ملحم زين: هناك مطربون يبحثون عن الثراء ومدة صلاحيتي لم تنته

بعد أن تزوج ابنة علي سالم البيض.. يتذكر نصيحة الراحل رفيق الحريري

ملحم زين («الشرق الإوسط»)
TT

تغيب مرة جديدة الاغنية المصرية عن العمل الغنائي الجديد للمطرب ملحم زين الذي يستعد لطرحه في الاسواق في عيد الفطر المقبل.

ويؤكد زين ان هذا الغياب ليس مقصوداً لانه ينوي في شريطه المقبل ادخال الاغنيتين المصرية والخليجية معاً. ورأى ان المصريين ورغم عدم معرفتهم جيداً باللهجة اللبنانية الا انهم يستمتعون بسماعها. وعندما يحين الوقت سيتعاون مع الملحنين وليد سعد وصلاح الشرنوبي لانهما يمثلان بالنسبة إليه جوهر الاغنية المصرية الحديثة والمخضرمة. وملحم الذي وقف على مسرح دار الاوبرا المصرية أكد انه لاقى تجاوباً كبيراً من الحضور الذي ردد معه أجمل أغانيه اللبنانية مثل «أنت مشيتي» «بدي حبك» وغيرهما. ويتضمن شريطه الجديد أغاني منوعة فيها الدبكة اللبنانية، والمواويل إضافة الى الاغنية الرومانسية التي اشتهر بها. وقد تعاون فيه مع عدد من الملحنين اللبنانيين بينهم وسام الامير، سمير صفير وهشام يوسف. ويستعد لتصوير اغنية «علوّة» مع المخرج سعيد الماروق.

وملحم الذي تخرّج في برنامج الهواة «سوبر ستار» عام 2002 لم يعد يجد الوقت الكافي لمتابعته الا في أوقات فراغه وهو معجب بأصوات الليبي أيمن الاعتر والاماراتي حكم الحكمي اضافة الى السورية شهد برمده التي برهنت على موهبة لا يستهان بها في الغناء الطربي. واعتبر ان ظهوره في البرنامج عام 2002 بلا شك ساهم ـ في ـ انطلاقته وأن الفرصة ممكن ان تسنح للشخص في اي مكان وعليه ان يعرف كيف يغتنمها.

وعن النصيحة التي أسديت إليه في بداياته وما زال يتذكرها قال: «لا أنسى أبداً ما قاله لي الرئيس الراحل رفيق الحريري عندما التقيته اثر تخرجي في البرنامج وهو التحلي بالتواضع والتقرب من الناس قدر الامكان فهما حسب رأيه رأسمال الفنان أو أي شخص يقف تحت الاضواء، فالناس هم ميزان الشهرة والتواضع هو غذاء لاستمرارها».

وأكد أن طعم النجومية حلو ولكنه مؤقت. وأقرّ بأنه ما زال في بداية الطريق وينتظره الكثير رغم وقوفه على أهم المسارح في لبنان والعالم. فقد شارك في مهرجانات بعلبك وفي مهرجان الاغنية العربية في مصر ووقف على مسرح الالبرت هول في لندن. وأوضح ان العزّ الذي تسببه النجومية لصاحبها اليوم بات يتعلق مباشرة بأغنية، فأحياناً ومن لا شيء نرى أحدهم ينطلق بلحظة من خلال أغنية فيتحول نجماً بين ليلة وضحاها، وعما اذا كان يعتبر هناك تاريخ انتهاء صلاحية لمشوار المطرب رد زين ان السن لا شك يلعب دوره، وعندما ينتهي دوري يحين دور آخر ليس لان مدة صلاحيتي انتهت، بل لان هذه سنة الحياة، وأنا أدرك هذا الامر وأعلم أنه سيأتي الوقت الذي أتنحى فيه. واوضح انه حاليا لا يفكر ابدا بالابتعاد عن عالم الفن او الاعتدال كما احب البعض ان يشيع في خطوة منهم لمحاربته، فالغناء هو عنصر قوة بالنسبة إليه وما زال في بداياته وامامه الكثير لانجازه.

وعما اذا كان يفضل لو عايش زمنا فنيا غير الحالي اكد ان عصر الاغنية الراقية مع بليغ حمدي وامثاله هو الذي كان يتمنى ان يغني فيه. لماذا؟ «لان الفن اليوم تسوده المادة فاصبح تجارة اكثر من اي شيء آخر، والذنب يقع مشتركاً على المطرب والجمهور وشركات الانتاج التي تروج لهذا النوع من الغناء».

