كثيرون يعتبرون أن الممثل الكوميدي مهدد بالإفلاس

هل ينهي «بوشكاش» نجومية محمد سعد

محمد سعد («الشرق الاوسط»)
TT

يبدو أن هناك علاقة طردية بين الإيرادات الضخمة التي حققها الممثل المصري الكوميدي محمد سعد في أفلامه الأربعة الأولى والتي تعدت المائة مليون جنيه، وبين الجدل الذي يثار حوله في الآونة الاخيرة، فكما زادت ايرادات شباك التذاكر على يد «اللمبي»، تزيد حالياً الانتقادات الموجهة له لدرجة أن البعض بات يبشر بأفول نجمه ويأخذ من افلامه الثلاثة الأخيرة «كتكوت» و«كركر» و«بوشكاش» مثالا واضحاً على ذلك، فالممثل الموهوب متهم دائما بسوء استغلال موهبته، وبالثقة التي تحولت إلى غرور «قاتل» جعلته ينجز فيلمه الأخير «بوشكاش» في وقت قياسي ويعيد التصوير من جديد بعد انسحاب المخرج الأول «عمرو عرفة» وموافقة الثاني «أحمد يسري» على خوض التجربة في تلك الظروف الحساسة، وتدلل الصحافة دائما على أن ما يتردد عن تحكم محمد سعد في «مونتاج إخراج» أفلامه هو السبب الرئيسي في هبوط المستوى عاما بعد الآخر، ووصلت الأخبار التي تطارد سعد في هذا المجال إلى حد شائعة اعتدائه بالضرب على مساعد مخرج فيلم «بوشكاش» وطرده خارج غرفة المونتاج، بعدما كانت الشائعات السابقة تصب في إطار منع المخرجين من استكمال مونتاج الفيلم في حال تعارض ذلك مع فكر محمد سعد والتصور الذي يريده أن يصل للجمهور. وعلى الرغم من تفضيل البعض فيلمه الأخير على فيلمه السابق «كركر»، الذي امتلأ بالايحاءات الجنسية بعدما تقمص أربع شخصيات من بينها امرأة، لكن الهجوم ضده لم يتوقف بسبب ما رآه بعض النقاد من عدم اهتمام بالجودة العامة للفيلم من الناحية الفنية، والمبالغات في السيناريو والثغرات التي تعيبه من جهة أخرى. ويدور فيلم «بوشكاش» حول حارس مرمى فاشل دون أن نعرف سبب فشله، لكنه في إحدى المباريات بالقارة الأفريقية وبعدما يتسبب في هزيمة فريقه يهديه زعيم قبيلة «سلسلة» سحرية، تجلب له الحظ فيتحول لسمسار لاعبين مشهور، ويتعامل مع مؤسسة ضخمة لرجل أعمال يوفر له الملايين لشراء اللاعبين حتى من لا يستحقون دفع أية أموال، في الوقت نفسه تطارد مذيعة شابة رجل الأعمال وتشكك في نوايا قيامه بإنشاء مستشفيات خيرية في وقت قياسي، قبل أن تضيع «السلسلة» من «بوشكاش» فيطارد المذيعة للحصول عليها ويكتشف أن رجل الاعمال يسرق مادة «الميلاتونين» من مخ الغلابة ويبيعه للقادرين فيخطط للإطاحة به، ويشارك في بطولة الفيلم «زينة» التي جاءت بديلة للبنانية «نور» التي رفضت استكمال الفيلم بعد رحيل المخرج «عمرو عرفة»، كذلك يشارك الفنان «أحمد راتب»، الذي جاء بديلاً ليوسف شعبان الذي انسحب هو الآخر، ويعد الفيلم التجربة الثالثة لمؤلفه «أحمد فهمي» والثانية لمخرجه «أحمد يسري» والتعاون الرابع على التوالي بين «محمد سعد» والمنتج «أحمد السبكي». وفيما لا يزال الحكم على الايرادات مبكرا، إلا أن المؤشرات تؤكد أن سعد سيحتل المركز الثالث بعد أحمد حلمي وعادل إمام، لكن هناك من يرى ان الإيرادات حتى لو زادت عن المتوقع، لا تعني تماسك محمد سعد في سباق القمة، وأن انهيار أسطورة «اللمبي» بات أمراً واقعاً، وهو الرأي الذي يرفضه الناقد ماجد رشدي ـ رئيس قسم الفن بأسبوعية صباح الخير ـ مؤكدا أنه لا يمكن الحكم على أي نجم كوميدي حاليا بالخروج من السباق لتعثر موسم أو أكثر، فدائما هناك فرصة لأي فنان للعودة للجمهور من جديد، لكن أزمة محمد سعد الحقيقية في عدم قدرته على تقبل الرأي الآخر، والثقة الشديدة في حب الجمهور له، وتلك الثقة سلاح ذو حدين، فمن الممكن أن يصاب الجمهور في اي وقت بالملل ولا يواصل مساندة نجمه المحبوب، ويضيف ماجد رشدي، أنه لم يكن مقبولا أن ينجز سعد فيلم «بوشكاش» في وقت قياسي رغم انسحاب المخرج الأول، فكان الافضل له الانتظار وتقديم عمل أقوى بدلاً من الإصرار على الوجود في موسم الصيف، وحول ما يتردد عن سيطرته الشديدة على مجريات الأمور داخل البلاتوه، يرى أن الصحافة تبالغ بشكل كبير في تلك الأخبار، لكن في الوقت نفسه لا دخان دون نار، وبالتأكيد يحرص سعد على المشاركة في كل التفاصيل، غير أن هذا الحرص يجب أن يكون «جماعيا» بمعنى أن يثق في مجموعة من المؤلفين والمخرجين تساعده على تقديم مضمون مختلف دون التنازل عن الطابع الكوميدي لأفلامه، لكن متابعة أفلامه السبعة التي قدمها على مدى سبع سنوات تؤكد بوضوح تشابه الخطوط الرئيسية إلى حد كبير حتى عندما تخلى عن طريقة نطق اللمبي في فيلمه الأخير «بوشكاش». من جهته يقول الناقد والسينارست وائل حمدي ان «محمد سعد» بات الآن واكثر من أي وقت مضى مطالبا بالحفاظ على موهبته الكبيرة التي لم يستغلها حتى الآن بالقدر الكافي، فلدى سعد قدرات تمثيلية هائلة لا يختلف عليها اثنان، لكنه يهدرها في التركيز على الشق الكوميدي والإضحاك بالجسد، دون الحرص على تقديم مضامين مميزة.