يستثمر هدوء شخصيته للتمثيل الصاخب

بريدجز: تروق لي الأفلام التي يتقدم فيها المخرجون على الجمهور

TT

المرة الأخيرة التي كان فيها جيف بريدجز في بوسطن، كان يحاول ايقاف ارهابي عن تفجير كوبلي سكوير، التي تقع على بعد بناية واحدة شمال قاعة اجتماعات الفندق التي يجلس فيها الآن.

«أجل أيها الرجل» يقول بريدجز ضاحكاً، وهو يتذكر «في مهب الريح»، الفيلم الذي لعب فيه، عام 1994، دور ضابط فرقة لمكافحة التفجيرات.

ويقول الممثل، الذي كان يحضر مهرجان السينما السنوي في بوسطن، حيث قدم عرضا خاصا لفيلمه الأخير «المنافس»، يقول «انني سعيد بالدعوة الى هنا، بعد أن تفجر نصف المكان».

وفي هذا الفيلم، وهو قصة سياسية مثيرة، يصور نجم أفلام مثل «الملك الصياد»، و«أولاد الخباز الرائع»، رئيساً للولايات المتحدة، يتوق الى ضمان إرثه عبر ترشيحه امرأة عضواً في مجلس الشيوخ، مثيرة للجدل، لتكون نائبة له (تلعب الدور جوان ألن).

ويقول بريدجز ان قرار المشاركة في بطولة «المنافس» اتخذ في ظرف ثوان: «ان المرء لا يقرأ السيناريوهات التي هي جيدة مثل هذا السيناريو. انه نادر جداً، احب ان اعمل في افلام حيث المخرجون يتقدمون على الجمهور، وحيث لا يعرف المرء ما الذي سيحدث».

انه لا يبالغ. فإبداع ابن كاليفورنيا السينمائي هذا يكشف عن تخصص ثانوي في بطولة افلام الاثارة، وبينها «الحافة المثلمة»، و«طريق أرلنجتون» و«الزائل». ويمكن أن يبدو اختيار بريدجز لدور الرئيس في فيلم «المنافس» من باب الحدس المضاد بالنسبة الى كل من يوجه أنظاره الى الممثل الذي يرتدي قميصاً ذا الوان براقة مبهجة، ويرسم، عابثاً، على قطعة من الورق، ويستلقي على كرسي يميل ظهره الى الخلف. ولكن بريدجز يستثمر شخصيته المتسمة بالهدوء ليخلق شخصية رئيس مقنعة.

ويعترف بريدجز قائلاً: «أردت، حقاً ، أن أكون بعيداً عن اتخاذ أو تمثيل شخصية بيل كلينتون. وتوجهت بأنظاري الى سياسيين آخرين مثل ماريوكيومو، روبرت وجون ولندون جونسون. ولكنني انتهيت، في الواقع، الى استخدام عناصر من شخصيتي، ولم يكن والدي غائباً عن ذهني».

وكان والده، الممثل الراحل لويد بريدجز، هو الذي قدمه الى عالم التمثيل.

ويقول عن أول ظهور له: «لقد ظهرت في فيلم عندما كان عمري ستة أشهر. أنا نتاج المحاباة إن شئتم. فقد كانت كل تلك الأبواب مشرعة أمامي».

إنه تعليق ينطوي على التواضع من جانب ممثل رشح مرتين لأوسكار أحسن ممثل في دور ثانوي، ومرة لأوسكار أحسن ممثل، سمته ناقدة «نيويورك تايمز» السينمائية السابقة جانيت ماسلين «أعظم ممثل في جيله لم يحصل على ما يستحقه من تقييم». والحق انه من غير المألوف بالنسبة الى بريدجز أن يحقق نجاحاً مع شباك التذاكر.

وعن ذلك يقول، وهو ينتقل من تعبير جامد على محياه الى تعبير ضاحك «لقد اعتدت على الأمر بشكل ما. وفاجأني ان فيلم (لبوفسكي الكبير) لم يحقق نجاحاً ساحقاً. كان فيلماً ممتعاً».

إذن ما هي الأفلام التي ينصح الجمهور بمشاهدتها؟ يجيب بابتسامة عريضة اشتهر بها «ربما معظم الأفلام!»، قبل أن يميز منها أفلام: «بوابة السماء»، و«جسور»، و«قلب أميركي»، وهو الفيلم الذي أنتجه بريدجز لصالح شركة سينمائية عام 1992، وكان نصيبه الافلاس. وعن ذلك يقول: «لقد ظهر الفيلم.. ولكن لم تكن لدينا أية أموال لنشر اعلانات». ويهز كتفيه استهجاناً وهو يضيف: «يشعر المرء دائماً كما لو أن الفيلم منتج ثانوي، شيء شبيه بالجلد الذي تتركه الحية خلفها». وعندما يكون بعيداً عن العمل، أو يقضي وقتاً مع زوجته وبناته الثلاث (اللواتي يعتقد انهن سيتوجهن الى مجال الفن)، يمكننا أن نجده وهو يمارس الرسم، أو يلتقط الصور الفوتوغرافية، أو يسجل الموسيقى. ويمكن الاستماع الى عمله الموسيقي الجديد «كن هنا في الحال»، الذي يظهر فيه مايكل ماكدونالد وديفيد كروزبي (وهو «حلم تحول الى حقيقة» حسب قوله)، يمكن الاستماع الى ذلك في موقع الممثل على الانترنت.

غير ان التمثيل يبقى حرفة هذا الممثل الأولى. وسيلتحق بريدجز، قريباً، بكيفن سبيسي في فيلم «كي ـ باكس»، وهو دراما سايكولوجية تشتمل على قدر من الرواية العلمية.

ويقول بريدجز ان «المرء يصنع كل تلك الطاقة والاحساس. ان الضربة الكبرى الحقيقية للفيلم تتجلى في صناعته».

* خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»