وسط بيروت يعود وجهة لتصوير أغاني المطربين

قصده مخرجو الكليبات من كل حدب وصوب

اليسا في وسط بيروت («الشرق الإوسط»)
TT

تنفس مخرجو الكليبات المصورة الصعداء بعدما عاد وسط بيروت ينبض بالحياة مما يفتح شوارعه لتصوير اغاني نجوم الفن فيه.

فالمعروف ان هذا الموقع الذي كان مغلقاً في ظل اعتصام المعارضة نحو 18 شهراً نال منذ نشوئه حتى اليوم اهمية خاصة في هذا المجال، ففاق عدد الاغاني المصوّرة فيه السبعمائة نفذت هناك لمطربين لبنانيين وعرب امثال نبيل شعيل، نوال الكويتية، عاصي الحلاني، آلين خلف، باسكال صقر واليسا وغيرهم.

وفي الايام القليلة المقبلة ستشهد الساحة الفنية ولادة كليبات غنائية جديدة تم تصويرها في وسط بيروت، بينها اغنية «كوني مرا» لنقولا سعادة نخلة ومن اخراج نبيل لبس، واخرى لعاصي الحلاني بعنوان «ممكن» وقد صوّرها في الموقع نفسه تحت ادارة المخرج سعيد الماروق.

ويؤكد الملحن والمطرب نقولا سعادة نخلة انه اختار شخصياً تصوير اغنية في شارع المارينا لان اجواء الاغنية وموضوعها يتطلبان موقعاً مماثلاً ان من ناحية الاضاءة او التابلوهات الطبيعية.

ويعتبر شارع «فوش» احد اكثر الشوارع الذي استهلك استعماله في تصوير الكليبات اضافة الى شوارع اخرى كساحة النجمة وشارعي الصيفي واللمبي.

ويؤكد ايلي قطرنجي الذي يعمل في مجال انتاج الاغاني المصورة، ان اجراءات محددة يتطلبها تنفيذ هذه الاغاني في موقع وسط بيروت تبدأ من شركة سوليدير المسؤولة الوحيدة عن اعطاء اذونات التصوير والتي تصادق عليها لاحقاً محافظة بيروت.

ويشير قطرنجي الى ان شروطاً عدة تقيد فريق التصوير اثناء عملية تنفيذ الكليب بينها الابتعاد كلياً عن العمارات التي يسكنها سياسيون بارزون وعدم تشويه اي رصيف او جدار او طريق يقع ضمن المنطقة المذكورة، حتى لا يقع تحت طائلة المسؤولية.

وتترجم هذه الاخيرة بدفع غرامة مالية تتعدى المليون ليرة لبنانية في حال مخالفتها.

ويتذكر قطرنجي مواقف عدة تعرض اليها اثناء تصوير عدة كليبات بينها لنجوى كرم «شو هالحلى» اذ تطلب الامر من العاملين التزام الصمت والتحدث بصوت خافت طوال مدة تصوير الكليب حتى لا يتم ازعاج القاطنين في الشارع. ولا ينسى ايضاً ما حدث معه اثناء تصوير كليب لعاصي الحلاني عندما اطلت احدى النساء برأسها من نافذة احدى البنايات المطلة على موقع التصوير طالبة من فريق العمل مغادرة المكان فوراً والا استنجدت بالشرطة. ويضيف قطرنجي: «عندها صار من الصعب اجراء التصوير في تلك المنطقة بالذات بعدما تبين ان تلك المرأة قريبة رئيس جمهورية سابق».

ويرى المخرج وليد ناصيف الذي نفذ في وسط بيروت اكثر من كليب غنائي ان الصعوبات التي كان يواجهها في الفترة الماضية اثناء اقفال المنطقة بفعل الاعتصامات والظروف الامنية الدقيقة التي كانت سائدة فيها، لا بد أنها ستشهد حلحلة ملحوظة بعدما عادت الحياة الى طبيعتها.

ويعتبر وسط بيروت احد اهم المواقع الهندسية ذات العمارة الحديثة في العاصمة اللبنانية والشبيهة الى حدّ كبير بالشوارع في مدن اوروبا الغربية، ولذلك كانت قبلة لمخرجين غير لبنانيين وجدوا فيها ايضاً موقعاً مميزاً لتنفيذ اعمالهم.

وفيما تتهافت غالبية المخرجين على وسط بيروت لتنفيذ اعمالهم المصورة وحتى البرامج التلفزيونية، فإن شريحة اخرى باتت تبحث عن قوالب جديدة توضب بها اعمالها بعدما وجدت ان شوارع وسط بيروت استهلكت بما فيه الكفاية في عمليات التصوير.