السينما كمستهلك سعودي

فهد الاسطاء

TT

يبدو أن الفعاليات السينمائية أصبحت في تصاعد مستمر وحضور متزايد على المستوى الاجتماعي، ونحن نشهد اليوم اختتام فعاليات جدة للأفلام في دورتها الثالثة، بعد أن شهدنا قبل فترة فعالية مسابقة الأفلام السعودية في الدمام في دورتها الأولى، ثم كان الحدث الجديد في ما بين الفعاليتين، وهو الإعلان عن أول ناد سينمائي في السعودية تحت مظلة جمعية الثقافة والفنون والنادي الأدبي في المنطقة الشرقية. وربما كل هذه الأحداث والفعاليات المتلاحقة جعلت من وجود صالات العرض السينمائية مسألة وقت لا أكثر، وتبددت مع الوقت الكثير من المخاوف والتحفظات تجاه هذا الموضوع، وعندها ربما يكون غير السينمائي الطموح أكثر استفادة مع هذا الوضع، خاصة على المستوى التجاري، حيث المتوقع بشكل كبير وما تشير إليه صالات الحضور في دول الخليج العربي، والبحرين تحديدا، هو ان السعودية ستكون مجتمعا استهلاكيا في مجال السينما وصالات العرض. وستتفوق وبوقت قصير من حيث تجهيز الصالات ومكان العرض وحجم الدعاية والإعلان على دول عربية كثيرة. والأخطر من هذا هو أن ينعكس هذا الأمر على المستوى الفني في اختيار الأفلام وحتى في إنتاجها إذا ما وضع الموزع أو المنتج العربي كالمصري مثلا، السوق السعودي في مرمى بصره، وذلك باعتبار ان عرض الأفلام في السعودية لن يكون كغيره من الدول حتى الخليجية، حيث تتسع دائرة التحفظ والرقابة، فيما تضيق دائرة الاختيار بشكل مطرد عن أي مستوى آخر في العالم. وحيث إن كل ما سبق هو فرضية متوقعة لا أكثر، فإن النتيجة التي يمكن قولها في ضوء ذلك، هي ان السينمائي السعودي، مخرجا، منتجا، ممثلا وكاتبا، سيكون قد ساهم بشكل كبير في وجود صالات العرض هذه وتحويل المجتمع السعودي إلى مستهلك سينمائي كبير. هذا من الناحية التجارية. أما من جهة السينما كصناعة فنية وقدرة على الاختراق والتأثير والتواصل مع الآخر والوجود في محافل سينمائية عالمية عبر أفلام سعودية خالصة، فهذا له شان آخر ويستلزم حديثا مختلفا، لكنه على كل حال سيكون هدفا كبيرا يحتاج لجهود عظيمة تتجاوز الجهود الذاتية والعمل الفردي حاليا.

[email protected]