غادة عبد الرازق: لن أكرر المشاهد الساخنة.. و«السينما النظيفة» ضد الفن الجميل

الفنانة المصرية تدافع عن جرأتها في «الريس عمرحرب»

غادة عبد الرازق («الشرق الاوسط»)
TT

على غير عادة خرجت الفنانة غادة عبد الرزاق من عباءة الأدوار العادية الى مدرسة خالد يوسف ـ حسب وصفها ـ التي تعترف انها استطاعت من خلاله ان تسجل خطوات واضحة في السينما المصرية. وقالت في حوار أجرته معها «الشرق الاوسط» في القاهرة انها لن تكرر الادوار الساخنة مرة اخرى لانها تحاول ان تغير جلدها من فترة الى أخرى وعلى الرغم من ان المشاهد لا تتعدى اصابع اليد الا انها كانت حديث الساعة في الاوساط الفنية والصحافية. مثلت خلال تاريخها السينمائي اكثر من 11 فيلما منها «90 دقيقة»، «حين ميسيرة» و«45يوم» كما شاركت في اكثر من عمل هذا الموسم السينمائي منها «ليلة البيبي دول» و«الريس عمر حرب» ولكن هذا الفيلم سوف يظل علامة واضحة في تاريخها السينمائي.

في البداية قالت ان فيلم «الريس عمر حرب» كان معروضا عليها منذ فترة طويلة وعندما قرأت السيناريو لأول مرة خشيت من بعض المشاهد ولكن المخرج خالد يوسف اكد لها انها موهوبة ولا تظل في محور واحد وان الفنان المبدع يجسد اي شخصية ايا كانت المشاهد التي سيمثلها. وقال ان الناس انتقدوا سعاد حسني كثيراً ولكنهم بعد ذلك تفهموا انها تلعب الدور بمنتهى البراعة، مما جعلني اقتنع بالدور ولكن تم تأجيل الفيلم لعدم توافر كازينو في ذلك الوقت. وبعدها عرض علي دور في فيلم حين ميسرة ومن هنا كان الاكتشاف على يد المخرج خالد يوسف وبعدها قال لي انت ممثلة قوية لا تخشي لعب الادوار، لذا حاولي ان تخرجي من الجلباب الذي وضعت نفسك فيه. وبالفعل بعد انتهاء التصوير وعرض الفيلم قال انت اعطيت كل مشهد طعما وجمالا مختلفين. ففي فيلم الريس عمر خلق فيه الجرأة الاقوى وقال اننا نصنع فيلماً ونقدم فيه كل جوانب، المر قبل الحلو ونحن نقدم رسالة قوية للجمهور وبالفعل انا قدرت معنى كلامه وصدقيته وحرفيته في تقديم القضايا وبالفعل نفذت الشخصية بدون تفكير. > هل فكرت في ردة فعل الجمهور؟

- لا لأني اعتقدت ان هناك جمهورا سوف يستوعب العمل وآخر سيرفض الفكرة وعلى العموم انا أقوم بالمشاركة في هذا العمل من اجل الجمهور واستمتاعه وليس من اجلي ولو كان هدفي غير ذلك لمثلت أفلاماً أخرى وتقاضيت عليها مبالغ طائلة لكنها خالية من المضمون والمعنى مخرج له اسمه وتاريخه وكاتب رائع ومع فريق عمل على اعلى مستوى ولو كنت أخطط الى العري كنت قد عملت كل شيء منذ زمن. > هل نقد الجمهور والضجة التي حدثت سوف تؤثر على اعمالك لأن الناس لم تأخذ عنك صورة قبيحة؟

- يبقى ان اجلس في البيت واهتم بزوجي وابنتي افضل من ان يفرض عليّ الجمهور ادوارا معينة ولو على الضجة لم تحدث ضجة مثل ما حدث مع مسلسل (الحاج متولي) مع احترامي الى كل المخرجين الذين تعاملت معهم وانا لا ابحث عن الضجة، انا أريد ان امثل واستمتع بمهنتي وارفض طول الوقت ان العب ادوارا محددة لاني اخشى روح الملل التي تحدث عند الجمهور.

