ماراثون أفلام العيد: شغب سياسي وتوليفة كوميدية تتسابق على شباك التذاكر

المنتجون والموزعون على موعد لعرض أعمالهم بعد أن فاتتهم فرصة اللحاق بركب الموسم الصيفي

ملصقات ومشاهد من افلام تطرح خلال موسم عيد الفطر المبارك («الشرق الإوسط»)
TT

ما بين الشغب السياسي والتوليفة الكوميدية، ومع انفضاض دورة السباق التلفزيوني التي استمر صخبها طيلة أيام وليالي رمضان، بدأت أفلام العيد السباق على شباك التذاكر. ففي غضون الأيام القلائل المقبلة تفتح دور العرض السينمائي في مصر أبوابها على مصراعيها لاستقبال مارثون عيد الفطر السينمائي، وهو الموسم الثاني الذي يشهد إقبالا من المنتجين والموزعين على عرض أعمالهم فيه، بخاصة بعد أن فاتتهم فرصة اللحاق بركب الموسم الصيفي الذي يعتبر تميمة الحظ لكل النجوم والنجمات.

شغب سياسي ووهم الديمقراطية: يشهد هذا السباق تنافسا من نوع خاص، يرجع في المقام الأول إلى عدم وجود نجم الشباك كما هو متعارف عليه في كل المواسم، لكن على الجانب الآخر يتميز هذا الموسم بتنوعه ما بين الكوميدي والسياسي والاجتماعي ويأتي على رأس القائمة الفنان الشاب أحمد عيد الذي يدخل هذا السباق منتجا وفنانا معلقا آماله وطموحاته على أن يمحو من ذاكرة جمهوره فشل آخر أفلامه السينمائية «خليك في حالك». هذا المطمح تشكل نافذته فيلمه «رامي الاعتصامي» الذي يشارك في بطولته بالإضافة إلى عيد الفنانة الشابة ايتن عامر في أولى تجاربها السينمائية وريكو ولانا سعيد وشريف حمدي على أن يقوم بأغنية البرومو الفنان الشاب هيثم سعيد.

حول هذه التجربة قال احمد عيد لـ«الشرق الأوسط» إن الفيلم لا تتمحور إجمالي قصته حول الاضرابات والاعتصامات كما يخيل للبعض من الجمهور، لكن الاعتصام قصة داخل الأحداث نفسها حيث أجسد شخصية رامي وهو شاب من طبقة أرستقراطية يقع في حب فتاة من طرف واحد ويبحث عن وسيلة للفت نظرها فلا يجد سوى تكوين جروب على «الفيس بوك» يدعو فيه إلى تغيير ألوان علم مصر، وهو ما يشد انتباهها إلى هذه الشخصية الغريبة التي تجرأت وطالبت بذلك علانية وذلك في إشارة واضحة إلى الحرية والديمقراطية التي قد نتوهم أننا نعيش في ظلها.

أحداث كروية بتوليفة سينمائية: وفي سابقة تعتبر الأولى من نوعها وبعد تكرار أحداث الشغب التي تسيطر دائما على مباريات قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك قرر المؤلف عصام حلمي الاستعانة بعدد من لاعبي الفريقين للمشاركة في مباراة لكن هذه المرة ليست كروية بل سينمائية، ويقع على رأس المشاركين من لاعبي كرة القدم جمال حمزة وعمرو زكى وخالد بيبو ومحمد شوقي وأحمد سمير فرج وعصام الحضري والإخراج لأشرف فايق، الذي صرح لـ «الشرق الأوسط» موضحا أن الزمهلاوية يناقش قضية التعصب بين جماهير فريقي الأهلي والزمالك بشكل كوميدي، وضرورة التمسك بالروح الرياضية، يدعم ذلك ثلاث أغان بالفيلم أولها «أمي أهلوية وأبويا زملكاوي» للمطرب الشعبي أبو جريشة كلمات وألحان عزيز الشافعي وأغنية «اللي يوقف الأهلي» وهي دويتو بين ريكو وهدى كلمات أيمن بهجت قمر وألحان محمود طلعت، أما أغنية نهاية الفيلم «لو أيدي في أيد أخويا» فيغنيها إيهاب توفيق كلمات أيمن بهجت قمر وألحان محمد يحيى. وأضاف فايق انه حرص على عنصر المصداقية في الفيلم لذا فقد لجأ لتصوير آخر مشاهد العمل داخل إستاد القاهرة وللعلم من خلال الزمهلاوية أيضا والكلام لا يزال على لسان المخرج أحببت أن أوجه رسالة إلى الجمهور وأقول لهم ان لاعبي الأهلي والزمالك بعيدا عن الملعب وأجواء المنافسة أصدقاء لأبعد حدود، وهو ما سيتضح من خلال الأحداث التي يشارك في بطولتها عزت أبو عوف وصلاح عبد الله وهالة فاخر وانتصار وبشرى ونرمين ماهر ولارا وطلعت زين ووحيد سيف وحسن مصطفى وأحمد عزمي الذي يدخل السباق أيضا بفيلم آخر ألا وهو «قبلات مسروقة» الذي سبق وشارك في مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الرابعة والعشرين بعد استبعاد الفيلم المغربي «لولا» بعد ما أشيع بشأن إساءته لمصر.

