مسعود أمر الله: مهرجان الخليج السينمائي ليس اسماً فضفاضاً

المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي لـ «الشرق الأوسط» : الأمية وطغيان التلفزيون من أسباب تأخرالسينما لدينا

مسعود أمر الله («الشرق الاوسط»)
TT

بعد تسلمه مهامه الجديدة كمدير لمهرجان الخليج السينمائي الأول الذي تنطلق فعالياته في أبريل (نيسان) المقبل يبدو المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي المخرج والناقد الإماراتي مسعود أمر الله كمن يمسك ببطيختين بيد واحدة، فالمهرجان الجديد الذي يُراد له أن يحتضن ويطور تجارب السينمائيين الخليجيين التي فاق عددها 220 تجربة على مدار العام، يسير بإيقاع مختلف عن مهرجان النجوم الذي سعى للمشاركة في دورته الأخيرة نحو 170 فيلماً.

وخلال الأسابيع الماضية، قام مسعود أمد الله بجولة خليجية للترويج لمهرجان الخليج السينمائي، وتحدث لـ«الشرق الأوسط» في الدمام عما تغير في واقع السينما الخليجية، واعتبر أن وجود نحو 160 فيلماً سينمائياً إماراتياً، ومشاركة 220 فيلماً خليجياً لا يمكن أن يعبر عن مسمى «فضفاض». فيما يلي نصّ الحوار.. > يلقبونك بالأب الروحي للسينما في الإمارات.. أين موقع هذه السينما خليجيا وعربياً؟

ـ اعتقد أنها في مرحلة البداية، ومن الصعب اليوم إطلاق مصطلح «حركة سينمائية» فما زلنا في بداية الطريق، بالرغم من أن هناك من سبقنا في بعض التجارب الفردية خليجياً، وواقع هذه السينما ما زال بعيداً عن قيام ما يمكن تسميته «صناعة» سينمائية، فما زالت السينما الخليجية عبارة عن «تجارب» بحاجة إلى أن تدعم وتحتضن من قبل المؤسسات والحكومات وشركات الاستثمار الخاصة، لكي تشكل وعياً أولياً، ولكي تمضي الحركة نحو تكوين صناعة سينمائية حقيقية، ونحو الانتظام في عملية الانتاج، فما زال واقع السينما في الخليج عشوائياً وغير مؤسس على بنى تحتية سليمة، لكن الجهود التي تبذل، سواء من مخرجين مستقلين، او بعض المؤسسات الخاصة، أو من مؤسسات تتبنى دعمها مثل سلطة منطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والإعلام التي اطلقت مهرجان دبي السينمائي، ومهرجان الخليج السينمائي، ومدينة دبي للاستديوهات، فهذه جميعاً تضع اللبنة الاساسية التي تؤسس لصناعة سينمائية.

> لماذا نهضت دبي في مختلف الاتجاهات العمرانية والاقتصادية وبقي دورها الثقافي والفني والسينمائي محدوداً؟

ـ يرجع هذا لطبيعة المدينة باعتبارها مدينة اقتصادية، وانها مدينة بُنيت على الاقتصاد، لكن العديد من المشاريع الثقافية تم اطلاقها في دبي مثل مهرجان دبي السينمائي، ومهرجان الخليج السينمائي، ومثل مجلس دبي الثقافي، وندوة الثقافة والعلوم، ومركز جمعة الماجد للتراث والثقافة، ومؤسسة سلطان العويس الثقافية، ورواق عوشة.. > هل هذه كلها لتجميل الصورة.. أو الاستكمال المشهد؟

ـ لا أظن أن ذلك لاستكمال الصورة، وإلا لعمل مهرجان دبي السينمائي مثلاً على استقطاب الأفلام التجارية..