> هل من حق الجمهور ان يحاسبك؟

- من حق الجمهور ان يحاسبني على حياتي الشخصية واخلاقي ولكن ليس من حقه ان يفرض علي دورا بعينه، ومن الطبيعي ان يقدر الجمهور الجهد الذي يبذله الفنان من اجل استمتاعه وتقديم الافلام التي تخدمه بشكل او بآخر.

> هل هذا النقد والهجوم سوف يؤثر على اختياراتك؟

- لا، انا لم اخش من الهجوم او النقد ولكني لا احب ان اكرر نفسي في نوعية الادوار وهذا واضح على مدار حياتي. > هل الناس دخلت الفيلم من اجل المشاهد الساخنة؟

- لا، لأن الجمهور يحب خالد يوسف وواثق في نوعية الافلام التي يقدمها وانه يتناول قضايا جريئة وشائكة ويتعامل مع الواقعية.

> هل مصطلح السينما النظيفة جعل الجمهور ينظر الى نوعية هذه الافلام بعين اخرى؟

- كم فيلما في الموسم السينمائي؟ اكثر من 50 فيلما مثلا، فالفيلم الذي لقي صدى واسع هو فيلم «الريس عمر حرب» واين باقي الممثلات وانا لدي افلام غير الريس عمر ولكن افلام خالد يوسف هي الاكثر اثارة وتميزا وسوف اقدم افلاما اخرى تحت هذا الشعار. والواقع يقول ان فيلم «حين ميسرة» حقق اعلى نسبة ايرادات.

> يعني السينما النظيفة ضد الفن الجميل؟

- هذه حقيقة اين الأفلام التي كانت تعبر عن المشاعر والاحساس الصادق؟ للأسف المجتمع افتقد مثل هذه المشاعر. ولو اصبحنا نصنع افلاما نخشى ان نقدم فيها هذه المشاعر بمنتهى الصدق، ومن الأفضل ان نصنع أصواتاً فقط، واعتقد ان هذه الافلام قدمها من قبل «عاطف الطيب – علي بدرخان – محمد خان» وخطأ ان نقول ان هذه الافلام هي التي صنعت تاريخ السينما المصرية، انهم كانوا يقدمون سينما غير نظيفة. > هل تعتقدين ان الاعتراض على جرأة الافلام تقليل من النجوم السابقين؟

- طبعا إن مصطلح السينما النظيفة معناه ان الماضى كله قذر، وبمنتهى الصراحة الذي يصرح بهذا هو مخطئ لأن هؤلاء تعلمنا سينما منهم، والموهبة جاءت لنا عن طريقهم، ولم يستطع احد من هذا الجيل ان يصنع مثلهم. > لماذا اصبحت الناس لم تتقبل هذه المشاهد؟

اعتقد ان الجمهور متقلب، كل ساعة في حال ولم يستطع احد ان يفرض عليه شيئاً، والجمهور العربي من اخطر الجماهير على مستوى العالم لانه ذكي وعنده حالة لا يقبلها أبداً، وأعتقد ان النوعية التي يقدمها خالد يوسف من اهم العلامات في هذا العصر. > هل انت غاضبة من الجمهور؟

- أنا غاضبة من شريحة معينة وكنت اتوقع انه سيقدر تعبي في الفيلم. > هل كنت متوقعة ذلك الهجوم؟

- كنت اتوقع ان الجمهور سيتفهم ويدرك ان السحاق تم تناوله من قبل، وعندما تناولناه هذه المرة كان من اجل إفاقة الجمهور من الكوارث التي تحدث في المجتمع. > ما هي اصعب المشاهد؟

- عندما ضربني هاني سلامة، ومشهد تمزق قميص هاني، وحالة الهيستيريا التي تحولت الى جنس، ومشهد الام التي تبيع ابنتها من اجل لعب القمار. > وهل حقاً ابنتك أشادت بدورك في الفيلم؟

- نعم. فهي بنت محترمة ومتفهمة الموقف وتعرف تماما تاريخ امها المشرف وأنا تزوجت اكثر من مرة، لكن هذا شرع الله ولم افعل شيئاً حراماً وربيت «روتانا» بطريقة سليمة، كما انني تربيت في منزل اهلي وأكبر دليل على ذلك انها في السنة النهائية طيران. > على الرغم من الهجوم إلا أن النقاد قالوا ان هناك تطوراً ونضوجاً في ادائك هل هذا صحيح؟

