محمود الجندي: شخصيتي في «البيبي» لا تهاجم الإرهابيين في العراق

الفنان المصري يقول إنه معجب بالحبيب الجفري ويشارك في مسرحية «أولاد الذين»

محمود الجندي («الشرق الاوسط»)
TT

أكد الفنان المصري محمود الجندي بأن مشاركته في فيلم «ليلة البيبي دول» وتجسيده لـ «سائق عراقي» له توجه اسلامي متشدد، ليس له علاقة بحياته الشخصية او باتخاذ قرار بالتزام، خاصة وأن الاصوات المصرية تردد بان الجندي غير نمط حياته ـ في اشارة الى توجهه المتشدد ـ.

محمود الجندي قال لـ «الشرق الأوسط» بأنه يجسد في الفيلم حالة موجوده وهو سائق عراقي ينقل العراقيين من بلده لبلاد مجاوره هربا من القتل والدمار الحاصل في بلادهم. وقال: الدور لا علاقة له بالإرهاب او الاسلاميين في العراق، كما أكد أنه لا علاقة لاختياره للدور بطبيعته أو كونه فناناً ذا منحى اسلامي. ونوه أنه سيجسد هذا الموسم دور الشيخ رفاعه الطهطاوي في مسلسل يتحدث عن الزعيم الراحل علي مبارك مؤسس النهضة المصرية. وسيشارك في مسرحية «أولاد الذين» عن نص للكاتب أسامة انور عكاشة. وأضاف أنه لن يشارك هذا العام إلا في هذين العملين. وفي سؤال حول مشاركته في فيلم ليلة البيبي دول الذي يضم مشاهد ساخنة في بعض نواحيه، قال: الحب ليس حراما وكلنا يحيا بالحب، وأنا ضد الإغراء الذي تقدمه بعض الأفلام والذي يهدف للعب بغرائز الناس، ولو كان الفيلم ليس محترما وفيه إثاره لما شاركت فيه. ونفى ان يكون فيلم ليلة البيبي دول من النوع الذي يضم مشاهد ساخنة لأنه قدم أصلا ليناقش موضوعا مهما وهو الظلم والحرب الحاصلة في العراق. وقال بأنه بعد قراره بالالتزام لن يقوم بخطوة اخرى للاعتزال، وأشار الى أنه يعمل وفق ضوابط اسلامية ولا يشارك الا في أعمال مفيدة وذات فنية سوية عالية وليس من اهدافه العمل في أي فيلم يسرق أموال الناس، بل يقدم لهم ما يفيدهم. وكل فنان ملتزم وصاحب رسالة يجد صعوبة في العمل، وأحيانا يسبب الصعوبة لنفسه لأن خياراته أصبحت محدودة في ظل السيل الجارف من الأعمال السيئة التي تنتشر الآن في عالم الدراما العربية. ورفض الجندي فكرة إيجاد تكتل للفنانين الملتزمين وقال لو حدث ذلك لتمت محاربة من يشارك فيه ولقالوا بإنه يتم أسلمة الفن من قبل البعض. وذكر أنه ضد هذه الفكرة التي قد يسعى اليها البعض وأكد ضرورة اندماج كل الفنانين مع بعضهم، وأنه لا أحد يجبر أي فنان على المشاركة في عمل لا يريده. وأكد على رفضه أن يتم تكريسه في الأعمال الدينية أو الاسلامية وعلل ذلك بأنه لا يزال فنانا يقدم الدراما بكل أصنافها ولن يصنف نفسه ضمن قائمة الاسلاميين لأن معظم من يعملون في الدراما المصرية هم مسلمون وليسوا كفارا. واشار الى انه يرتدي الزي الاسلامي لأنه مرتاح في ارتدائه، لكنه لا يمانع في الفن من لبس أي صنف من الملابس تناسب الدور الذي سيقدمه. ووصف الجندي الدراما المصرية بأنها لم تتراجع وأنها رائدة. وعلل تراجع بعض الأعمال لنتيجة اضطرابات اقتصادية معينه وذكر انها تتخبط حاليا وهي تبحث عن انطلاقة جديدة ومع ذلك ما زالت رائدة وبأنها الأفضل. واشار الى اعجابه بأداء الدراما السورية لأنها تقدم الجديد ووصف القائمين على الدراما السورية بأنهم أكاديميون يعرفون ماذا يقدمون. بل حققت حضورا عربيا لأنها مدروسة ولهذا يتم حاليا الاستفادة من النجوم السوريين للعمل في اعمال مصرية، وأضاف انه معجب أيضا بأداء تيم حسن الذي عمل معه في مسلسل «الملك فاروق» ووصف أداءه بالمذهل. وعن تجسيده لدور رئيس الوزراء الأسبق احمد ماهر في العمل واعتبرها تجربة مهمة وعودة حقيقية للأضواء الفنية. وذكر أن مخرج المسلسل حاتم علي كان من أهم أسباب نجاح العمل وذلك من خلال تجربة عملي حيث توصلت لحقيقة أنه أهم مخرج عربي حاليا على الاطلاق وأنه يفوق الكثير من مخرجي مصر الكبار. وعن مسلسل جمال عبد الناصر قال: لو عمل بسوية عالية وبجدية وإخلاص من قبل مخرجه باسل الخطيب وبطله فإنني أتوقع له نجاحا كبيرا هذا الموسم. وأضاف الجندي: نجد البعض يقولب الدين دراميا بشكل سيئ ويظهر المتدينين على أنهم أصحاب قامات غليظة ويمارسون القتل والأعمال الشريرة التي تضر المجتمع ووجوههم عابسة وتلك النظرة غير صحيحة كرستها بعض الأعمال العربية وأدعو لتصحيحها لأنها تساير النظرة الغربية التي ترسم شكل العربي والمسلم على أنه أرهابي وقاتل. وقال نحن نلومهم دائما في تصويرهم الخاطئ لنا ولا نلوم بعض أعمالنا التي تصدر من قبل بعض المسلمين والتي تسيء للإسلام وللمتدينين. وقال هناك صورة نمطية سيئة ينبغي تغييرها، كما ذكر انزعاجه من تصرفات البعض ممن يظهرون على الفضائيات من علماء دين ودعاة يقدمون الدعوة بشكل قديم وبقالب بدائي. وشدد على وجوب التجديد والتغيير وايجاد طرق للعمل الدعوي بشكل عصري كي تخاطب عقول الجميع بالعلم والبرهان، وذكر اعجابه بشخصية الشيخ الحبيب علي الجفري الذي جمعهما شهر ابريل الحالي في مهرجان مشترك باسم (المحبة) في مدينة أبو ظبي. حيث كان الهدف من المهرجان تكريس فكرة أن الفن والدعوة يتكاملان وكلاهما يؤثر في الناس. واعتبر نفسه داعية من خلال فنه الملتزم. وبين رفضه تقديم أي برنامج دعوي على شاشات التلفزيون لاعتقاده بأن دوره الدعوي من خلال الفن الذي يشاهده عشرات الملايين في أرجاء العالم العربي أهم من أي برنامج دعوي سيقدمه فرسالته ستكون أقوى وأسهل وصولا لكل طبقات وشرائح الناس.