أحمد راتب.. تلميذ تفوق على الأساتذة

قال عنه الفنان عادل إمام: «إنه يستحق جائزة الأوسكار»

الفنان احمد راتب
TT

عندما يقول فنان بحجم عادل إمام عن الفنان أحمد راتب بأنه أدى مشهداً يستحق الأوسكار، فهي شهادة لا تعكس فقط علاقة راتب الجيدة مع زملائه من جيله والأجيال الأخرى، لكنها تؤكد أن طريقة أدائه، سواء كانت التراجيدية أو الكوميدية لافتة للانتباه وتستحق الأوسكار لكن الأوسكار هنا لم يأت من هوليود التي لا تعترف بالمواهب العربية، وإنما من الجمهور العربي الذي يعرف كيف يقيم تلك المواهب حتى لو كانت الصحافة ووسائل الإعلام تتغافل عن ذلك للاهتمام فقط بالنجوم اللامعين. المشهد الذي قصده عادل إمام كان مونولوج الفضفضة الذي ألقاه راتب في فيلم الإرهاب والكباب ليلخص في دقيقتين وبتركيز شديد لماذا تحول من مجند بالجيش إلى ماسح أحذية وكيف خذلته العدالة مرتين، لكن هذا المشهد هو واحد من وضمات عديدة في مشوار الممثل الذي يؤكد في أعماله الأخيرة كم الخبرة التي يضيفها لادائه التمثيلي، صحيح أنه احيانا يشارك في مسلسلات وأعمال أقل من موهبته، فيؤديها بسهولة من دون إضافة، لكن هذه هي سنة السوق الفني التي من الصعب على فنان مطلوب من المنتجين أن يرفضها، غير أن راتب يعوض تلك الأعمال، بمسلسلات وأفلام أخرى يلفت من خلالها الانتباه كلما ظن البعض أنه وصل لمرحلة الأداء العادي، على سبيل المثال لا الحصر جاء دور عبدون فتوة الحارة في مسلسل نسيم الروح نموذجاً لقدرة احمد راتب على الإضافة المؤثرة لشخصية طالما ظهرت على شاشة التلفزيون، فالفتوة في هذا المسلسل كان مختلفا، عن كل فتوات الدراما المصرية، ونجح راتب في تكوين ثنائي مع الفنان السوري أيمن زيدان ليرتفعا بالعمل فنياً درجات إلى أعلى ويكونا مثالا لباقي الشباب المشاركين وبعضهم أعطته الصحافة رسميا لقب نجم أياً كانت موهبته على أرض التصوير، وكان راتب قد وقف أيضاً أمام جمال سليمان في أولاد الليل ونجح في لفت الانتباه لشخصية، لكن النصاب البورسعيدي في مسلسل لم يجذب الانتباه بشكل كبير ليخرج راتب بمفرده فائزاً في مقالات النقاد، لكن مع يحيى الفخراني كانت له وقفة أفضل من خلال شخصية رضوان الكومي المدرس الفقير الذي استغل الحملة الانتخابية ليصبح في غضون سنوات من أثرياء القاهرة قبل أن يعود من جديد إلى القرية وقد خسر كل شيء. وكان راتب قد استعاد الكثير من وجوده التلفزيوني قبل خمس سنوات تقريبا عندما قدم شخصية الكفيف في مسلسل خيال الظل ليفرد حضوره بعد ذلك على الساحة التلفزيونية لدرجة أن معدل مسلسلاته سنوياً لا يقل عن خمسة مسلسلات، وفي رمضان الماضي أطل أحمد راتب في مسلسلات نسيم الروح، والفنار، وشريف ونص وهاي سكول وعادت القلوب وطريق الخوف.

على مستوى السينما شكل راتب عنصرا أساسيا في كل أفلام عادل إمام، حتى تلك التي لم يكن بطلا فيها، كان الزعيم يستعين به في الأدوار التي لا يؤديها إلا هو مثل فيلم المنسي عندما قدم شخصية زميله في مكان العمل الذي يراه في بداية الفيلم ويعود له في المشهد الأخير، كذلك في فيلم طيور الظلام قدم شخصية زميل الجامعة الذي ظل مثالياً رغم كل شيء، وشارك راتب عادل إمام في أكثر من 20 فيلما، أحدثها السفارة في العمارة في دور المحامي، وعمارة يعقوبيان في دور الخادم الذي يسعى مع شقيقه للاستيلاء على ما تبقى من ثروة زكي الدسوقي أو عادل إمام. لكن نجاح راتب في الآونة الاخيرة فرضه على أفلام النجوم الجدد، لتتم الاستعانة به في العديد من الأدوار التي تتطلب ممثلاً مخضرماً، حيث شارك في فيلم الأولة في الغرام بشخصية مولانا، والحياة منتهى اللذة في شخصية زوج خادمة البطلة، وفيلم الحاسة السابعة في شخصية المنجم ومطب صناعي في دور والد أحمد حلمي، وفيلم كابتن هيما مع تامر حسني، وفيلم بوشكاش مع محمد سعد، ويعرض له قريباً فيلم رامي الاعتصامي الذي يقدم فيه شخصية رئيس وزراء للمرة الأولى. كما بدأ مؤخراً تصوير أفلام «المش مهندس حسن» مع محمد رجب والمخرجة منال الصيفي، وفيلم «ابقى قابلني» مع سعد الصغير وحسن حسني. وكان بداية راتب الحقيقية على خشبة المسرح، حيث تعلم الكثير من أساتذة هذا الفن قبل أن يصبح هو نفسه أستاذا له طريقته الخاصة، ولهذا لم يعتزل المسرح رغم انشغاله الشديد بالسينما والتلفزيون، ويعتبر فؤاد المهندس من الشخصيات المؤثرة في مشوار راتب، حيث شارك في صناعة نجوميته من خلال مسرحية سك على بناتك التي عرفت الجمهور العربي بالممثل الشاب الذي كان وقتها في العشرينات يخطو أولى خطواته الفنية، والتقى راتب الفنان الكبير فؤاد المهندس مرة أخرى في مسرحية روحية اتخطفت ومع عادل إمام قدما معاً مسرحية الزعيم، وقدم راتب أيضا مسرحية جحا يحكم المدينة مع سمير غانم