط العمل المشترك المبني على الحوار بين الثقافات وليس التقليد المطلق وقالت انها لا تملك الاجابة عن السؤال المطروح لكن لديها ثقة كبيرة في المسؤولين عن الميدان الموسيقي عموما للتفكير بجدية في انقاذ هذا المجال. وعن وجهة نظر جيل الفنانين الشباب تقول المطربة نسرين العذراوي ان المتتبع للموسيقى العربية حاليا يلاحظ كثرة الانتاج المتشابه المقامات والايقاعات والاعتماد على تلميع اللازمة وزخرفة العزف والابهار في الفيديو كليب من خلال اللقطات الخاطفة والرقص الجماعي، ولا يبدو الاختلاف الا في اسم المطربةاو المطرب، ضاربين عرض الحائط بالمقاييس الفنية التي كانت تميز الاعمال العربية من شعر جميل ولحن شجي واداء متميز، وتضيف العذراوي: «صحيح ان لكل جيل طريقة خاصة في التعبير عن فنه لكن يجب ان لا يتم ذلك على حساب اهمال هويته الخاصة واعتماده فقط على التبعية العمياء للثقافة الفنية للغير، علما ان العرب كما تقول لديهم فن عريق وغني. وتؤكد العذراوي انه لو وجدت رقابة توجه الموسيقى العربية لما وجد المتطفلون فرصة لاقتحام وجدان الشباب العربي باعمال لا يقصد منها سوى الرقص والحركة وجلب عدد كبير من المستهلكين، تماشيا مع الموسيقى الغربية الصاخبة، فلو وجدت مثل هذه الرقابة لكنا وصلنا الى العالمية باعمال فنية عربية على غرار ما قدمته فيروز من اعمال جعلت العالم الغربي يسمعها ويحترم فنها العربي، اما حاليا نجد الموسيقى العربية مشوهة وليس فيها من العربية سوى كلماتهاالعامية، وتعتقد ان الاعلام العربي له دور بارز في تشجيع هذا النوع من الموسيقى والعمل على ترويجها لتحقيق المزيد من المكاسب المادية، الا ان نبرة التشاؤم هذه سرعان ما تخف عندما تقول ان ظهور عدد من الفنانين العرب مثل كاظم الساهر اعاد للاغنية العربية مجدها. ولخصت المطربة فاطمة الزهراء لحلو وجهة نظرها بالقول ان سلطة المال هي المسؤولة اولا واخيرا عن تشويه الموسيقى العربية، لان انتشار المحسوبية والزبونية في الاوساط الفنية عامل ساعد على هذا التشويه اذ لم يعد مطلوبا ان تملك صوتا وموهبة بل بالمال وحده يمكن ان تشتري الحانا جاهزة تضعك في مرتبة النجوم وهذا ما تسعى اليه الاغلبية ولا يهم بعد ذلك المستوى الفني للالحان ولا قيمة المادة الفنية ومدى التزامها بقواعد الاصالة. =