الممثلة المغربية نسرينا: لست ممثلة مدبلجة

لجأت للشعوذة والسرقة لأنجح وأرفض «الإغراء» احتراما لأسرتي

TT

بالرغم من صعوبة احتراف التمثيل في المغرب بسبب ظروف الانتاج وضعف مستوى الاجور التي يتقضاها الممثلون سواء في السينما اوالتلفزيون، الا ان نسرينا قررت ان تتحدى هذا الوضع وتمضي الى النهاية في هذا الميدان، ربما حلما بتحقيق نجومية صعبة المنال .سألتها لـ«الشرق الأوسط» في بداية هذا الحوار عن الطريق الذي قادها الى التمثيل فأجابت:

ـ دخولي الى مجال التمثيل تم عن طريق الصدفة لأني بصراحة لم اتخيل نفسي يوما ما ان اصبح ممثلة. وكل ما في الامر هو انني التقيت بالمخرج المغربي محمد عاطفي الذي كان يبحث آنذاك عن وجه جديد للمشاركة في مسلسله «المصابون» فرشحني لهذا العمل بعد ان وجد في المواصفات المطلوبة للعب دور «مريم» احدى الشخصيات الرئيسية في المسلسل، واعجبت بالسيناريو والدور كان اساسيا مما ضاعف خوفي لأن العمل التلفزيوني او السينمائي عمل جماعي، واذا فشل ممثل واحد في اداء دوره بشكل جيد فسيؤثر ذلك حتما على مستوى العمل ككل، ولذلك كنت خائفة جدا ان اكون انا ذاك العنصر الذي سيتسبب في فشل العمل.

* وهل تعتقدين انك اجتزت هذا الاختبار بنجاح؟

ـ اعتقد انها كانت تجربة ناجحة يؤكدها رد فعل الجمهور الذي لم يرمني بالطماطم، وانا اسير في الشارع بعد مشاهدته للمسلسل، ومما زاد في تخوفي من ذاك الدور هو اني لعبت دور امراة خطفت خطيب صديقتها وكانت تلجأ الى الشعوذة والسرقة ايضا، ونحن نعرف ان فئة كبيرة من الجمهور تتأثر بدور الممثلين ولا تفرق بينه وبين شخصياتهم الحقيقية.

* وهل فتح لك نجاح هذا الدور الباب امام تلقي عروض اخرى في التلفزيون؟

ـ نعم، لكن في البداية كانت عبارة عن ادوار صغيرة مثل مشاركتي في الشريط التلفزيوني «جاني ام بريء» لمحمد لطفي والمسلسل الكوميدي «عائلة سي مربوح» لمصطفى الخياط قبل ان يسند الي المخرج محمد منخار دور البطولة في الشريط التلفزيوني «على ضفة القلب» الذي عرض في رمضان الماضي على الفضائية المغربية. ولدي مشاركة اساسية ايضا في شريط «تيغالين» للمخرجة فاطمة بوكدي الذي ستعرضه الفضائية المغربية قريبا.

* نعود لشريط «على ضفة القلب» فهو كباقي الاعمال التلفزيونية التي عرضت خلال رمضان على القناة الاولى لم يحقق نجاحا كبيرا، ما تعليقك؟

ـ بصراحة فوجئت بدوري بالمستوى الذي ظهر عليه الشريط مثلي مثل باقي الممثلين الذين شاركوا في هذا العمل، فقد كانت ظروف الانتاج والتصوير صعبة ومع ذلك حاول كل واحد منا ان يعطي افضل ما عنده، الا ان النتيجة كانت مخيبة للآمال فقد حذفت مشاهد كثيرة اثرت على مضمون المسلسل والرسالة التي اراد ان يبلغها، وبالنسبة لي كان بامكاني ان اظهر بأداء افضل لكن اؤكد انه لم يكن الامر بيدي.

* بالنسبة لطريقة ادائك يلاحظ عليك بعض التصنع كيف تردين؟

ـ ابدا، لست متصنعة في ادائي ولم اسمع هذه الملاحظة من طرف معارفي، بل في كثير من الاحيان ابذل مجهودا كبيرا لتغيير بعض الجمل والكلمات كما كتبت في الحوار لأنها في رأيي تمثل قمة التصنع، كأن يطلب منك مثلا التعبير بجمل محشوة بكلمات من الفصحى لا علاقة لها بلهجتنا المغربية العادية والبسيطة كما نعبر بها في حياتنا اليومية مثل المطبخ والمقهى وجواز السفر وغيرها.

* في ادائك وحركاتك تبدين ايضا متأثرة ببطلات مسلسلات امريكا اللاتينية التي تعرضهاالفضائيات مدبلجة الى العربية، ما رأيك؟

ـ هل تقصدين كوادالوبي مثلا؟ انا لا اشاهد هذه المسلسلات فحلقاتها تصل الى 365حلقة، أليس لدي ما افعله لأتابعها؟ انا اتحدى اي شخص يثبت اني اقلدهن، قد يكون شكلي شبيها بهن، لكن ادائي مختلف جدا، هذا كلام فارغ، يريدون «تعقيدي» ربما بقصد ابعادي عن التمثيل.

* هل انت مصرة على الاستمرار في احتراف التمثيل رغم وعيك بالصعوبات التي تعترض الممثلين والممثلات سواء بالنسبة للجانب المادي او ظروف العمل، ام ان حلم النجومية يسيطر عليك؟

ـ يصعب علي التراجع او رفض عروض جديدة رغم اني امر بلحظات صعبة اثناء التصوير. اما بخصوص الجانب المادي فما يجعلني اصبر على هذا الوضع هو اني ما زلت اعيش مع اسرتي التي تتكفل باعالتي. اما اذا كنت اعيش وضعا مختلفا فسأفكر في عمل اكثر جدية.

* هذا يعني انك تعتبرين التمثيل عملاً غير جدي؟

ـ ابدا لم اقصد ذلك، بل بالعكس فقد كرست حياتي للتمثيل واضطررت للانقطاع عن الدراسة من اجل ذلك، الا اني انسانة واقعية جدا ولا احلم كثيرا، ولا ارى اني املك شيئا مختلفا عن الاخريات يؤهلني لأن اصبح نجمة، لذلك فانا لا انتظر معجزات.

* هل علاقتك بالسينما ما زالت بعيدة؟

ـ شاركت اخيرا في الشريط السينمائي «ولد الدرب» للمخرج حسن بنجلون وبطولة سعيد الناصري، الا ان اغلب العروض السينمائية التي اتلقاها تدخل في اطار ما يسمى بأدوار الاغراء، وهي الموضة الجديدة في السينما المغربية، الا اني ضد هذه الادوار وأرفضها بشكل قاطع، لعدة اسباب من بينها عدم اقتناعي بها واحتراما لأسرتي والمجتمع الذي نعيش فيه، فانا ممثلة لكن هناك حدوداً من الافضل عدم تجاوزها. واذكر لك ايضا ان لدي موهبة في الغناء وأستعد لاصدار البومي الاول بالتعاون مع ملحنين شباب.