عبد الكريم عبد القادر.. موثق كل لحظة «عشق»

عبد الكريم عبد القادر («الشرق الإوسط»)
TT

أعلن الفنان عبد الكريم عبد القادر عن استعداده لطرح أغنية مفردة جديدة كتب كلماتها الناصر ولحنها الدكتور عبد الرب إدريس وعنوانها «ما همها شي» وهي من الاعمال التي قال عنها بوخالد «انها ستعيدني للزمن الجميل». ويقول مطلعها «ما همها شي.. لا الناس ولا الزحمة ولا عيون البشر»، وهي لتكون بمثابة الرد على الإشاعات التي تلقاها متابعوه بأنه فارق الحياة قبل أسبوعين. والمفاجأة ايضا ان شركة النظائر الكويتية قررت العودة الى السوق من خلال اغنية «ما همها شي» فقط لانها ترى ان العمل يمتلك مقومات الفن الخليجي الاصيل.

وكان الفنان عبد الكريم عبد القادر تعرض لوعكة قبل شهر، أُدخل إثرها العناية المركزة لمدة أسبوعين، ودخل أثناء علاجه بمرحلة حرجة كادت أن تجهز عليه لولا العناية الإلهية، ونصحه الأطباء بعد خروجه منها بالامتناع عن التدخين، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي يدخل فيها للمستشفى خلال السنوات الأخيرة الماضية، فالتزم القرار، وأعلن طلاقه عن التدخين.

ووصف بوخالد تجربته مع المرض بأنها «مرعبة، وكان التدخين السبب الرئيسي فيها، إلى جانب الضغوطات الحياتية التي أتعرض لها، لكنني خرجت من التجربة بدروس وعبر كثيرة، وكان زادي فيها محبة الناس».

وخلال استضافته في إذاعة الخليج القطرية الأسبوع الماضي، وعد «الصوت الجريح» الفنان عبادي الجوهر بالعمل سويا، على إطلاق أغنية مشتركة في القريب العاجل، ستكون الأولى لهما في عمريهما الفني، إلا أن تجربة الغناء المشترك ليست بجديدة على عبد القادر، إذ سبق له أن أطلق أغنية مشتركة مع راشد الماجد، مثلها مع ابنه خالد، كما أدى العديد من الأغنيات والأوبريتات الوطنية بالاشتراك مع فنانين آخرين.

والفنان عبد الكريم عبد القادر من مواليد عام 1941، وتفيد المعلومات بأنه ينتسب إلى أسرة المزين التي تعود بالأصل إلى منطقة الزبير من جنوب العراق، وهو متزوج ولديه ابنتان وثلاثة أبناء أكبرهم خالد.

بدأ مسيرته الفنية في يفاعته عام 1968، من خلال أداء التواشيح الدينية، وتجويد القرآن، ثم انتقل بعدها إلى الغناء، وأطلق أولى أغنياته «تكون ظالم» التي لحنها عبد الرحمن البعيجان، لينطلق بعدها إلى سماء الفن، فيتحول مع الزمن إلى نجم مهمته تقديم أيقونات غنائية خليجية، بالتعاون مع رفاق دربه ملحنين وشعراء وأبرزهم الدكتور عبد الرب أدريس، عبد اللطيف البناي، وبدر بورسلي والراحلان طلال مداح وراشد الخضر، كما أبدع له الملحنون أحمد باقر وسليمان الملا وأنور عبد الله، وغنام الديكان أغنيات رائعة مثل «ما نسينا» و«آه يا الأسمر يا زين»، التي اتخذت طابعا محليا بآلاتها وألحانها.

ولطالما ارتبطت «بُحة» الصوت الجريح وهو اللقب الذي ناله منتصف الثمانينات، نسبة إلى ألبوم أطلقه وقتها، بتألق الكويت وأيام عصرها الذهبي، فهو من غنى لمنتخب كرة القدم حينما بلغ نهائيات كأس العالم عام 1982، ورافقت كلماته مسيرة الفن الكويت مسرحا وتلفزيونا وإذاعة، إلى جانب أدائه لعدد من الأغاني الوطنية الشهيرة التي ارتبطت بتاريخ الكويت، والمراحل التي مرت بها.

