7 ملايين دولار ميزانية «صراع على الرمال» كأضخم مسلسل عربي من حيث التكلفة

يدور حول ملحمة «الحب» و«الحرب» بين قبيلتين سكنتا الجزيرة العربية في القرن الـ 18

جانب من المعارك التي نفذها مصمم المعارك الشهير ريكاردو لتكون أقرب إلى الواقع («الشرق الإوسط»)
TT

تراهن قناة دبي الفضائية على استقطاب ملايين المشاهدين خلال شهر رمضان المبارك، عبر مسلسل «صراع على الرمال» هو الأضخم إنتاجا في تاريخ المسلسلات العربية، حيث تم تحويل المعارك الدرامية إلى شبه حقيقية، في قصة خيالية وسط أحداث حقيقية، من خيال وأشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة حاكم دبي.

«صراع على الرمال» هو الأضخم من حيث التكلفة المادية على المستوى العربي، بحسب مسؤولي المسلسل، والذي سيبث حصريا على قناة دبي الفضائية، ولكن لا يفضل المشرفون على المسلسل الإعلان عن الرقم الذي بلغته ميزانية المسلسل. في الوقت الذي أكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن 7 ملايين دولار ضخت في هذا العمل الفني، وهو أعلى رقم في تاريخ الأعمال الفنية على الشاشة الصغيرة.

وتدور أحداث المسلسل، الأضخم من حيث حضور النجوم فيه والذي يصنف كملحمة عربية بدوية، في مطلع القرن الثامن عشر، إذ تشارك في تمثيل حلقاته نخبة من نجوم الفن العربي، منهم منى واصف وتيم الحسن وصبا مبارك وعبد المنعم عمايري ومحمد مفتاح من المغرب وحسن عويتي وباسل خياط ورنا الأبيض وقمر خلف ومهند قطيش وغيرهم، إذ يصل عدد الممثلين فيه الى أربعين شخصية درامية.

كتب سيناريو المسلسل الكاتب هاني السعدي، وبعدها تم تحويله إلى اللهجة البدوية عن طريق الفنان هشام كفارنة المختص في أعمال درامية كهذه.

تتناول تفاصيل العمل صراع الحب والحرب لقبيلتين رئيسيتين سكنتا أطراف شبه الجزيرة العربية إبان القرن الثامن عشر، حيث كان العثمانيون يسيطرون على هذه البلاد، ما يعطي هذا العمل فرادة في عرض بيئة لم تتطرق لها الدراما العربية من قبل. ولعل اللافت في هذا المسلسل أنه من إنتاج المكتب الإعلامي لحاكم دبي، وهنا يقول لـ«الشرق الأوسط» أحمد الشيخ المرافق الإعلامي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إن هذا العمل الفني سيغير الصورة النمطية عن الأعمال الفنية العربية.

ويضيف «يمضي هذا العمل بثقة من أجل التأسيس لصورة مختلفة لما كان سائدا فيما يخص أعمالا كهذه، وقد حقق حضورا إعلاميا فاعلا ومبكرا في وسائل الإعلام العربية لجهة العوامل الجذابة التي شاركت ببنائه وصناعته بهدف تقديمه كمادة درامية متكاملة». لكن لماذا هذه الخطوة التي تأتي من جهات عليا في دبي، يرد احمد الشيخ بالقول «نحن ننظر لهذه التجربة ببالغ الأهمية لأنها خطوتنا الأولى باتجاه تقديم الأفضل والمتميز، وقد سعينا منذ البداية لأن يكون هناك تفرد في التفاصيل التي ألفت معمار العمل الفني، ونرى أن هناك جهودا كبيرة في طاقم الإنتاج والإخراج والتمثيل وفي مجالات أخرى ساهمت في إيصال رسالتنا الفنية عبر بوابة صراع على الرمال الذي يعتبر باكورة إنتاج المكتب الإعلامي، والذي نقدمه للأسرة العربية آملين ان نكون قدمنا مادة مهمة فكريا وفنيا في شهر رمضان الكريم». المسلسل الملحمي «صراع على الرمال» أنهى جولة إعلامية جديدة، بدأت بنشر إعلانات العمل في شوارع دبي الرئيسية، والتي طالت معظم الإمارات الرئيسية في الدولة، كما شهدت العديد من العواصم العربية إعلانات بحجم العمل تمهيدا لعرضه على شاشة تلفزيون دبي حصريا. ويقول مسؤولو العمل إنه يخبئ مفاجآت من العيار الثقيل، فيما يصفها بعض النقاد والإعلاميين بأنها ستكون الأهم في تاريخ الدراما العربية لجهة الإنتاج والإخراج والخبرات العالمية التي تم الاعتماد عليها ضمن رؤية فنية وفكرية شاملة تضمنها العمل.

