المطرب صفوان بهلوان: في سورية يعتبرونني الموسيقار الأول والمهرجانات لا تقدم فنا

الإعلام السوري ضعيف ومقصر في حق المبدعين * قدمت أعمالا أحدثت دويا إعلاميا

TT

اعترف المطرب السوري المعروف صفوان بهلوان بتقصيره في الحضور المستمر بالساحة الفنية، ولكنه ارجع عدم مشاركته في المهرجانات لأنها أصبحت غايتها الجماهيرية وليس الجانب الفني.

واتهم الاعلام السوري بالقصور في نشر الحالة الثقافية والفنية في سورية بالشكل المطلوب، ورغم ما قيل عن صوت المطرب السوري بهلوان بأنه يشبه صوت محمد عبد الوهاب وان تلحينه أقرب الى أسلوب السنباطي الا انه أكد في حديثه لـ«الشرق الاوسط» انه يستلهم ألحانه من الطبيعة ويضعها على الرفوف حتى يأتي وقتها ومن يستحقها.

* لماذا تأخر ظهورك على الساحة الفنية الى الآن؟

ـ اعترف بالتقصير في حضوري على الساحة الفنية بالرغم من ان عمري الفني يتعدى 25 عاما ويعتبرونني في سورية الموسيقار الأول، لكنني لا أسعى كثيرا للمشاركة في المهرجانات لانها من وجهة نظري تقدم انتشارا ولا تقدم فنا. وبما انني اطرح نفسي فنانا فكنت ابتعد عن المشاركة في المهرجانات التي لا تكون ضمن استراتيجيتها الغاية الفنية وتهتم بالغاية الجماهيرية فقط. ومن الممكن ارجاع وجهة نظري الى التأثر بأسلوب دراستي التي كانت على أيدي متخصصين في سورية والقاهرة ومن بعدهم دراستي للتأليف الموسيقي في المانيا على أيدي كبار المؤلفين والمبدعين العالميين مثل هنج بنج والايطالي كانشي لاريو.

* هل تعتقد ان الاصالة مفتقدة في الساحة الفنية؟

ـ حقيقة ان المهرجانات كانت بالنسبة لي لا تعني بالغرض الفني لكن عندما عرض علي المشاركة في مهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة أول مرة عام 1998 وجدت فيه الأسباب التي كنت أنشدها منذ زمن وجعلتيني اشارك في المهرجان نظرا للمكان المقام فيه المهرجان وهو دار الاوبرا المصرية والاوركسترا والحضور الراقي والمشاركين فيه. وهذه اساسيات لا يمكن ان اتنازل عنها بالاضافة الى انني فنان زيادة عن اللزوم بمعنى انني أحترف الفن.

* هل ألحانك مقتصرة على اسماء معينة من الفنانين؟

ـ نعم، فأنا اتقوقع في مدينتي، أكتب ألحاني مستلهما الطبيعة الساحرة وأضع ألحاني على الرفوف الى أن يأتي وقتها ومن يستحقها، فأنا قدمت أعمالا أحدثت دويا اعلاميا منها «جبهة المجد» غناء ميادة الحناوي وكان هذا عام 1983 وما زالت هذه الملحمة الغنائية تقدم حتى الآن بنفس الوهج الجميل التي قدمت به أول مرة، كما قدمت أعمالا لبعض المطربين والمطربات مثال ربى الجمال و«سونيا مبارك التونسية والفنان مهنا بالاضافة الى عمل سيمفوني باسم «الربان والعاصفة» وهذا تأليف موسيقي قدمته اوركسترا برلين السيمفونية، وهذه الاوركسترا احدى أهم الاوركسترات في العالم. وهذا العمل مدرج حتى الآن في برنامج اوركسترا برلين ويقدم كل عام بجانب أعمال الموسيقيين الكبار في العالم وهذا يعتبر انجازا عربيا كبيرا على المستوى العالمي.

* لماذا الأغنية السورية غير حاضرة مقارنة بالأغنية الخليجية؟

ـ للاعلام دور كبير في ذلك والاعلام السوري ضعيف في نشر المسألة الثقافية ومقصر في حق الفنانين والمبدعين، والاعلام يستطيع الترويج للأعمال السورية العظيمة التي يمكن ان تخدم نشر الأغنية العربية.