> لكن المهرجان انساق للمفهوم التجاري فعلاً.. فقد لاحظنا حشد نجوم كبار عرب وعالميين كأنه يحاكي صورة مهرجان (كان) السينمائي؟

ـ أصر المهرجان على دعوة النجوم البارزين لإضفاء زخم ودفعة أكبر تمكن السينما من الوصول للجمهور من اجل تعريف المجتمع بها والى تغيير الوعي بأهمية السينما. والمهرجان بحاجة الى ان يضع نفسه في مصاف المهرجانات الاخرى، ولكي يبني ثقة ما بين صانع الفيلم والمهرجان وما بين الوسط السينمائي والمدينة. > أكثر من أربعة مهرجانات في الامارات، هل تمكنت أن توجد وعيا سينمائياً أو تساهم في توطين هذا الفن الذي ما زال نخبويا؟

ـ أكيد.. وإلى حدٍ بعيد.. فحين تعيش السينما كل يوم وتتاح لك الفرصة في مشاهدة أفلام لا يمكنك مشاهدتها عادة، وأن تكون السينما حاضرة يومياً عبر الكتابات والتغطيات وعبر الضيوف الذين يحضرون ويقيمون الندوات، فإن السينما تتحول إلى جزء من الحياة اليومية، ولكن حين نفتقد السينما عبر هذا كله أو عبر وجود صالات عرض فإنك تشعر أن السينما شيء زائد عن الحاجة.

> بالمقارنة بين السينما في السعودية والامارات، فإن انعدام وجود صالات سينما في السعودية أعاق قيام واقع سينمائي، بينما وجودها في الامارات لم يخلق هذا الواقع السينمائي.. فأين كان الخلل؟

ـ علينا التيقظ أولاً إلى أن العمر الزمني لتجربتنا وإلى ثقافتنا في الخليج ما زال حديثاً، فنحن دول حديثة، ولم نحتك بواقع الثقافة الأكبر، أضف إلى ذلك أننا نعاني من الأمية، وما زالت الصورة محرمة في ثقافتنا، فأمور كثيرة جعلت السينما متأخرة عن فنون اخرى كالشعر والرواية والكتابة، كما أن ثقافة السينما، كانت غائبة، ووعي المستثمر بأن هذه الصناعة يمكن أن تدر أرباحاً، وأيضاً طغيان التلفزيون، كلها عوامل جعلتنا متأخرين عن الدول الاخرى في فهم السينما.

> في الامارات التي تمتلك صالات ما زالت العروض مقتصرة على الافلام التجارية؟ ـ السينما الفنية تعاني في كل دول العالم، من طغيان الفيلم الاميركي، حتى فرنسا تعاني من ذلك، وعلى المستوى العام تقلصت نسبة الصالات التي تعرض افلاماً فنية إلى واحدة أو اثنتين في كل حارة.. والسائد اليوم على المستوى العالمي هو طغيان الفيلم الاميركي، عبر مؤسسات انتاج تضخ أموالاً ضخمة لإنتاج هذه الأفلام التي تتصدر صالات العرض. > أعلنت سلطة منطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والإعلام «تيكوم» عن إطلاق «مهرجان الخليج السينمائي»، للاحتفاء بأفضل الأعمال السينمائية الخليجية في إبريل 2008، ما حجم العروض التي تلقيتموها؟

ـ نتلقى مشاركات يومية، وهناك حالياً ما بين 40-50 فيلماً خليجياً، ما بين روائي طويل ووثائقي وقصير.. وهذه الافلام وغيرها ستدخل المهرجان.

> ألا ترون أن مسمى «مهرجان الخليج السينمائي»، فضفاض لواقع لا أساس له؟

ـ لا ارى أنه اسم فضفاض.. وحين عملت على مهرجان الامارات كان المشاركون يطالبون بتنظيم مهرجان.. وفي آخر دورة كان هناك 220 فيلماً خليجياً تقدمت للمهرجان.. فهل هذا الرقم هو اسم «فضفاض»؟.

> هل يشارك العراق وايران في المهرجان الخليجي؟

ـ نعم العراق سيشارك وايضا اليمن.