نجوم السينما ضيوف مسلسلات رمضان

عودة جديدة لـ «خالد صالح» بعد نجاح فيلمه «الريس عمر حرب»

مشهد من مسلسل «بعد الفراق» («الشرق الاوسط»)
TT

«بعد الفراق» مسلسل درامي جديد، للفنانة المصرية السينمائية هند صبري، التي تُتوّج أول إطلالة لها على الشاشة الصغيرة من خلال تعاونها مع المخرجة شيرين عادل. تلعب هند صبري دور البطولة إلى جانب نجم سينمائي آخر هو خالد صالح، الذي اعتلى أخيراً سلّم الشهرة بعد تقديمه لمجموعةٍ من الأفلام البارزة على غرار «الريّس عمر حرب»، و«هي فوضى»، و«حين ميسرة»، بالإضافة إلى لعبه دور البطولة في مسلسل «سلطان الغرام». تدور أحداث «بعد الفراق» بين إحدى القرى المصرية البسيطة النائية والعاصمة القاهرة، حيث ترصد الأحداث حياة الشاب «ناجي» الذي ينتقل من قريته الى القاهرة لدراسة الإعلام في الجامعة تاركاً وراءه حُبّ حياته «سكرة»، التي تعيش معاناتها الخاصة المتمثّلة في مواجهة أطماع عمّها الظالم وجشعه، حيث يستولي على أموالها ويتركها وحيدةً في مواجهة مصاعب الحياة، ما يدفعها للسفر بدورها إلى القاهرة والسعي لتحصيل لقمة عيشها من خلال العمل كخادمة في أحد المنازل. المسلسل سيعرض على شاشة «ام بي سي» التلفزيونية. وتعرض القناة عملين بدويين الاول «فنجان الدم»، الذي يلعب أدوار البطولة فيه نخبة من النجوم السوريين والعرب كجمال سليمان، وميساء مغربي، وعبد المحسن النمر، وباسم ياخور، وقصيّ خولي، وغسان مسعود، ونسرين طافش، وعبير شمس الدين، وسواهم. فيما يُدير العملية الإخراجية «الليث حجو»، الذي يُقدّم لنا صورةً بصريةً فنيّةً أخّاذة يُجسّد من خلالها رؤيته الجمالية لسحر البادية، ويُوَثّق الكثير من التفاصيل الحياتيّة لأهلها. أما مُجريات الحبكة الدرامية التي خطّتها أنامل عدنان العودة، فتتصاعد ضمن إطارٍ زمنيٍّ تاريخيٍّ عام، حيث تدور أحداث المسلسل في بداية القرن التاسع عشر، حين كان العثمانيون يبسطون سيطرتهم على معظم البلاد العربية، فيما كانت الصراعات دائرةً على جبهتين: الجبهة الأولى تجمع القبائل العربية من جهة والعثمانيين من الجهة الأخرى، والثانية تجمع بعض القبائل العربية في مواجهة بعضها بعضا. وفي خضمّ تلك الصراعات تتركّز الأحداث حول قبيلة المعيوف بشخوصها وأبطالها ووجهائها وشعرائها وملاحمها.

وبموازاة هذا الخطّ الدرامي الشيّق يدور العديد من الصراعات والأحداث التي تَصيغ بمُجمَلِها قصصاً أُخرى، كقصّة الحب المستحيلة التي تجمع بين فارس قبيلة النوري الجزاع الذي يلعب دوره «جمال سليمان» و«عليا» حسناء قبيلة المعيوف التي تجسّد شخصيتها «ميساء مغربي»، بالإضافة إلى قصة حب أخرى تجمع بين عرّافة قبيلة المعيوف «نسرين طافش» وعقيد القبيلة «بنيّة المحزّم». يُضاف إلى كلّ هذا وذاك التنافس الشعري بين الشاعر الصلبي الأعمش وشاعر المعيوف عباس حد النذر، ناهيك عن دخول المستشرق الانجليزي «السير جون سميث» على خطّ النار بعد أن يأتي البادية طالباً المعرفة والتوثيق، ويخرج منها خاطفاً زوجة الأعمش. والمسلسل الثاني هو «عيون عليا» الذي تدور أحداثه حول «عناد»، الشاب الفتيّ والفارس القويّ الذي لا تنقصه الشجاعة أو العلم، فضلاً عن وافر الاحترام الذي يكّنه له قومه وأفراد عشيرته. أما «عليا»، فامرأةٌ وافرة الجمال وعريقة الحسب. فهي ابنة شيخ قبيلتها، وإليها تتناهى مطامع الفرسان وشيوخ القبائل الذين يوفدون الرُسُل أملاً في الاقتران بها ونيل شرف النسب الرفيع وحظوة الزواج من فاتنة البادية. يلعب دور البطولة في هذه الملحمة البدوية الأصيلة كلٌّ من ياسر المصري «عناد»، صبا مبارك «عليا»، بالإضافة إلى محمد المجالي، وآخرين من نجوم الدراما العربية. ووسط تهافت عليّة القوم على طلب يدها، تؤثر «عليا» أن تصدّهم خائبين زاهدةً في الاقتران بأيٍّ منهم بعد أن تَعَلّق قلبها بالفارس العاشق «عناد» الذي يعقد العزم على خطبتها، فيرسل جاهةً كبيرةً لم تشهد البادية لها نظيراً من قبل، بحيث يصعب على أهلها أن يردّوا وجهاء الجاهة خائبين. هنا تبدأ الحبكة الدرامية بالتصاعد لتبلغ أوجها عندما يقرّر شقيق «عليا» اللجوء بأخته إلى شيخ إحدى القبائل البعيدة، فيستمهل القوم حتى يُسدِل الليل ستاره لينطلق بشقيقته تحت جنح الظلام معلناً بداية فصلٍ جديدٍ من فصول هذه الملحمة البدوية العريقة بكلّ ما فيها من أحداثٍ متسارعة ووقائع مشوّقة وصراعات دامية تستحضر الماضي الغابر بعبقه التراثيّ الفواح وأصالته التي لا تزال حاضرةً في أذهاننا وحيّةً في ضمائرنا. أما أكثر ما يميّز هذا العمل فيكمن في سرد القصة وتعاقب الأحداث، بالإضافة إلى الأداء المتقن للممثلين والحرفية العالية للمخرج حسن أبو شعيرة الذي نجح في استحياء أصالة البادية وتجسيدها في صورةٍ بصريةٍ حيّةٍ تحاكي قلوب المشاهدين وتحرّك أحاسيسهم بكلّ عفويةٍ وبراعة وحنين إلى البادية.