- الحمد الله لأني بالفعل بذلت جهداً كبيراً في الشخصية، وخالد يوسف اعطاني مساحة كبيرة من التمثيل وساعدني في أداء الشخصية بشكل فيه صدق وتفاعل واستطعت ان اقف على ارض صلبة. > هل هذه المساحة كانت سبباً في الخلاف مع سمية الخشاب؟ - لم يحدث خلاف مع سمية الخشاب، والحمد الله تجمعنا صداقة قوية ومن الممكن ان يكون عندها مشاكل مع اى طرف من صناع الفيلم، اما انا فلا.

> ما حقيقة الخلاف الذي نشب في دبي وغادرتها على أثره؟

- هذا الكلام غير صحيح وانا بالفعل كنت رفضت فكرة السفر ولكن المخرج أصر على السفر حتى لو ليوم واحد، وبالفعل سافرت وعدت في اليوم التالي من اجل مسلسل طريق الخوف.

> ما هي الدورس التي تعلمتها على يد خالد يوسف؟

- الجرأة وان اعيش بخيالي إلى اقصى درجات الأداء والاهتمام بأدق التفاصيل والتركيز وتقمص الشخصية من البداية حتى النهاية والتعامل بحرفية عالية. > هل التقمص يؤثر في حياتك؟

- نعم التقمص يؤثر فيَّ لدرجة اني ذات مرة ذهبت لعيادة طبيب نفسي وكان هذا اثر تراكمات من الأدوار السابقة. > هل تستمتعين بأداء الشخصيات المركبة؟

- طبعا، لانها تأخذ مجهوداً وتظهر الموهبة الحقيقية عند الفنان. > في الوقت الذي تقومين فيه بتجسيد اكثر من شخصية ألم تخشي الفشل؟

- لأني اضع ثقتي بالمخرج واتعامل بحرفية عالية وعلى الفور عندما ادخل البلاتوه انسى ما كان يدور في الخارج. > كيف تحافظين على هذا التوهج؟

- باختيار الأعمال المناسبة، بدءاً من النص، لأن أهم عنصر هو قراءة النص على الورق ثم المخرج لأن الفشل يأتي من قائد العمل. > سبق أن صرحت مراراً أن فيلم «ليلة البيبي دول» سوف يكون علامة في تاريخ السينما المصرية.. هل بعد الفشل ما زلت عند رأيك؟

- أولا هذا الفيلم يكفي اني وقفت فيه بجوار هؤلاء العمالقة، وهذا الانتاج الضخم ولكن في بعض الاحيان تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، واعتقد ان الفيلم خطؤه الوحيد ان المخرج أحب ان يستخدم كل السيناريو الضخم الذي كان يصلح لأكثر من عمل، واتوقع أن السينما المصرية لن تنسى بعض المشاهد من الفيلم. > هل تعتبرين أنك في قمة التألق والنشاط؟

- بالفعل أنا بفضل الله اقوم حاليا بتصوير فيلم «ازمة شرف» من انتاج زوجي وليد التابعي ويشاركني البطولة المطرب احمد فهمي، وفيلم آخر من اخراج احمد يسري وهو في اطار افلام الاكشن ولن افصح عن اي معلومات، وآخر فيلم كوميدي مع الفنان «احمد آدم» واجسد فيه دور حرامية عبيطة طول الوقت، واجمل ما في الموضوع ان الكوميديا الموجودة في الفيلم كوميديا موقف. > غادة تخشى من المرحلة المقبلة؟

- بالتأكيد انا طول الوقت مرعوبه وبالتحديد بعد الفيلم الأخير احاول ان اصل الى مرحلة لا تقل اهمية عن ما وصلت اليه. > سوف يرى الجمهور غادة عبد الرازق بعد غياب عن الشاشة الفضية في رمضان المقبل؟

- بالفعل انا اقوم حاليا بتصوير المشاهد الاخيرة من مسلسل «طريق الخوف» للمؤلف «طارق بركات» والمخرج «عادل الاعصر» وهو مسلسل يدور في اطار الاكشن والرعب، وفيه مجهود كبير واعتقد انه سوف يكون نقلة كبيرة لكل العاملين فيه.