قبلات مسروقة: وعن قصة الفيلم أكد المخرج خالد الحجر لـ «الشرق الأوسط» إنه يتناول بشكل مقنن مفهوم الجنس عند الشباب وكيف أن الكثير منهم لا يعي المعنى الحقيقي له وارتباط هذا المفهوم بالظروف الاقتصادية السيئة التي نعاني منها مما يؤدي في النهاية إلى إصابة الشباب والمجتمع ككل بالكبت الذي كما يقال مولد للانفجار وذلك من خلال تجربة ثلاثة شبان وأربع بنات تجمعهم زمالة في الجامعة ويمثلون أربع قصص منفصلة، ويعكسون طبقات مختلفة من المجتمع المصري.

يشارك في «قبلات مسروقة» الممثلة يسرا اللوزي في ثاني تجاربها السينمائية بعد فيلمها الأول «إسكندرية نيويورك» مع المخرج الراحل يوسف شاهين كذلك يشارك التونسية درة وأروى ومحمد كريم وباسم سمرة وراندا البحيري.

رامز ومحاولة تعويض الفشل: وفي ثاني تجاربه السينمائية كبطل بعد تجربته الأولى «أحلام الفتى الطائش» مع نيللي كريم وحسن حسني يعود الممثل الشاب رامز جلال هذا الموسم من خلال فيلمه «شبه منحرف» إخراج وليد محمود وحول هذا العمل أكد رامز لـ «الشرق الأوسط» أن نوع الكوميديا في هذا العمل مختلفة وان عدم تحقيق فيلمي الأول كبطولة النجاح الكبير يرجع إلى أنني لا زلت في الخطوات الأولى كبطل، وبالتأكيد ارتكبت أخطاء غير مقصودة حاولت تداركها مع هذا الفيلم الذي فيه أجسد شخصية مطرب بإحدى الفرق الشعبية والتقى بإحدى الفتيات (زينة) وأقع فجأة في حبها مما يعرضني للكثير من المشاكل.

يشارك رامز البطولة كل من النجوم زينة وحسن حسني الذي يدخل هذا السباق أيضا بفيلمه «آخر كلام» بمشاركة المطربة اللبنانية مادلين مطر في أولى تجاربها السينمائية بمصر. والفيلم تأليف محمد حفظي وإخراج أكرم فريد.

آخر كلام تدور أحداثه حول فتاة تحب الغناء لكن والدها الأستاذ الجامعي المتزمت يمنعها من تحقيق حلمها في أن تصبح مطربة مشهورة، لكنها تصر على تحقيق حلمها بمساعدة شقيقها وشقيقتها. تتصاعد أحداث الفيلم في إطار كوميدي يشارك في بطولته كذلك الطفلة منه عرفة.

إثارة وغموض: وعلى نفس نهج أفلام «أوقات فراغ» و«كامب» و«ماجيك» والتي شهدت بطولات جماعية لمجموعه شباب لأول مرة على الشاشة السينمائية سار فيلم «كاريكوي» للممثلين الشباب: شريف مكاوي وبهاء الكافي، حسن الرداد، صفا تاج الدين عن قصة للمؤلف أحمد عيسى، والإخراج لأحمد عويس الذي أشار لـ «الشرق الأوسط» بأن قصة الفيلم تحمل توليفة اجتماعية من أبرزها مشاكل الشباب كالبطالة والعنوسة التي تشكل خطرا داهما على مسيرته ومشواره، وأن على كل شاب لا يعمل أن يبحث عن فرصة عمل مهما كانت مكانتها لأن ذلك أفضل كثيرا من الإحباطات التي ستداهمه لو جلس بلا عمل.

وفي إطار أفلام الإثارة والغموض يدخل أخيرا فيلم «زي النهاردة» هذا السباق السينمائي بمشاركة كل من الفنانين بسمة وأحمد الفيشاوي ونبيل عيسى، وآسر ياسين وأروى جودة للمؤلف والمخرج عمرو سلامة الذي أكد أن الأحداث تدور في مناخ من الإثارة والغموض في إطار اجتماعي تشويقي حول شخصية فتاة تؤمن بالقدريات والعلامات التي تؤثر في حياتها، وكيف أن إيمانها بكل هذه الأشياء يؤثر إلى حد كبير في علاقتها بخطيبها وشقيقها المدمن.