زياد بطرس: سوبر ستار ليس مسؤولا عن الإعوجاج في الساحة الفنية

قال إن الغرور لم يسيطر عليه يوماً لأن «كل ما هو على الارض مجد باطل»

TT

اعتبر الموسيقي زياد بطرس احد اعضاء لجنة الحكم في «سوبر ستار» ان مهمته في البرنامج هي مساندة المشاركين ودعمهم، اضافة الى التدقيق في مواصفات موهبتهم الفنية. ورأى ان القساوة التي يعتمدها مع المشاركين من شأنها خدمة البرنامج ووضع الهواة على دروب الفن الاصيل، خصوصاً ان ساحة الفن اليوم باتت تجارية ترتكز على التسويق والترويج وكأنها مباحة لكل الذين يشكون من البطالة.

واكد بطرس ان اختياراته ترتكز عامة على الصوت بنسبة 80% فيما يوزع باقي النسبة على الحضور والشكل. واشار الى ان نجوماً عديدين على الساحة برزوا رغم تمتعهم بموهبة صوتية لا تتجاوز الـ 50% من مجمل موهبتهم.

وعن سبب عدم انتشار اصوات ومواهب جيدة نجحت في البرنامج ردّ زياد بطرس الامر الى سياسة شركات الانتاج من ناحية وبعض التقصير من البرنامج من ناحية اخرى، فالاولى لم يعد يهمها سوى فئة معينة من الفنانين بغض النظر عما اذا كانت تمتلك موهبة ما او العكس، فيما القيمون على البرنامج لم يستفيدوا من المشاركين الذين حققوا نجومية لا بأس بها خصوصاً في غضون اربعة اشهر. واضاف ان العالم العربي ككل مشغول عن هذا التقصير لان الساحة العربية باتت تزدحم بالمواهب المبتذلة، فيما الاصوات الراقية والمستوى الممتاز لا مكان لهما.

وعن الاضافات التي حققها «سوبر ستار» في عالم الاغنية قال بطرس: «هناك اشياء في الحياة يجب ألا تأخذ اكثر من حجمها العادي فالبرنامج هو فن ترفيهي ليس من مسؤوليته تقويم الاعوجاج الموجود على الساحة بل الحفاظ على مستوى معين من الاصالة في الاغنية العربية وهذا ما نجح فيه واعتبر ان قوة البرنامج تكمن في لجنة الحكم المسؤولة عن اختيار المواهب، مؤكداً ان هناك تناغماً لافتاً بين اعضائها وكل منهم يعرف تماماً المسؤولية التي تقع على عاتقه دون الاصطدام بطرف آخر. وعما اذا كان شخصياً يفتقد فاديا طنب التي اضطرت إلى ان تغيب هذا العام عن سوبر ستار لانشغالها في حفلات خارج لبنان، اكد بطرس انه رغم الاحتكاك الدائم الذي كان بينهما في اللجنة، الا انهما كانا يكنان لبعضهما بعضا كل احترام وثقة وان تضارب الآراء بينهما وطّد علاقتهما. واضاف: «فاديا سيدة بكل ما للكلمة من معنى وانا افتقدها دون شك».

ورأى ان الموسم الخامس لـ «سوبر ستار» يحمل فرصاً اكبر للمشاركين اللبنانيين لانهم يتمتعون بمواهب جيدة، مثل ديانا شرانق وايلي بيطار.

وعن سبب عدم تبنيه موهبة غنائية من البرامج السابقة اكد بطرس انه كانت له محاولة في هذا الاطار مع ايمن لقيس العام الماضي من خلال اغنية «يسلملي جمالك»، الا ان الظروف لم تسمح له باكمال التجربة او تكرارها.

ووعد زياد بطرس المشاهدين بالعودة قريباً الى نهجه القاسي مع المشاركين بعدما حاول التخفيف منه في حلقات التصفيات الاولى لإعطاء المشاركين فرصة اكبر من التصويت من قبل المشاهدين دون ان يتأثروا برأيه القاسي.

وعن سبب تراجعه في الفترة الاخيرة عن تقديم الالحان للبنانيين اوضح أنه تعمّد اخذ فترة استراحة ليتقدم الى الساحة من جديد بشكل افضل وفعّال تكون نتائجه ايجابية اكثر. واعتبر انه عادة ما يعيد حساباته مع نفسه فهو يعرف حجمه الحقيقي وان الغرور لم يسيطر عليه يوماً لان كل ما هو على الارض مجد باطل ولا «يحرز» في نظره، مستشهداً بعمالقة الموسيقى الذين حققوا نجاحات عالمية امثال موزارت، قائلاً انه بالكاد يشكل نقطة غبار بالمقارنة بهم.

وانهى كلامه قائلاً: «أعتقد ان قلة من اهل الفن يفكرون كالتالي فانا استصعب الانخراط بالاجواء الفنية اليوم ومن امثالي صاروا قيد الانقراض».