رشا شربتجي تقدم يحيى الفخراني في «شرف فتح الباب»

المخرجة السورية تواصل كسر الحواجز المصرية

رشا شربتجي («الشرق الإوسط»)
TT

عادت المخرجة السورية المعروفة للقاهرة مرة أخرى حيث سيعمل تحت إدارتها واحد من أهم الفنانين العرب إن لم يكن الأهم وهو النجم يحيى الفخراني في مسلسل «شرف فتح الباب»، وهو عمل اجتماعي من تأليف الكاتب المصري المعروف محمد جلال عبد القوي وإنتاج شركة «كنج توت» المصرية. تقول رشا عن العمل: يعالج فكرة الخصخصة وتأثيراتها السلبية في الموظفين ذوي الدخل المحدود ويناقش بجرأة مفهوم الحلال والحرام من وجهة نظر رجل متدين وشريف ومسحوق في مجتمع أصبحت فيه لقمة الخبز حلماً كبيراً، وعندما سألتها إن كانت تشعر بالرهبة وهي تتعامل مع نجم كبير بحجم الفخراني، قالت: على العموم أنا أشعر برهبة وخوف كبيرين مع بداية التحضير والتصوير لأي عمل فما بالك مع عمل من بطولة علم من أعلام الدراما المصرية، ولكن بعد التعامل مع النجم يحيى الفخراني شعرت براحة وطمأنينة فهو شخص متفهم وحنون جداً وهذا ما زاد قلقي وأشعرني بمسؤولية أكبر وتضيف رشا متحدثة عن الفخراني: بعد أن تعرفت عليه عن قرب أدركت لماذا عادة ما تكون أخطاؤه معدومة فهو شخص ملتزم ويتعامل مع مهنته باحترام والتزام وخوف شديد وما زال حس الهاوي يتملكه وليس لديه استعداد للتنازل عن أي تفصيل قد يضيف لدوره أو للعمل بشكل عام، إنه يهتم بالتفاصيل ويدرس النص ويهتم به لساعات طويلة كما يفعل الطالب في المدرسة وتؤكد رشا أن «التعامل مع نجم بحجمه مسؤولية كبيرة ولكن - الحمد لله- تطابقت وجهتا نظرنا واتفقنا على أدق التفاصيل فهو من الفنانين النادرين الذين يصفون جيداً. وتوقعت رشا أن يكون هذا العمل «تجربة مفيدة وناجحة وممتعة»، وسألتها عن تجربة «أولاد الليل» وفيما إذا وضعتها وراءها أم أمامها فقالت: هي ورائي وأمامي بنفس الوقت، ورائي بما فيها من نجاح، قدمت لي عروضاً جيدة وسخية في مصر وهي أمامي بما فيها من ثغرات وأخطاء لكي أحاول تفاديها ودائماً يتعلم الإنسان من تجاربه. وكشفت رشا أنها اختارت «شرف فتح الباب» من بين ستة أعمال عرضت عليها في مصر «كلها نصوص مميزة ولشركات كبيرة» وعن أسباب اختيارها لهذا العمل قالت: كان أقربها وأكثرها إقناعاً لي فقد أحببت النص فهو لكاتب كبير وأستاذ وأعماله مازالت بذاكرتي منذ أن كنت طفلة والأهم هو وجود النجم الأكثر شعبية في مصر يحيى الفخراني. وتؤكد رشا إنها «مقتنعة تماماً ومسؤولة عن خياري، وشركة «كنج توت» شركة محترمة وقد وفرت ظروفاً إنتاجية مريحة تماماً وكل ما طلبته لمصلحة العمل وفرته الشركة» وتعود رشا مرة أخرى إلى النجم يحيى الفخراني الذي قدم لها «الدعم الكبير وجعلني أشعر بثقة كبيرة ومسؤولية وأتمنى أن تكون النتائج مرضية».