ووجه ملحم زين عتبه الكبير للقيمين على تبني المواهب الفنية مشيرا الى ان هناك كما لا يستهان به من اصحاب الاصوات الجميلة لا يلاقون دعما، فهناك حسب رأيه اهمال ملحوظ في هذا المجال. واعتبر ملحم زين ان شريحة من المطربين اليوم تلهث وراء الثراء السريع واللافت انهم يحققونه ولكن ليس من الغناء فقط، «فامرهم مشكوك فيه مع الاسف». واشار الى ان المال ليس سوى وسيلة للعيش ليس اكثر، وان الفقر لا يقاس بالمبالغ التي يملكها الشخص بل في العقل وطريقة التفكير واصفا نفسه بالمطرب «المستورة معه» موضحا انه يؤمن بالقول حسب نياتكم ترزقون وكل يحصد ما يستاهله. ملمحا الى انه يوما ما سيزاول عملا آخر الى جانب الغناء وهو تجارة العقارات.

وقال ان اكثر ما يخافه في حياته هو ان يحتاج الى احدهم يوما، واي شيء آخر في مجال الفن لم يعد يخيفه فهو قطع برأيه هذه المرحلة وبات محصنا بشكل جيد تجاه الاغراءات التي تقدم للمطرب على طبق من فضة. وعما اذا كان يشعر بالضعف يوما امامها او شك في قدرته على التغلب عليها، اكد ان تربيته ضمن عائلة متواضعة زودته بسلاح قوي واجه فيه كل هذه التحديات المادية.

ويعتبر ملحم زين من الفنانين القلائل الذين استغنوا عن مدير الاعمال، فأوضح ان هذه المهنة يجب ان يسمّى صاحبها مدبّر اعمال لانه يدير عمل المطرب وينظمه ليس اكثر فادارة الاعمال اخذت حجما اكثر مما تستحقه لان السوق اغنية، وهي التي تتكفل باستمرار المطرب.

وانتقد زين المطربين الذين يبالغون في ادخال تغييرات على شكلهم الخارجي اي «اللوك» مستشهدا بعمالقة الفن الذين لم يلجأوا يوما الى تغيير تسريحتهم او مظهرهم الخارجي لارضاء جمهورهم، قائلا: «تخيلوا مثلا محمد عبده مغيرا اللوك او حسين الجسمي، فالمشكلة عند الفنان تكمن داخله وليس في شكله الخارجي. والاهم ان لا يضيعوا في هذه الشكليات وينسوا اذن المستمع».

ورأى ان البعض ينتقد صراحته وهو يعتبر ذلك اطراء لانه يقول الحق ولا يوارب وان اكثر من يخافه فنانات الصابون، لكنه على مسافة من الجميع وقلة من المطربين هم اصدقاؤه امثال عاصي الحلاني، نانسي عجرم، صابر الرباعي، معين شريف ونجوى كرم. وقال: «انتقدت مرة كلام اغنية فارس كرم عن التنورة منوها بوجوب غناء الكلمة الراقية فانزعج مني». وتحدث ملحم عن خطوة الزواج الذي اقدم عليه اخيرا، اذ وجد نصفه الآخر مع تماني البيض ابنة الرئيس الاسبق لليمن الجنوبي ـ آنذاك ـ علي سالم البيض مؤكداً انه مرتاح لهذه الخطوة، خصوصا ان زوجته لا علاقة لها بالفن لا من بعيد ولا من قريب، وهو الامر الذي يشعره بالطمأنينة وبإمكانية بناء عائلة صحيحة. وقال ان تماني ابنة البيت السياسي تتمتع بثقافة وخلفية مغايرة عن الفتاة العادية وأن أحاديثهما في المنزل تختلف عن غيرها، وهي شاملة. فيها نقاش وحماس، وسياسية بامتياز قد تجره يوماً ما الى معتركها. والمعروف ان حفل زواجه اقيم في سلطنة عمان قبل أشهر وكان حفلا اشبه بحفل زفاف اسطوري شارك فيه نجوم الغناء الخليجي والعربي.

وختم بالقول: «انا راض عما حققته حتى الآن ولمن راهن على اعتزالي أقول له لم ولن أفكر في الموضوع حالياً انا باق في الساحة وأحب الغناء. ولمن اعتبر زواجي موضوعا ماديا بحتا أقول له لست في حاجة الى المال ولم يكن ينقصني قبل زواجي وهدفي بناء عائلة وأن أرزق أطفالاً».