الحصرية.. هاجس الفنانين وضمانة شركات الإنتاج

بعض المغنين قاطعوا القنوات المنتجة بسببها

راغب علامة
TT

تسجل السياسة الحصرية التي تعتمدها بعض شركات الانتاج الفنية في لبنان والعالم العربي ردات فعل سلبية عديدة من قبل بعض الفنانين الذين فضلوا الرحيل ومقاطعة الشركة المنتجة لاعمالهم على البقاء تحت رحمتها.

فسياسة الاحتكار التي تخول شركة الانتاج وحدها التصرف بعمل المطرب ومسؤولية تنظيم حفلاته وعرض اغانيه المصورة، تحولت في الفترة الاخيرة الى هاجس يلاحق المطربين، فيما شكلت ضمانة لشركات الانتاج التي تتكفل بمصاريف العمل الغنائي الخاص بالمطرب. فمن خلال اتباع هذه السياسة تضمن مردوداً مالياً يخولها الاستمرار. الا ان هذه السياسة ولّدت مشاكل وقطيعة بين الطرفين حل بعضها حبياً فيما ادى بعضها الآخر الى نشوء خلافات علنية بين الفنان والشركة.

ويعتبر المطرب اللبناني راغب علامة اول من رفض هذه السياسة التي كانت تتبعها شركة «عالم الفن» المنتجة السابقة لاعماله الفنية. فبعد تعاون بينهما استمر سنوات عدة، طالب علامة مدير الشركة بالعدول عن قراره فيما يخص اغاني السوبر ستار، خصوصاً المصورة منها والتي كان العقد المبرم بين الطرفين يمنع وبصراحة علامة من بث او عرض اغانيه الا عبر المحطة التلفزيونية التابعة لـ «عالم الفن» وعندما ووجه بالرفض قرر الانسحاب من الشركة المذكورة مناشداً كل فنان حر ان يقوم بالمثل، وبعد شد حبال وكر وفر بين الاثنين خرج راغب من الشركة ولم يعد.

وبقي راغب متمسكاً بطلبه هذا عند تلقيه اي عرض آخر من شركة انتاج جديدة.

وبعد راغب كرت السبحة لتشمل عدة مطربين لبنانيين رأوا في خطوته خير عبرة لهم، امثال مادلين مطر وهيفاء وهبي ونيللي مقدسي ودينا حايك. والاخيرتان اعلنتا رسمياً انفصالهما عن شركة «روتانا» بسبب سياسة الحصرية التي تتبعها التي تقضي بعدم عرض الاغاني المصورة للفنانين المسجلين تحت كنفها الا عبر شاسة روتانا موسيقى وايضاً عبر شاشة الـ «ال. بي. سي» التي تربطها بالاولى علاقة شراكة. وفيما يتغنى بعض هؤلاء الفنانين الثائرين على قرارات شركات الانتاج بالخطوة الجبارة التي قاموا بها فان فنانين آخرين يؤكدون ان هذه السياسة لا تضرهم لا بل تحصن من موقعهم الفني وتزيدهم تشبثاً بالشركة المتعاملين معها. هذا الامر ينطبق على المطربة باسكال مشعلاني التي رددت اكثر من مرة رأيها هذا اضافة الى المطربة نجوى كرم التي لا تنفك تكرر في اي مناسبة اعلامية تطل فيها عن امتنانها لطريقة تعامل شركة روتانا معها.

ورغم ان بعض الشركات لا تتوانى عن ابراز مساندتها لفنان على حساب آخر فان الشريحة الاكبر من الفنانين تجد في انتمائها لشركة فنية ضمانة اكيدة لاستمرارها على الساحة الفنية.

وتختلف وجهات نظر مديري الاعمال الفنية حول هذا الموضوع فجيجي لامارا مدير اعمال المطربة اللبنانية نانسي عجرم يفضل ان تتولى شركات الانتاج مهمة توزيع العمل الفني فقط لكي يتسنى للمطرب التحرك بحرية اكبر. اما كريم ابي ياغي الذي سبق ان تولى ادارة اعمال المطربة هيفاء وهبي وحالياً المطربة رلى سعد، فيجد ان الحصرية لها ايجابياتها وسلبياتها، وعلى الطرفين درس وضعهما قبل الاقدام على تحرير اي عقد بينهما.

العنود وتدير اعمال عدة فنانين لبنانيين وعرب، بينهم لطيفة ورويدا عطية وسارة الهاني فتعتبر ان الفنان الذي يرضى بممارسة السياسة الحصرية على اعماله لا بد انه كسول ولا يحب الاجتهاد بل يفضل ان يعمل الآخرون من اجله.