أم السينما المصرية

TT

على الرغم من غياب المرأة العربية في بعض القطاعات في العالم العربي وتأخرها باللحاق بالركب الذكوري في كثير من المجالات، وخاصة المشاركة السياسية، نتيجة للضغوط الاجتماعية، إلا أنه في المجال السينمائي العربي كان للمرأة العربية شرف الريادة. فأول فيلم عربي ذي حبكة سينمائية واضحة كان الفيلم المصري الصامت «ليلى» عام 1927 الذي كان من إنتاج وتمثيل عزيزة أمير، وهو الفيلم الذي يحمل رسالة وطنية ويكشف الوجه القبيح للاستعمار. وقد أعقبت ذلك بأفلام أخرى شاركت فيها انتاجاً واخراجاً وكتابة وتمثيلاً. وما أسرع ما التحقت بها أخريات كفاطمة رشدي مخرجة ومؤلفة وممثلة، وآسيا داغر كممثلة وكمنتجة مهمة في تاريخ السينما المصرية وكان أكثر إنتاجها ضخامة فيلم «الناصر صلاح الدين». ولكن تظل عزيزة أمير هي أول من كسرت الحواجز، وهي التي قال لها ذات مرة طلعت حرب، «لقد صنعت يا سيدتي ما يعجز الرجال عن فعله». وبفضل هذه المشاركة المبكرة نرى الآن على المستوى العربي العديد من الأسماء لمخرجات عربيات في العالم العربي تحاول جاهدة أن تصنع أفلاما عربية ذات مستوى فني راق ومنها مي المصري وبثينة خوري وليانة بدر في فلسطين ورندا الشهال وجوسلين صعب وأخيرا نادين لبكي في لبنان وساندرا نشأت وهالة خليل وأسماء البكري في مصر ومفيدة التلاتلي وسلمى بكار وكلثوم برناز من تونس وآسيا جبار وحفصة زينات ورشيدة كريم من الجزائر وفريدة بليزيد ونرجس النجار وإيمان المصباحي من المغرب وواحة الراهب وهالا محمد من سوريا وفي السعودية التي لا تزال تشهد بدايات سينمائية نرى اسم هيفاء المنصور بارزاً. وفي اعتقادي، أن الأدوار التي قامت بها الرائدات في المجال السينمائي هي التي مهدت الطريق لهذه الأسماء ولغيرها من المخرجات المعاصرات لخوض غمار المجال السينمائي والإبداع فيه. ومن يقرأ سير هؤلاء الرائدات يعلم أن الطريق إلى السينما كان وعراً للغاية في ظل مجتمع ذكوري محافظ. يذكر أن عزيزة أمير التي لم ترزق بأطفال كانت تردد : «لقد أنجبت بنتاً واحدة اسمها السينما المصرية». فهل يا ترى تبر البنت يوماً بأمها وتخلد ذكراها بصنع فيلم يليق بها ويحكي حكايتها في النضال من أجلها؟ [email protected]