وفي حديث المخرج الفنان حاتم علي قال «تعاملت مع هذا العالم الجديد بمنطق مختلف يقوم على إعادة إنتاجه بكل تفاصيله الاجتماعية والاقتصادية، ورد الأحداث إلى زمان ومكان محددين، وانطلاقا من هذا يمكن اعتبار صراع على الرمال عملا تاريخيا لأن الأحداث تعود إلى القرن الثامن عشر إبان الاحتلال العثماني، في مكان معروف على أطراف شبه الجزيرة العربية، والعمل يطرح قضايا مهمة عبر معالجة فكرية وفنية غنية لشخصيات درامية مكتوبة على مستوى عال وبالتالي كل ذلك يحيلنا إلى تناول مختلف عما هو سائد بتحديد بيئة الزمان مكانيا وزمانيا».

ولكن إلى أي حد يمكن أن ينسب العمل إلى التاريخ، يضيف حاتم «ليست لدينا وثائق تاريخية دقيقة مائة في المائة عن تلك المرحلة، سبق وأشرت لهذا الأمر، ولكن هناك مدونات شفهية أو مكتوبة عن تلك المرحلة، وأزعم أن العمل الفني يثير بخياله وصناعته جوانب مقاربة، وأجد أن المنطق الفني لعمل صراع على الرمال يجعله يختلف عن شكل ومحتوى الأعمال البدوية التي قدمت في مراحل مختلفة».

النجم الشاب تيم حسن، والمعروف أنه شريك أعمال حاتم علي الاخيرة، يقدم شخصية فهد وهو الشخصية المحورية في هذا العمل، ويقول إن الذي جذبه إلى هذا العمل بدرجة أساسية الشخصية المكتوبة بعناية، والتجربة الإنتاجية التي تعتبر مثالا يحتذى في الأعمال العربية، ولا بد من الحديث عن أهمية هذه التجربة إنتاجيا بمحاذاة الحديث عنها فنيا وفكريا. وتقف الفنانة الأردنية صبا مبارك، التي تقوم بدور الهنوف، على مسافة واحدة من فهد في هذا العمل حينما تلعب دور عشيقته وتقع فريسة صراع الحب والحرب لتكون طرفا رئيسيا في العقدة المحورية للعمل، والخط الرئيسي في علاقة الحب الموازية للصراع بشكل أو بآخر، لذا تبرز صبا كشخصية الهنوف في تحد لعرض كل وجوه الشخصية وتفاصيلها في العمل.

واعتمد إنتاج العمل على الخبرات الإسبانية الاستثنائية في تنفيذ المعارك الحربية التي جمعت القبائل العربية في القصة، وقد تم إحضار أهم الخيول العالمية وأمهر الفرسان الذين سبق وقدموا أفلاما وتجارب عالمية كبيرة في أعمال تاريخية اشتهرت بمعاركها الكبيرة، لتنفيذ معارك «صراع على الرمال» على أكمل وجه، الأمر الذي تحدث عنه مصمم المعارك الاسباني الشهير ريكاردو كروز الذي صمم معارك أفلام كثيرة منها «Gladiator» و«Last samurai»، مشيرا الى أنه فوجئ بالإمكانيات الفنية العالية الموجودة في هذا العمل، ومشيدا بالوقت نفسه بإنتاج العمل الذي وفر أرضية متميزة لمسلسل درامي كبير، وما حققه في هذا العمل التلفزيوني الذي يقارب النتائج أثمرت عنها أعمال عالمية كثيرة. وهنا يعترف حاتم علي بأنه تعامل مع أمهر الطاقات العالمية في هذا المجال، وهذا يمهد لصيغة جديدة في التعاطي مع المعركة في العمل التاريخي، لدرجة أن المشاهد سيدهش من وقوع الفارس مع الحصان ثم نهوضهما ثانية، وسيكون أمام دهشة أكبر عندما تخرج الخيول وقد امتطاها الفرسان من حفر مغطاة بالرمل لمفاجأة العدو. ويشرف ريكاردو مدرب الخيول ومصمم المعارك الشهير على تدريب الخيول، وهو يمتلك في إسطبلاته التي تجمع أهم الخيول في العالم ما يزيد عن المائة وخمسين حصانا مدربا تدريبا تقنيا على خوض المعارك، منها أربعون حصانا شارك في أعمال سينمائية عالمية، ناهيك من ألف كومبارس سيشكلون المحور الأساسي في المعارك التي ستجري في هذا العمل والتي سيراها المشاهد العربي خلال شهر رمضان المبارك على شاشة تلفزيون دبي.