* هل للفنان دور في حضور الأغنية التي تمثله؟

ـ على الفنان الحقيقي ان يعمل فنا فقط ويعتمد في بلده على مؤسسات ثقافية واعلامية تروج لهذا الفن، ولكن ليس من مهمته ان يكون اعلاميا أو تاجرا حتى يروج لنفسه، وإن كان هناك بعض الفنانين يقومون بذلك من خلال مديرين لأعمالهم ولتسويق أعمالهم الفنية وترويجها، ومن وجهة نظري ان الفنان يجب ألا يشغل باله بمسألة الترويج لفنه لان هذا شأن المؤسسات الثقافية والاعلامية، فقد تكون هناك تحت الأرض كنوز لكن لا أحد يعلم بها وهذه مهمة الاعلام التنقيب عنها ونشرها.

وأنا أرى ان الاعلام مقصر في هذا الشأن خاصة لدينا في سورية، وقد يغضب الكثيرون لكنها الحقيقة، فسورية كانت تصدر الفنانين الى العالم العربي وكانوا يصنعون في القاهرة.

* ما رأيك في سوق الكاسيت؟

ـ لا يوجد سوق كاسيت صحيح ولا أحب أن أخوض هذه التجربة، لكن اذا وجد منتج يتبنى هذا سأدرس الموضوع جيدا قبل أن أخوض هذه التجربة، لان عندنا في سورية بصفة خاصة لا توجد أسواق انتاج جيدة. وأنا لا أريد الخوض في مجال الانتاج لانني لا اريد ان اعمل عملا فنيا وأراه ثاني يوم في السوق يطبعونه ويوزعونه ولا يوجد لدي حق الادعاء عليه، لانه حدث لي ذات مرة ان أخذ مني أحد التجار شريطا لأحد أعمالي وقام بنسخه وتوزيعه وقد اشتريت منه جميع النسخ حتى لا يقوم بترويجها من دون أن يكون لي الحق فيها.

* ما رأيك في ما يحدث في الساحة الفنية وهل تستمع الى المطربين الحاليين أم لا؟

ـ أنا لا أستمع لهم لكن عندما أشاهد التلفزيون وخاصة الفضائيات أراهم بالمصادفة. ومع احترامي للجميع ما يتغنون به يعتبر لونا من الألوان الغنائية لكن لا يعتبر أساسا لموسيقانا الشرقية، ومن وجهة نظري فان هذه الألوان الغنائية العديدة قد ظهرت نتيجة لما من اضطرابات وقلاقل تحدث لأمتنا العربية وما يواجه المواطن العربي من احباطات وانتكاسات.

* مارأيك في الفيديو كليب؟ ولماذا لم تصور بعض أعمالك بهذه الطريقة؟

ـ عملت أغنية مصورة منذ 15 سنة وكانت قصيدة من كلمات الشاعر الاماراتي سلطان عويس صاحب الجائزة الأدبية المشهورة ومن قبلها أي منذ 18 عاما صورت قصيدة «ليالي الشام» وكان هذا قبل ان يكون هناك ما يسمى بالفيديو كليب. والاغنية المصورة بمعناها الصحيح تعبر عن الكلمة المغناة، لكن ما يحدث الآن في معظم الأغاني ان الصورة لا تعبر عن الكلمة المغناة فما هي الا استعراضات راقصة لفتيات جميلات فقط والمطرب أو المغني تابع للجموع الموجودة والمفروض العكس، ولا يجب ان تقدم المرأة بالشكل الرخيص الذي تقدم به فهذه تعتبر اثارة فقط، ومن الممكن ان أعمل فيديو كليب لكن بمفهومه السليم وبصورة راقية، بمعنى ان يخدم التصوير الأغنية بشكل مدروس.

* من تحب الاستماع اليه من المطربين وما علاقتك بالوسط الفني؟

ـ أحب الاستماع الى كل صوت جميل سواء كان قديما أو حديثا، أو امرأة أو رجلا بحياد تام، أما عن علاقتي بالوسط الفني فليست لي علاقات وطيدة، لكن الآن بدأت التعرف على بعض المطربين والمطربات الشابات الموهوبين من الجيل الجديد. ولي ملاحظة في كثرة الأصوات النسائية عن الأصوات الرجالية حاليا وفي القاهرة تحديدا لكنهن يبشرن بالخير وهذا يبشر بتعاون فني في المستقبل.