الدراما اللبنانية تدق أبواب شاشات التلفزة بأعمال جديدة

«إل بي سي» أول من شجعها و«المستقبل» تبنتها بخجل

«غنوجة بيا» أحد أشهر المسلسلات التي قدمتها «ال بي سي» («الشرق الاوسط»)
TT

تعتبر قناة «ال بي سي» اول شاشة تلفزيونية لبنانية محلية ساهمت في انتشار الدراما اللبنانية وشجعت على صناعتها بعد ركود قسري شهدته بسبب المسلسلات المكسيكية التي غزتها في مرحلة معينة.

وكان مسلسل «طالبين القرب» من تأليف مروان نجار بمثابة فاتحة خير على المؤلف والمحطة معاً اذ اعجب المشاهد بهذا الثنائي الناجح فتابعه عن كثب.

اثر هذا النجاح تبنت «ال بي سي» معظم كتابات نجار واتاحت الفرصة امام اقلام اخرى فأنتجت لها ما يتجاوز الخمسين مسلسلاً تلفزيونياً بينها «غنوجة بيا» و«ابنة المعلم» و«فاميليا» للكاتبة منى طايع و«عبدو وعبدو» و«فادي وراضي» و«ساعة بالاذاعة» للممثل والكاتب جورج خباز وغيرهم امثال رينيه فرانكوديس وكميل سلامة وطوني شمعون.

ورغم ان تلفزيون لبنان الرسمي شهد اوائل التسعينات نهضة درامية لا مثيل لها تمثلت في كتابات لشكري انيس فاخوري وفي مقدمها «العاصفة تهب مرتين» التي حقق بطلاها رلى حمادة وفادي ابراهيم نقلة نوعية في ايصالها للمشاهد اضافة الى باقي ابطال المسلسل، الا ان شحاً في الانتاج ونقصاً في المعدات واخطاء في الادارة جعلت هذه الخطوة لا تكتمل مما اضطر الكاتب للانتقال الى محطة «إم تي في» لتقديم مسلسل جديد معها بعنوان «غداً يوم آخر» وبذلك أسدلت الستارة لمرة اخيرة على المشهد الدرامي الحديث في تلفزيون لبنان.

وما بدأته «ال بي سي» اكملته باقي التلفزيونات، وكان بينها وقتذاك تلفزيون «الام تي في» لصاحبه غبريال المر، والذي تبنى اطلاق عدة مسلسلات ناجحة بينها «آخر مشهد» و«بنات عماتي وبنتي وانا» و«فاميليا»، الا ان قرار الحكومة اللبنانية اقفال المحطة اوقف جميع نشاطاتها.

اما التلفزيون الجديد فواكب هذا التيار منذ تأسيسه عام 1991 وانتج عدة مسلسلات محلية بينها «ضاعوا في المدينة» و«الاخوان» للمخرج الراحل انطوان ريمي، وصولاً الى «نورا» بطولة كارول سماحة وكتابة شكري انيس فاخوري و«امرأة من ضياع» من اخراج ايلي فغالي.

وبين «ال بي سي» و«الجديد» و«ام تي في» دخل «المستقبل» بورصة الدراما اللبنانية بخجل وابرز ما قدمته في هذا الاطار مسلسل يومي بعنوان «آدم وحوا» من تأليف كلوديا مرشيليان واخيراً مسلسل «محلولة» لمرشيليان ايضاً ومن بطولة وسام صباغ وفيفيان انطونيوس. في المقابل كثفت عرض المسلسلات المصرية والسورية اضافة الى المكسيكية باعتبار ان المشاهد العربي يفضلها على غيرها بعد ان كانت اللهجة اللبنانية المتبعة في المسلسلات المحلية غير مفهومة الى حد كبير من قبل هذه الشريحة من المشاهدين.

اللافت في جميع هذه المراحل تطور الدراما اللبنانية باقلام جديدة فما عادت تنحصر بكاتب او اثنين كما في الماضي بل ظهرت اسماء جديدة برهنت براعتها في هذا المجال وتعمقها في معرفته، ومنها منى طايع وكلوديا مرشيليان.

واستطاعت الاخيرة ان تقلب السحر على الساحر وهي التي واكبت اكثر من مؤلف ومخرج فقررت ان تتفوق على نفسها كممثلة فدخلت عالم التأليف من بابه العريض. وحصدت مرشيليان النجاح منذ خطوتها الاولى الكتابية في مسلسل «نضال» الذي اخرجه ايلي حبيب و«مش ظابطة» للمخرج ايلي فغالي الذي كتبه في قالب فكاهي بحيث لفت نظر النقاد الى حبكته البسيطة وقفشاته السريعة والخفيفة الظل. ولم تكتف طالبة معهد الفنون قسم التمثيل في الجامعة اللبنانية بذلك فقررت كتابة احد اهم اعمالها التلفزيونية «حواء في التاريخ» الذي اخرجه لها السوري محمد رجب وتناولت فيه سيرة شخصيات نسائية عرفت عبر التاريخ امثال «نفرتيتي» و«كليوبترا» و«زنوبيا» و«اليسار» و«شهرزاد» وغيرها. ونجحت كلوديا في الامتحان الجديد وقررت اكمال المشوار. وهي تحضر حالياً لمسلسلين جديدين احدهما بعنوان «الدكتورة هلا» والثاني بعنوان «لونا» من سلسلة «زمن».

وشهدت الدراما اللبنانية تراجعاً ملحوظاً اواخر الثمانينات فيما عاشت عصرها الذهبي لعشر سنوات متتالية منذ منتصف السبعينات فتناوب كتاب لبنانيون امثال مروان العبد وانطوان غندور على كتابة اجمل مسلسلات تلك الحقبة واهمها «حياتي» و«عازف الليل» اللذان اخرجهما الراحل انطوان ريمي ولعبت بطولتهما زوجته الراحلة ايضاً هند ابي اللمع ريمي و«اخوت شاناي» و«رصيف الباريزيانا» و«بربر آغا» ولعب فيها دور البطولة كل من الراحل نبيه ابو الحسن وانطوان كرباج.