محمد عبده: أنا «فنان العرب».. وكاظم لكل العرب

وجه نصيحة لصاحب «الأماكن» بالانتقاء الجيد في المستقبل.. وعلى عبادي الجوهر مخاطبة «روتانا» للتعاون معه

محمد عبده يقطع كعكة بمناسبة إطلاق ألبومه الجديد «الهوى الغايب» («الشرق الاوسط»)
TT

المطربون فقط، وهم لا يتعدوا أصابع اليد الواحدة، يدركون جيدا أن الغناء في الكويت له طابع خاص ومختلف، والسلطنة هناك لا بد أن تكون مختلفة وصادقة وليست مصطنعة كما يفعل البعض، كون الجمهور الكويتي حساس لا يحب «النشاز».. «قلوبهم وأياديهم» واحدة حين يأتي وقت التصفيق.

محمد عبده الذي نقل سلطنته وحبه للغناء على خشبة المسرح إلى مكان آخر، حيث قاعة إقامة المؤتمرات في فندق هوليدي ان ـ داون تاون بالكويت، من الواضح أنه كان يرغي في الحديث للتوضيح أحيانا وللتلميح أحيانا أخرى، وعليك التفصيل أو التحليل.

بحضور أكثر من 90 إعلاميا، ومجموعة من المشتغلين في الفن، ومنهم ملحنون أمثال الملحن أنور عبد الله، وشعراء أمثال الشاعر الشيخ دعيج الخليفة الصباح، والشاعر سامي العلي، والشاعر فارس فائق عبد الجليل، والفنان محمد البلوشي والفنان يوسف المهنا، وبركات الوقيان ويعقوب الرفاعي، كشف محمد عبده في رده على أسئلة أحد الصحافيين حول حقيقة أغنية «أحوال»، والسبب في الإشارة إلى أن كلمات الأغنية من «التراث»، بأن السبب يعود لعدم فسح وزارة الإعلام السعودية للأغنية، إلا بعد تقديم موافقة خطية من الراحل طلال الرشيد للنص، وهو ما يتعذر الحصول عليه، مؤكدا أن الحق الأدبي للشاعر محفوظ، فاسمه موجود على بروشور الألبوم. وفي الصدد ذاته أكد سالم الهندي، مدير عام روتانا، الموجود بجوار محمد عبده في المؤتمر، بأن الحق المادي لأسرة الراحل طلال الرشيد محفوظ، ولهم كامل الحق في المطالبة به متى ما شاءوا.

ويبدو أن لسان حال محمد عبده يقول إنه نجح في فك حصار قسم الفسوحات في وزارة الإعلام السعودية، لكن بطريقته.

وعن انضمامه لروتانا قال فنان العرب: «روتانا أضافت لي، وأنا أضفت لها الفن الكلاسيكي العريق»، وأشار إلى أنه وقع مع روتانا على إدارة أعماله وحفلاته، إضافة إلى إنتاج 5 ألبومات من ضمنها ألبوم «الهوى الغايب». وهو تأكيد على أن حضوره للمشاركة في حفلات «هلا فبراير» أمس جاءت بالتنسيق مع «روتانا». ولم تخل إجابات فنان العرب من بعض الإشادات، حيث قال «صوت أحلام خليجي وبمجرد سماع الآه منها، تجزم بذلك. وهذا لا يقلل من شأن نوال، فأنا أتفق مع من سماها أميرة الرومانسية».

ووسط النجاح الكبير التي حققته أغنية «الأماكن»، وهي للشاعر منصور الشادي، ومن ألحان ناصر الصالح، اللذين لم يكن لهما وجود في ألبومه الجديد «الهوى الغايب»، كان لمحمد عبده رأي مختلف، إذ قال «أغنية الأماكن نجحت، لكن هناك أغنيات كثيرة أهم منها، وربما على «صاحب الأماكن» أن يحسن الانتقاء في المرة المقبلة كي يؤكد نجاحه». وربما أراد محمد عبده تأكيد ما يتردد بين الحين والآخر أن هناك خلافا معهما، ووضع رسالته ونصحيته «لصاحب الأماكن» ـ على حد قوله ـ للانتقاء الجيد.

وعن تعاونه مع الفنان السعودي عبادي الجوهر وهو ربما أراد تجديد باب التفاوض مرة أخرى، إلا أنه قال «نعم كان هناك مشروع تبادل ألحان مع عبادي الجوهر وفنانين آخرين، لكنه غير واضح ولم يكتمل، ولا بد لأصحاب المشروع أن يتفاوضوا الآن مع «روتانا» فأنا متعاقد معهم».

وعن أبناء بلده عبد المجيد عبد الله وراشد الماجد، قال محمد عبده «راشد وعبد المجيد وكل الفنانين الشباب أبنائي ولا ضير إذا انتقدتهم».

فيما أكد رفضه بشكل قاطع دخوله عالم الفيديو كليب لأنه رجل المسرح، حيث قال «لست ضد الفيديو كليب وأشاهده، لكنه لا يناسبني ولا يناسب فني».

وأثناء التفاف الصحافة الخليجية حول فنان العرب وسؤاله عن الحملة التسويقية والإعلامية التي أطلقتها روتانا ومدى رضاه عنها، أكد رضاه التام، وقال إن «هذا المؤتمر وما سبقه وما سيلحقه، دليل على اهتمام روتانا بقيمة ما أقدمه».

وأضاف «لم يقصروا، وأنا أربكتهم بالتأجيل، وطالبوني مراراً بتحديد موعد للألبوم، لكنني ماطلت لأنني لا أحب الدعاية، وحتى حين باغتهم بالموعد تحركوا بسرعة على مستوى التسويق إعلانياً وإعلامياً». من جهته، أكد سالم الهندي في هذا الصدد: «لا يزال في جعبتنا الكثير لمحمد عبده، وهذا المؤتمر هو مجرد بداية، وسيكون الوعد في جدة، ثم في مدينة خليجية أخرى، بعد هذا المؤتمر في الكويت وبعد برنامج «البيت بيتك» في مصر».

ولم يخل المؤتمر من السؤال المكرر الذي يطارد محمد عبده في جميع مؤتمراته طيلة السنوات الماضية حين سئل عن لقب «فنان العرب» وإذا ما كان كاظم الساهر يستحق اللقب نتيجة عطائه في السنوات الماضية قال: «لقب فنان العرب، لي، وأنا له، الأمر محسوم».

وسرد قصة اللقب الذي أطلقه عليه الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، وأضاف «كاظم نجم وليكن فنان كل العرب، فالفن من يصنع اللقب وليس العكس».

وفي سؤال له عن تقييمه للصحافة الفنية الخليجية، قال: «ربما يغلب النقد الانطباعي على النقد الفني، لكن صحافتنا تطورت وليكف الفنانون عن انتقادها، فهي تخدمهم».

وبمجرد انتهاء المؤتمر، احتفل فنان العرب بتقطيع «كيكة» الاحتفال التي حملت صورة الألبوم، وسلم وتصور مع معظم الحضور بكل تواضع، حتى إنه لم يستطع إكمال تناول عشائه، إذ إنه رفض منع المعجبين من الاقتراب من طاولته، وكان يقف لكل من يطلب صورة منه.

وكان قبل انطلاق المؤتمر بلحظات، توجه فنان العرب إلى الصحافيين السعوديين وسلم عليهم واحداً تلو آخر، والتقط الصور معهم.