جمهور أهل الفن.. كل يغني على ليلاه

الأطباء يفضلون فيروز وبوتشيللي.. ونانسي عجرم رفيقة أرباب العمل

TT

تعتبر الموسيقى جزءا لا يتجزأ من حياة الناس، لأي شريحة اجتماعية انتموا. فهي بالنسبة إلى بعضهم بمثابة فيتامين يزودهم بالنشاط والديناميكية، فيما تمثل لآخرين نوعا من المهدئات الطبيعية التي تشعرهم بالاسترخاء والطمأنينة. وكما هو شائع ومعروف في العالم فالأذواق والألوان لا يمكن مناقشتها، وتختلف بين مجوعة وأخرى من الناس حسب حاجاتهم وتطلعاتهم.

ففي لبنان مثلا يتبع الأطباء أسلوبا جديدا أثناء وجودهم في غرف العمليات أو في عياداتهم، بحيث لا تغيب الموسيقى عن آذانهم حتى في أحرج الأوقات وأدقها. وتأتي فيروز في مقدم الأصوات الطربية التي يعتمدها الجراحون خلال تأديتهم واجبهم الإنساني. وهي بالنسبة إلى شريحة كبيرة منهم، تجعلهم يعملون بتركيز اكبر وتخفف من حدة التوتر والضغط اللذين يسيطران على أدائهم في أي جراحة يقومون بها. وإذا ما صدف أن غابت فيروز عن السمع لسبب أو لآخر، فأكثر أهل الطب يستبدلونها بصوت من نوع آخر لمع في عالم الأوبرا ونجح في لفت أنظار الناس إليه، رغم إصابة صاحبه بالعمى وهو اندريا بوتشيللي. ويقول احد الأطباء العاملين في مستشفى معروف في بيروت، إن صوت الأخير عادة ما يرافقه في العمليات الجراحية المفاجئة وغير المحدد لها موعد سابق.

ويشهد عالم الأطباء في هذا المجال «فلتات شوط» إذا صح التعبير، فيرتاح بعضهم لصوت جورج وسوف أو أم كلثوم أثناء العمل.

لكن ما يصح لدى أهل العلم لا يطبق لدى أهل التجارة، فأصحاب المحلات والمطاعم والخدمات العامة عادة ما يلجأون إلى أصوات شبابية تنشر جوا من البهجة والأمل في يومهم، الأمر الذي يجذب الزبائن بصورة غير مباشرة، وذلك حسب متطلبات العمل. فإذا جلت مثلا في الأسواق التجارية لا بد أن يأتيك صوت نانسي عجرم أو راغب علامة من وراء الواجهات الزجاجية مما يدفعك إلى دخول هذه المحلات لإلقاء نظرة على البضاعة فيها، ولو اتخذت قرارا مسبقا بعدم الشراء. أما الباعة الجوالة وأصحاب البسطات الشعبية، فتنساب من آلات التسجيل التي ترافقهم أصوات دانا ودومينيك وماريا واليز وقمر فتلقي نظرة سريعة على المنتج المعروض من دون أن تكترث حتى للسؤال عن سعره.

ويتغير الأسلوب لدى أصحاب المطاعم كل حسب نوعية الأطباق التي يقدمها، فإذا كانت لبنانية تتألف من المازة والمشاوي لا بد أن تصاحبها أصوات مطربين معروفين أمثال وديع الصافي، عاصي الحلاني، وفارس كرم. أما إذا كانت ايطالية أو أوروبية الأجواء فيكون خوليو او داليدا او مونتان وبياف نجومها.

المصارف والعيادات الخارجية والمحلات الالكترونية تختلف فيها الأجواء الموسيقية المرافقة لها لتتنوع ما بين الإذاعية من نوع الـ «إف إم» التي تبث الأغاني الغربية والموسيقى الهادئة أو الكلاسيكية على طريقة المغنية «اينيا» أو الموسيقي «يني». فالتعامل بالعملة الصعبة أو برامج الكومبيوتر قد لا تسير على ما يرام إذا ما حصلت تحت تأثير صوت هيفاء وهبي مثلا.

أما أطباء الأسنان فهم، وخلافا لغيرهم، يلجأون إلى الموسيقى الكلاسيكية ومقطوعات لموتسارت وبيتهوفن تنساب من عياداتهم لترافقهم أثناء قيامهم بعمليات اقتلاع الأسنان أو زرعها لأنها تنقل المريض إلى عالم الأحلام، كما يقال.

أما جلسات الصبحية النسائية أو الرجالية فتختلف أذواق أصحابها حسب اهتماماتهم ومتطلباتهم، فتقتصر بالنسبة إلى بعض الرجال على أصوات مذيعي الأخبار أمثال وليام غام وشربل مارون في إذاعة صوت لبنان، أو ريما نجيم التي تحلو معها الأوقات عبر أثير صوت الغد بالنسبة إلى النساء.