لم يخف الفنان السعودي نايف البدر الدور الحقيقي والفعال للفنانين السابقين في المجال الفني السعودي ومساهمتهم في صقل موهبته وخطواته الفنية الحالية، معتبرا أن السعودية تمتلك أرضا خصبة فنيا، وأن الجيل الجديد إذا لم يحترم هذه الأرض الخصبة فإنه لا يسوى شيئا.
ونايف البدر المولود في المدينة المنورة، قبل أن يكون مطربا، فهو مستمع جيد لنجوم الغناء والتلحين في منطقة الحجاز، ومنهم فوزي محسون وعمر كدرس وعبد الرحمن المؤذن وطلال مداح ـ على حد وصفه ـ مشددا على عشقه الكبير لصوتي محسون وكدرس.
وقال البدر في حديثه لـ «الشرق الأوسط»: «أحب كثيرا صوت فوزي محسون وعمر كدرس وإحساسهما، فكدرس كان له دور كبير في صقل صوتي ودعمي فنيا، لكن بشكل غير مباشر، وذلك عبر روحه لأنني لم ألتق به». ويواصل: «لديّ أرشيف كامل في منزلي بالمدينة المنورة للفنان الراحل عمر كدرس.. صوته عذب وخامة صوتية فريدة من نوعها، هؤلاء الفنانون أعطوا الكثير للأغنية السعودية، لذلك لا بد أن نكمل مسيرتهم من دون تشويه، ويكفيه فخرا انه خرج من مدرسته الفنية الفنان الكبير محمد عبده». وعن عدم التقائه بعمر كدرس قال نايف البدر: «كان هناك مشروع التقاء، لكن لم يحالفني الحظ، حتى كان هناك صديق بيني وبينه وكان لديه نسخة جديدة لصوت كدرس، فانتقلت من المدينة إلى جدة الساعة 2 صباحا وتسلمت النسخة وعدت في نفس الوقت إلى المدينة لسماعها في سيارتي، حتى أن كدرس حين علم بالأمر قال لصديقي أنني مجنون.. «فعلا أنا مجنون بصوت عمر كدرس.. كانت تلك أولى الخطوات قبل احترافي، وكدرس كان يدرك إعجابي به، حتى انه كان يستغرب ويقول (معقول في احد من هذا الجيل يسمع لنا ولتراثنا)».
نايف البدر بعد أن طرح ألبومه الأخير «إنسان عادي» يوجد حاليا في القاهرة يستغل وقته بين نسمات النيل الجميلة متنقلا، صباحا في المعهد الموسيقى ومساء يقضي أوقاته لسماع كلمات وألحان جديدة، استعدادا لتنفيذ ألبومه المقبل ـ التقى قبل أيام بسالم الهندي مدير روتانا في مكتبه بالقاهرة، حيث وجه البدر شكره للهندي وحرصه على إكمال تنفيذ ألبومه، ودوره الفاعل في خدمة الفن السعودي والخليجي.
نايف البدر سيجتمع خلال الأيام المقبلة مع نجوم الشعر والتلحين، حيث لا تزال بعض الأعمال تحت الدراسة، حيث يجهز لطرح عمل مفاجأة لجمهور طلال مداح، سيعيد تنفيذه موسيقيا بشكل جديد، فيما سيطرح أعمالا أخرى منها عمل لعوض بن ساحب، وآخر للملحن يحيى عمر، من كلمات الشاعر عبد الله باسعد.
ويتوقع نايف البدر أن يحتل مكانة فنية، خاصة انه مرتبط ومحب للجيل القديم من رواد الفن السعودي، بالإضافة إلى امتلاكه لخامة صوتية فريدة. المهتمون بالفن السعودي يراهنون على صوته إذا حافظ على هويته السعودية، متوقعين أن يحقق نجاحا ملحوظا بجانب رفقاء جيله الجديد. وكان نايف البدر قد سجل 18 أغنية لإذاعة «صوت الخليج» القطرية قبل أشهر طويلة من أعماله الجديدة، بالإضافة إلى أعمال قديمة لرواد الفن السعودي، حيث لا تزال تبث تلك الأعمال بشكل مكثف.