مؤسسة دبي للإعلام تدشن موسمها الرمضاني بـ«صراع على الرمال» و«ريح الشمال»

منى واصف: نحن لا نشارك الممثلين المصريين في «رزقهم» > غانم الصالح: أعود للكوميديا فورا لو قابلت نصا مناسبا

صورة جماعية لحاضري حفل موسم رمضان («الشرق الاوسط»)
TT

كوكبة من نجوم الفن ضمهم احتفال بهيج لمؤسسة دبي للإعلام، احتفاء بقرب إطلاق باقتها الحصرية من البرامج والمسلسلات على قناتي «دبي» و«سما دبي» خلال شهر رمضان المبارك.

وسيكون العمل البدوي الكبير «صراع على الرمال» بطل الأعمال في الشهر الكريم لهذا العام وهو من خيال أشعار الشيخ محمد بن راشد، حيث يضم كبار الأسماء السورية في عالم التمثيل والدراما، ويجسد ملحمة عربية في الصحراء تعود للقرن الثامن عشر وتنسجها مصائر أشخاص مختلفين يجمعهم الحب وتفرقهم الحرب وما بين الالتقاء والفراق تدور قصص عاشقين وطامعين، فيكون المشاهد أمام قصيدة تلفزيونية تحول قسوة الحياة إلى شعر تكتبه الصورة.

مخرج العمل حاتم علي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن الطريقة التي عولج بها العمل كانت مختلفة كليا، موضحا أن المسلسلات البدوية كانت تعامل دوما على أنها صناعة من النخب الثاني، من ناحية الموضوعات المكررة والمعالجات «البائسة»، «صراع على الرمال» توفرت فيه ظروف مختلفة بإنتاج يفي حقه وبتأصيل الحكاية بردها لزمان ومكان محددين وهذا فرض تعاملا مختلفا مع عناصر المكياج والملابس والديكور.

وأضاف حاتم أن العمل لا يزال في مراحل المكساج والموسيقى وهي تأخذ وقتا طويلا، وخلال شهر سيتم الانتهاء منه، وبالحديث عن الجهود التي بذلت فيما يتعلق بناحية الصوت أكد علي أن العمل على المؤثرات الصوتية له نفس أهمية الصورة ويتابع في هذا الصدد قائلا: «أهمية شريط الصوت لا تقل عن الصورة كون المشاهد لا يرى فقط بعينه بل يشكل الصورة النهائية من خلال السمع وخاصة في مشاهد المعارك، وللأسف هذه إحدى نقاط الضعف في صناعة التلفزيون العربية والسينمائية».

ومن أبرز الأعمال المشاركة على قناة «سما دبي» مسلسل «ريح الشمال» وهي دراما مستوحاة من التراث الشعبي الخليجي بطولة محمد المنصور وأحمد الجسمي والمسلسل بعد «صراع على الرمال». يركز حاتم علي على السينما وباكورة أعماله ستكون الفيلم السينمائي «سيلينا» وهو مأخوذ عن مسرحية للأخوين رحباني قامت ببطولتها السيدة فيروز من 25 سنة، وقد أعاد منصور الرحباني صياغة هذه المسرحية بكتابة سينمائية شاركه فيها غدي الرحباني، والعمل موسيقي استعراضي ويضم ممثلين من سورية ولبنان أبرزهم الفنان دريد لحام وأيمن زيدان وباسل خياط ومريام فارس وعلي أحمد وإيلي شويري.

وعندما اقتنصت الفنانة منى واصف لحظات من ضخب الحفل بادرتني بضحكتها العذبة وهي تذكر لي أطرف المواقف التي قابلتها أسرة عمل «صراع على الرمال»، قائلة: «عندما نزل علينا الثلج في تدمر وعطلنا يومي تصوير أصبحت الخيم والأرض بيضاء وطلعت علينا عاصفة رملية قام حاتم بتصويرها. الطريف أننا عندما انتقلنا لدبي لاحقتنا الأمطارالغزيرة».

وأبدت واصف استياءها الشديد من الزوبعة الشديدة التي أثارها مؤخرا قرار نقيب الفنانين المصريين أشرف زكي بمنع الفنانين العرب من العمل في السينما والمسلسلات التلفزيونية المصرية، وتحديد مشاركتهم بعمل فني واحد في العام بحجة أنهم يأخذون أماكن لفنانين مصريين من خريجي المعهد العالي للسينما والمسرح، وما لبث زكي كما هو معروف أن تراجع عن تصريحاته تلك وبأن يقدم مشاهير الفنانين السوريين كجمال سليمان وتيم حسن أكثر من عمل سنويا.

وأوضحت واصف أن مشاركة الفنان السوري والعربي في أعمال مصرية قد تكون من مصلحة المواطن العربي وبشكل خاص المواطن المصري وحول ذلك تعلق بقولها «لأنك عندما تكون لفترة طويلة على الساحة فتمثل بفوقية وتتحدث بفوقية وتضع نفسك في المركز الأول، ولا يوجد شيء في عالم التمثيل الدرامي أو السينمائي اسمه الأول، ومعروف أنه ما من شخص وصل إلى القمة وأصابه الغرور إلا وعاد إلى القاع مرة أخرى «زحلقه»، القمة هي العطاء حتى توافي الفنان المنية».

