المسلسلات المدبلجة تغزو الشاشات الصغيرة

ساهمت اللهجة السورية في انتشارها بشكل اكبر

أحد مشاهد مسلسل «سنوات الضياع» التركي الذي عرض خلال الأشهر الماضية على قنوات (إم بي سي) («الشرق الأوسط»)
TT

شكل المسلسل التركي المدبلج «نور» الذي عرض عبر شاشة mbc علامة فارقة على الساحة التلفزيونية فولد انتشاراً ملحوظاً للمسلسلات المدبلجة على انواعها والذي دفع ببعض القيمين عليها الى الانفتاح على اسواق جديدة لم تكن في الماضي القريب تندرج في لائحة المشتركين على هذا النوع من الاعمال.

ولعل اللهجة السورية التي اختارتها الـ mbc لدبلجة مسلسلي «نور» و«سنوات الضياع» ساهمت في انتشارها بشكل اكبر، خصوصا ان المشاهد العربي كان قد تأثر بهذه اللهجة وتعلق بها من خلال مسلسل «باب الحارة» فجاءت ردة فعل المشاهد تجاهها عفوية وايجابية معاً. فحصد الاول حوالى 85 مليون مشاهد في ما حصد الثاني 67 مليوناً.

ولم يقتصر النجاح على اللهجة فقط بل طال ايضاً ابطال تلك المسلسلات التركية الذين حققوا شهرة واسعة في لبنان والعالم العربي جراء عرض هذه الاعمال فأقيم لبعضهم حفلات تكريمية في لبنان ودبي فيما تلقى بعضهم عروضاً مغرية للمشاركة في اعلان تلفزيوني او في كليب غنائي كما حصل مع الممثل التركي كيفانج بايلينوغ المعروف بـ «مهند» ليشارك المطربة اللبنانية رلى سعد تصوير اغنيتها «ناوياهالو».

والمعروف ان عصر المسلسلات المدبلجة غزا شاشات التلفزة اوائل التسعينات عندما استقدمها المخرج اللبناني نقولا ابو سمح من المكسيك واستطاع يومها تحقيق انتشار واسع لتلك المسلسلات ومنها «انت او لا احد»، «ماريا مرسيدي»، «انطونيلا» وغيرها، كما استطاعت ان توّلد الحركة على الساحة التمثيلية، اذ فتحت المجال امام عدد من الممثلين اللبنانيين بالعودة الى العمل بعد ان عانوا من البطالة بسبب غياب انتاج المسلسلات المحلية.

ويقول ابو سمح ان كلفة شراء الحلقة الواحدة كانت تتراوح ما بين الخمسمائة والالف دولار اميركي الا ان اليوم قفز سعرها الى الضعف، ويؤكد ان اللغة الفصحى المعتمدة يومها في الدبلجة كانت تستقطب عددا اكبر من المشاهدين يطال قارة افريقيا حتى المغرب العربي الذين باتوا اليوم لا يستوعبون بسهولة اللهجة السورية او اللبنانية المتبعة في دبلجة المسلسلات الحالية.

ومن الاسواق الجديدة التي دخلتها بعض التلفزيونات المحلية والفضائية هي «الكورية» و«الروسية». اختار تلفزيون دبي مسلسل «آسف اني أحبك» مدبلج بالعربية الفصحى لعرضه في الموسم الحالي فيما تفكر الـ «ال بي سي» في اعادة عرض مسلسل «الحب الحزين» في شبكة برامج الشتاء المقبل بعدما عرضته في الصيف الماضي ولاقى اقبالاً من قبل المشاهد اللبناني.

وفيما كان منتجو هذا النوع من المسلسلات يعانون في الماضي من ترجمة الحلقات الى العربية من خلال استخدام ترجمان من بلد الام للمسلسل الا ان تجارة هذا النوع من المسلسلات تطورت حالياً بحيث أصبحت الحلقات تباع بلغة البلد المنتج لها مصحوبة بترجمة انجليزية تسهل مهمة ترجمتها الى اللبنانية أو السورية أو أي لهجة أخرى.

ويؤكد أحد المسؤولين في محطة الـ «ال بي سي» ان كلفة الحلقة الواحدة في دبلجة مسلسل ما تصل الى حوالي الاربعة آلاف دولار أميركي بغض النظر عن كلفة شرائها بالمقابل تبلغ كلفة الحلقة الواحدة من أي مسلسل تلفزيوني ذي انتاج محلي عشرين الف دولار أميركي الامر الذي يعزز انتشار المسلسلات المدبلجة على أنواعها.

اما التلفزيون اللبناني المحلي أو تي في فقد اختار بلاد الروس ليطل من خلالها على مشاهديه عشاق المسلسلات المدبلجة فقدم لهم Nastia اللبنانية المحكية والتي انتقد البعض برودة اداء ممثليها الروس تماماً كممثلي المسلسلات الكورية التي وصفها احد المنتجين التلفزيونيين بالمسلسلات الصامتة بالابيض والاسود التي اشتهرت في الخمسينات.