جورج وسوف.. ظاهرة تغري المواهب الجديدة

الناشئون يعتبرونه قدوتهم

جورج وسوف («الشرق الأوسط»)
TT

يعتبر المطرب السوري جورج وسوف، صاحب أحد أهم الأصوات التي تلقى رواجاً ما بين المغنين الناشئين الذين يجدون في صوته وأغانيه قدوة لهم. لذلك يحاول الكثير تقليده، إما في طريقة أدائه أو في أسلوب حضوره المسرحي وإمساكه بالميكروفون، وحتى في نبرة صوته عندما يتحدث.

ومن المغنين المعروفين الذين تأثروا بالوسوف الى حد تقمص صوته، جورج الراسي، الذي استطاع منذ بداياته ان يحقق شعبية لا بأس بها لشدة تشابه صوته وصوت «سلطان الطرب». الراسي الذي بدأ مسيرته الفنية منذ سنين قصيرة، لا ينزعج من مقارنته بجورج وسوف، بل يفتخر بذلك ويعتز بالمقارنة ويقول: «لقد لقبوه بـ«سلطان الطرب» لأنه عندما يغني يسحر الحاضرين وأتمنى أن أصبح يوماً مثله».

اما وديع مراد، وهو أيضاً من أصحاب الأصوات الشبيهة بصوت جورج وسوف، فحاول منذ خطواته الأولى في عالم الفن أن يطبع جمهوره بصوته المجروح على طريقة الوسوف، خصوصاً ان جذوره قريبة من جذور الأخير، فهو يتحدر من بلدة صغيرة تقع على الحدود السورية ـ التركية. وقد حصد انتشاراً واسعاً من خلال أغانيه الكلاسيكية وأهمها «حلوى الدنيي»، التي كتبها له الشاعر اللبناني الياس ناصر وقد استوحى لحنها من التركي ابراهيم ططلس.

وتطول لائحة المغنين المتأثرين بجورج وسوف أمثال آدم ورياض طارق وعبد الجليل وغيرهم، إلا ان أحداً منهم لم يستطع أن يزحزح الوسوف عن مكانته أو أن يدفع بهذا الأخير للاعتراف بأن هناك خليفة له.

ويرى الموزع الموسيقي اللبناني وليد عبد المسيح، ان ظاهرة تقليد الوسوف سببها سهولة القيام بذلك، لأن الطبقة الصوتية التي يستعملها مريحة ولا تتطلب جهداً أو أوكتافات صوتية عالية.

والمعروف ان جورج وسوف بدأ الغناء عندما كان لا يزال في الرابعة عشرة، وحقق نجاحاته وهو في الثامنة عشرة عندما تبنى صوته الموسيقي الراحل جورج يزبك، وكان احد الأصوات الذكورية القليلة التي تمكنت من الغناء لام كلثوم بطريقة طربية وصحيحة.

وفي الثمانينات، بدأ نجم الوسوف يسطع تدريجياً الى ان أصبح في أواخرها نجماً معروفاً يتهافت الناس على سماعه ومشاهدته على المسرح. وفي التسعينات عاش عصره الذهبي وكان له سلسلة من الأغاني التي حققت شهرة واسعة بينها «الهوى سلطان» و«ليل العاشقين» و«لسه الدنيا بخير». إلا أن الأغنية التي جعلته يتربع على عرش الغناء من دون منازع فكانت «كلام الناس»، التي صارت في ما بعد لسان حال اللبنانيين ومحبيه في العالم العربي.