واستغربت واصف هذا الهجوم على الفنان السوري والعربي بشكل عام فمن يذهب إلى مصر لتصوير أعمال لا يعملون بأموال المصريين بل برؤوس أموال من شركات إنتاج عربية وقد تكون في بعض الأحيان مشتركة مع شركات إنتاج مصرية، واستقدام الفنان السوري أو العربي للمشاركة في أعمال درامية أو سينمائية لا يشارك الفنانين المصريين «رزقهم».

وتشارك واصف إلى جانب «صراع على الرمال» ضمن المسلسل السوري «الحوت» وهي دراما اجتماعية شعبية تدور أحداثها في البيئة الساحلية السورية على خلفية سياسية يتلاحم فيها موقف الشعب السوري مع محاولات فرنسا فرض احتلالها على البلد بعد هزيمة الدولة العثمانية، وعقب رمضان تطل واصف على عشاق السينما من خلال الفيلم البدوي السعودي بعنوان «مناحي صاحي» إخراج أيمن مكرم وبطولة الممثل فايز المالكي، العمل تم تصويره في القاهرة ولا يزال في مراحل المونتاج والمكساج.

وتشارك الدراما الخليجية بقوة هذا العام من خلال ثلاثة أعمال تعرض على تلفزيون «دبي» وهي مسلسل «أبلة نورة» بطولة حياة الفهد وأحمد الجسمي ومجموعة من الفنانين الشباب وهي دراما تربوية تختزل الأحداث الدائرة في الفضاء المدرسي باعتباره ساحة موازية ومصغرة للفضاء الاجتماعي العام، ويتطرق إلى مفاهيم عاجلة وملحة كعلاقة المعلم بالطالب.

والمسلسل السعودي «غشمشم 3» ويجسد امتدادا لحياة شخصية رشيد حويرش وزوجته شيخة من خلال نبض المواقف المضحكة والساخرة لتبقى نهاية هذا المسلسل مفتوحة وقابلة للاستمرار.

ويتشوق المشاهد الخليجي دوما للدراما الإماراتية «حاير طاير» الذي يشارك به الفنان الإماراتي جابر نغموش بحلقاته الساخرة التي تناقش القضايا المحلية والوطينة الاَنية بقالب كوميدي ساخر، إلا أن نغموش يعتقد أن النجاح الحقيقي لأي عمل درامي لا يلمسه الفنان من قبل المشاهد إلا بعد إعادته عقب انتهاء الشهر الكريم، كونه يمثل بالنسبة للفضائيات العربية «كرنفالا» دراميا تضيع فيه الكثير من الأعمال التي لا يستطيع المرء متابعتها جميعا.

وسيطل على متابعي دبي الكرتون الشيق «فرييج» بجزئه الثالث، ويعمل المخرج الشاب محمد حارب على الانتهاء من الفيلم خلال الشهر الجاري، يركز بعدها بحسب حديثه لـ«الشرق الأوسط» على فيلمه السينمائي، الذي يحمل نفس الاسم وحول الفيلم يحدثنا حارب قائلا «العام القادم سننتقل إلى دبي نحن نجهز في الاستوديو في دبي والعمل سيكون جاهزا خلال العام ألفين وعشرة».

ولمتابعي «سما دبي» تطل عليهم الأعمال الدرامية «حظ يا نصيب» وتشهد مشاركة ثانية لجابر نغموش وأحمد الجسمي، إضافة للمسلسل «نص درزن» بطولة الفنان غانم الصالح وسميرة أحمد، ويحدثنا الصالح عن دوره في العمل قائلا «في العمل أجسد شخصية إنسان إماراتي يعمل عطارا وهو إنسان مزواج متقلب المزاج متلون له نفوذ بين أصحابه وهي دراما عائلية، أعجبت بالدور وهذه هي التجربة الاولى لي في دبي».

وعن أسباب مقاطعته لأدوار الكوميديا فترة طويلة قال الصالح «إئتني بمؤلف كوميديا جيد أعود لأدوار الكوميديا، لا يوجد كاتب كوميديا بالمعنى المعروف وهم قليلون يعدون على الأصابع، أصبح هذا الفن للأسف يجسد بشكل مكرر وممجوج في كثير من الأعمال».

وسيتابع المشاهد في رمضان قضية اجتماعية جديدة تطرحها يسرا من خلال عملها «في أيد.. أمينة» وتجسد فيها شخصية صحافية أربعينية تعشق العمل الميداني وتؤمن بأن موقع الصحافي الحقيقي بين الناس، مشاركا في صنع الخبر وليس مجرد ناقل له أو معلق عليه.

وبصوته الكوميدي الجذات يقتحم محمد هنيدي مرة أخرى عالم الكرتون من خلال مسلسله الكرتوني «سوبر هنيدي» وهي كوميديا بوليسية تبدأ في النصف الثاني من الشهر الكريم مليئة بالمغامرات والفكاهة منفذة بتقنية الرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد.

وهل يستطيع المرء تخيل رمضان من دون برامج الكاميرا الخفية فاكهة الشهر الكريم وستكون من خلال برنامج «اندوك انت» على تلفزيون «دبي» والبرنامج «وراك وراك» على «سما دبي».