رشا التي لم تشملها القرارات التي أصدرها الدكتور أشرف زكي نقيب الفنانين المصريين مؤخراً وجاءت كمحاولة للحد من وجود الفنانين العرب في القاهرة تؤكد أن تلك القرارات «طالت الجميع حتى المصريين» وتضيف: بالنسبة لي أنا عضو في نقابة الفنانين المصريين منذ عام 2001 وقريباً سأدخل مرحلة العضو العامل وقد دفعت شركة الإنتاج كل تكاليف الحصول على تصريح العمل بالنسبة لي ولا أواجه أي مشاكل في هذا الإطار وكشفت رشا أنها قالت لزكي إن قراراته تلك هي بمثابة البحث في التفاصيل وهذه مسألة قد تظلم مواهب حقيقية. وكانت رشا قد أنهت قبيل سفرها إلى القاهرة تصوير مسلسل «يوم ممطر آخر» عن نص للكاتبة يم مشهدي وبطولة عدد كبير من نجوم الدراما السورية ومنهم سلاف فواخرجي، سمر سامي، عبد الهادي الصباغ، لورا أبو أسعد، وائل رمضان، ويحاول هذا العمل رصد بعض التفاصيل المقلقة في مجتمع الطبقة الوسطى في سورية على خلفية سياسية ومن خلال عائلة مكونة من أب وأم وأربع بنات وشاب حيث تتشعب مشاكل وقضايا هذه العائلة.

يبدو أن رشا تعيش حالة إثبات للذات وتعيش تحدياً من نوع خاص وخاصة أن «شرف فتح الباب» سوف يفتح لها أبواباً ويوسع أمامها الآفاق. وكانت رشا شربتجي توقع الجميع أن يكون له مكان مهم في عالم الإخراج ولكن لم يتوقع أحد - على الأقل البعيدون عنها- أن تحرق تلك الصبية السمراء مراحل عدة وأن تزاحم الكبار لتصل إلى مصافهم بهذه السرعة، فكانت بداياتها في «مسلسل قانون ولكن» ومن بعده كان «أشواك ناعمة» الخطوة الأولى في عالم النجاح ومن بعده كان «غزلان في غابة الذئاب» الذي حقق نجاحاً منقطع النظير فكانت النقلة الأهم وهي العودة إلى القاهرة التي عاشت فيها عشرين عاماً «والدتها مصرية» ولكن هذه المرة كمخرجة فقدمت «أولاد الليل» الذي كان متميزاً من حيث الإخراج ولكن ضعف النص حال دون وصوله كما يجب للناس ثم عادت إلى سورية لتبدأ «يوم ممطر آخر» وهي حاليا بصدد التحضير لخبطة الموسم في «شرف فتح الباب» مع النجم الكبير يحيى الفخراني. وكانت رشا قد أخذت على نفسها كما تقول وعدا بعدم تقديم إلا ما يناقش قضايا الناس ويحترم عقلياتهم ورفض كل ما من شأنه الضحك على الذقون وذر الرماد في العيون. وأكدت بأن سبب نجاح اعمالها هو ملامستها للحقائق ولمشاكل الناس في كل أرجاء العالم العربي. وقالت رشا بأن من اهم أسباب سفرها للعمل في مصر هو رغبتها في دخول عالم الدراما المصرية الممتعة وقالت بأن المال هو آخر ما تفكر فيه هناك وأكدت على رغبتها بأن يشاهد المصريون أعمالها كما يشاهدها بقية العرب. وكانت رشا قد صورت الموسم الماضي ولأول مرة في تاريخ الدراما المصرية عملا بالكامل في شوارع مصريه وقالت بانها وطاقم العمل قد أقاموا علاقات جيدة مع أهالي بورسعيد الذين ساهموا في نجاح العمل، ونفت رشا أن يكون عملها قد أساء للهجة أهالي بور سعيد. وقالت رشا بأن أولاد الليل كان عملا مضنيا قدمت فيه الاسقاطات السياسية والاجتماعية وهناك الخط البوليسي وخط كماً كبيراً من الأفكار غير المتسلسلة وفيه كم كبير من السوداوية كما ويتحدث العمل عن مشاكل المجتمعات العربية وقمنا بتوظيف قصة بور سعيد والقرارات العشوائية التي حدثت فيها من انشاء منطقة حرة ومن ثم الغائها وأسباب انتشار المخدرات وتهريب الآثار والرسالة المهمة من العمل هو ضرورة الانتباه للذات العربية من خطر الانهيار.