الزعيم

TT

شاهدت أخيرا الفيلم الاخير لزعيم الممثلين العرب النجم عادل امام «حسن ومرقص» والذي شاركه البطولة فيه الممثل العالمي عمر الشريف. وبغض النظر عن المستوى الفني للفيلم او صيغته الدرامية بتكرار قوالب تقليدية اصبحت سمات ثابتة لطبيعة الفيلم المصري، فإن الفيلم كان طريفا في فكرته وجيدا في هدفه وموضوعه. والرسالة التي اراد ان يوصلها هي الدعوة للتسامح وإذابة كل الهويات من اجل تكريس الهوية الوطنية الواحدة في نظرة علمانية معتدلة أثارت جدلا منذ بدايات تصوير الفيلم عند رجالات الدين في كلا الطرفين الاسلامي والمسيحي. وهذا برأيي ما أعطى الفيلم كبير أهمية وأكد على مكانة عادل امام كأيقونة سينمائية عربية استحق فيها زعامته. والحديث هنا ليس متعلقا بأداء عادل امام او قدرته في تجسيد الشخصيات، فهو هنا لا يبدو لافتا ومميزا بشكل كبير بقدر احد معاصريه كالراحل أحمد زكي مثلا او بعض ممثلي الجيل الجديد مثل خالد صالح وخالد الصاوي، وان كان عادل امام قدم في فيلمه «عمارة يعقوبيان» اداء استثنائيا في تاريخه السينمائي. انما يتجه الحديث الى عادل امام كفنان سينمائي حقيقي استطاع ان يتمثل دوره السينمائي ويقدم رسائله المتتالية منذ بدايته قبل اكثر من ثلاثين عاما من خلال طرح الكثير من قضايا المجتمع ومشاكل الفرد المصري بجرأته وأسلوبه الكوميدي المتفرد وسبقه الدائم في مواجهة الاشكاليات المتجددة وقضايا الصراعات السياسية مهما استلزم موقفه من خطورة ومواجهة كما هو موقفه من موجة الارهاب والعمليات الاجرامية التي كانت قد تصاعدت في فترة التسعينات الميلادية في مصر.

من جهة اخرى يمكن ملاحظة ان الفنان عادل امام ربما هو الوحيد من مشاهير جيله الذي بقي مخلصا للسينما يقدم اعماله السنوية فيها دون ان ينجرف الى موجة المسلسلات التلفزيونية في القنوات الفضائية لإعادة أضواء الشهرة او الهرب من مواجهة ممثلي الجيل الشبابي الجديد والكوميدي خاصة، الذين يتتابعون كل سنة في مزاحمة قوية حول شباك التذاكر من دون ان يستطيعوا القرب من مكانة الزعيم الذي بقي منذ ان بدأ أواخر السبعينات وحتى هذا اليوم الاقدر على اضحاك المواطن العربي.

[email protected]