ويعد «بو خالد» من الفنانين الملتزمين القلائل الذين يرفضون الغناء في حفلات خاصة وأيضا امتنع عن الوقوف على خشبة المسرح منذ منتصف السبعينات الميلادية حيث قال مقربون منه إن عبد الكريم تعرض لموقف اغضبه اثناء مشاركته في احد المهرجانات و«حلف بالله» انه لن يصعد خشبة المسرح مرة اخرى. كما ينتهج لنفسه خطا فنيا منفردا، يعتمد على التواصل مع جمهوره بشكل مباشر من خلال ما يقدمه من أعمال، وهو أيضا يتحاشى اللقاءات الصحافية، ويفضل الابتعاد عن الأضواء، رغم أنه أكثرها إنارة على المستوى الخليجي.

ويختزل عبد الكريم عبد القادر مرحلة من مهمة من مراحل الفن الخليجي، وتجد فيه أيضا ملامح للإنسان الخليجي، الذي نشأ قبل وفرة المالية، وتطبع بالسماحة والطيبة والتواضع، فانعكس ذلك على حياته، وعلى تعاطيه مع الآخرين، ولا يمكن لأي متابع لمسيرة أبو خالد أن يستغرب اتزان هذه القامة الفنية في تعاملها مع الإعلام، مقارنة بفناني العصر الحديث.

ومثلما هناك أعمال أدبية خالدة، لا بد لأي مثقف من أن يكون اطلع عليها، استطاع عبد الكريم عبد القادر أن يكون جزءا مهما من النسيج الفني الغنائي بالخليج، بل اتخذ مسلكا صعبا، إذ تحول إلى مرجع الحب والغزل بين الشباب، فلم يعد ممكنا أن تتخيل أن يعشق أي حالم ويستزيد في حبه، دون أن ينهل من معين أبو خالد، أو دون أن تحفر طبقة الصوت الجريح، مكانا لها في قلبه، فهو أمام فنان مرهف توقف أمام كل لحظة تجمع أي عاشقين، ووثقها وأبدع في وصفها، ورسم ملامح المحسوس، وتحويلها إلى ملموسة، بمجرد أن يدخل الاستديو بعد اختيار كلماتها وألحانها، التي يعرف صائغوها حدودهم الدنية التي تنطلق من ضرورة الابداع، وتوليفها مع إمكانية أبو خالد غير المحدودة حسا وعاطفة وأداء، ليكون النتاج «يا بو عيون فتانة»، ساعة اللقاء، ومرورا بـ«تأخرتي» لحظة اللقاء، و«سامحني خطيت» و«للصبر آخر»، وانتهاء بـ«وداعية يا آخر ليلة تجمعنا».

وخلال مسيرته الفنية، نال عبد الكريم عبد القادر العديد من الجوائز، بينها جائزة أفضل أغنية في مهرجان القاهرة الغنائي عام 1998 عن أغنية شخبارك، ومن ألبوماته وين مرساك، عاشق، تكون ظالم، ليل السهارى، مركب غرامي، سر المحبة، اعترفلك، غريب، تأخرتي، باختصار، وداعية، احوال العاشقين، الله معاي، الجرح الخطير، محال، الصوت الجريح، داعج العين، انا اسف، احمدك يا رب، نعم نحبك، هذا انا، انا من الايام، اسمع صدى صوتك، ما طاعني، ظماي انت، بين وبينك، شفتك، من بعد غربه، ساعة الفرحه، ان الاون، الحبيبه، راجع، اغني لك، شخبارك، ودعتها، وينك، من بين الناس، رسالة من امرأة، بسيطة، اشتاق لك.