الدراما التونسية نكهة مختلفة في رمضان

مواضيع اجتماعية طاغية ولاعب كرة قدم يمثل لأول مرة...

TT

غالبا ما تستعيد القنوات التلفزية التونسية جانبا مهما من المشاهدين خلال شهر رمضان، لذلك تكون المنافسة على أشدها بين الوجوه المسرحية والتلفزيونية للفوز بأحد الأدوار المهمة التي تجلب النجاح والانتشار وهو ما يحفز الجميع على إعطاء ما لديهم من قدرات... وتلعب البرمجة دورا هاما في النجاح لذلك يسعى الممثلون إلى أن تكون مسلسلاتهم التلفزيونية خلال ذروة المشاهدة التي عادة ما تكون الفترة التي تلي الإفطار مباشرة... وخلال شهر رمضان الحالي تتنافس ثلاثة مسلسلات تونسية على شد انتباه المشاهد التونسي أولا ولم لا العربي طالما أن القنوات التونسية الثلاث هي قنوات فضائية... وقد اختارت القناة التلفزية التونسية تونس7 الحكومية مسلسل «المكتوب» الذي سيكون في 30 حلقة وينتجه ويخرجه المنشط التونسي سمي الفهري الذي عرفه الجمهور التونسي في برنامج «آخر قرار» و«دليلك ملك» ويقوم بأدواره الرئيسية «صلاح مصدق» و«درة زروق» و«آمال سفطة» ومن المنتظر أن يشد الانتباه إليه باعتبار المواضيع الاجتماعية التي سيخوض فيها وهو يطرح جوانب مختلفة من حكايات مكتوب الزواج والعمل والحب والحياة... ويروي المسلسل بذلك مشاكل الطبقة الثرية ومشاكل المخدرات والطلاق وقد كتب النص الطاهر الفازع المعروف بمهارته في تناول المواضيع الاجتماعية... وكمحاولة دعائية للمسلسل أشرك المنتج اللاعب الدولي التونسي راضي الجعايدي لاعب فريق «بولتون» الانجليزي، في احد الأدوار وهي محاولة ذكية قد تجلب الكثير من المشاهدين للتعرف على اللاعب في غير ملاعب كرة القدم...

وتضم قائمة الانتاجات الدرامية التونسية مسلسل «صيد الريم» الذي سيقع بثه على قناة 21 الفضائية الحكومية وهو يطرح مواضيع اجتماعية بالأساس وقد الفته رفيقة بوجدي التي الفت في السابق مسلسل «الليالي البيض» وعرف نجاحا جيدا خلال النصف الثاني من شهر رمضان الماضي... وتدور أحداث المسلسل في مصنع للخياطة ويقوم بادوار البطولة فيه فتحي الهداوي ورؤوف بن عمر ودليلة المفتاحي ونعيمة الجاني ومنية الورتاني وعبد العزيز المحرزي وغيرهم من الممثلين التونسيين... ويسلط المسلسل الأضواء على ما يعرف في الوسط التونسي بـ«بنات المعمل» وهي الفئة الاجتماعية التي تقع عليها أعباء إنتاج المصانع وخياطة الملابس الموجهة للتصدير ووسط هذا العالم تعيش العانس الباحثة عن زوج والفتاة الباحثة عن النميمة وتلك التي تسعى لاستغلال جمالها في إغواء صاحب المصنع والاستفادة من وضعيتها تلك... فما بالك إذا كان صاحب المصنع صائد ريم ماهرا لم يغرم سوى باصطياد الغزلان الآدمية... المسلسل يراوح بين حلاوة الحياة ودوامة الانتقام...

وسيكون عنوان المسلسل الثالث الذي سيبث على قناة21 الفضائية الحكومية «بين الثنايا» وهو من إنتاج مؤسسة التلفزة التونسية وإخراج الحبيب المسلماني... وتم تصوير هذا المسلسل بين تونس العاصمة وعين دراهم وزغوان وطبرقة وتدور أحداثه بين الريف والمدينة ويقوم ببطولته حسين المحنوش ودليلة المفتاحي ويونس الفارحي وعزيزة بولبيار وغيرهم من الممثلين... ويتناول المسلسل مجموعة من القضايا الاجتماعية أهمها الميراث والتنازع على الأرض إضافة لرصده مجموعة من المواضيع الجانبية ذات الأهمية من بينها أحلام الشباب وحياة العاملات في معمل للخياطة الذي يبدو انه قد جلب إليه الكثير من الاهتمام لاعتبار المعاناة الاجتماعية والاقتصادية لفئة العاملات في مصانع الخياطة من استغلال مادي ونفسي واجتماعي...

وتواصل سلسلة «شوفلي حل» موجة النجاح المنقطع النظير الذي حققته منذ سنوات بعرضها لمواقف طريفة يعيشها السبوعي ورفاقه وستنتقل العائلة إلى احد الأحياء الراقية بالعاصمة التونسية وهو ما يجعلها تعيش صعوبات على مستوى الاندماج داخل محيطها الجديد... ويمكن اعتبار «شوفلي حل» طبقا رئيسيا تعود عليه التونسيون مع المائدة الرمضانية...

وبالمقارنة مع القنوات التونسية الفضائية المملوكة للحكومة والتي راهنت على المواضيع الاجتماعية، فان القناة التلفزية الخاصة «حنبعل» ستراهن خلال شهر رمضان على الفكاهة واختارت بذلك تقديم مجموعة هامة من المسلسلات الفكاهية مثل«حنبعل في حومتنا» الذي تدور أحداثه هذه السنة في المستوصفات والملاعب والأسواق... وتبث القناة كذلك سلسلة «بالمقلوب» وهي سلسلة هزلية من تقديم الفكاهي المعروف جلول الجلاصي ونص الفنان مقداد السهيلي... كما تقترح قناة «حنبعل» من ناحية أخرى سلسلة «شوفلي الشاف» في منافسة غير صريحة مع سلسلة «شوفلي حل» الاجتماعية التي اكتسحت جمهور المتفرجين وأصبحت بمثابة الطبق الرئيسي خلال شهر رمضان كما يجمع على ذلك جميع المتابعين للإنتاج الرمضاني... وتجمع سلسلة «شوفلي الشاف» بين إكرام عزوز وعزوز الشناوي وتقدم مواقف طريفة في رحلة البحث عن عمل... وتؤثث البرمجة من ناحية أخرى بسلسلة «الكاميرا الخفية» التي لا تختفي خلال شهر الصيام...