فيلم «دبليو» يفتتح مهرجان دبي السينمائي 2008 

وسط غياب الإنتاج العربي لسينما الأطفال وفرص ذهبية لأفلام مغمورة

TT

سيكون عشاق السينما هذا العام على موعد مع نحو مائة وثمانين فيلما، تتنافس بكل قوة ضمن الدورة الخامسة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، التي تمتد من الحادي عشر وحتى الثامن عشر من ديسمبر (كانون الاول) 2008 يدشنها فيلم دبليو «W» للمخرج السينمائي أوليفير ستون برؤيته الكوميدية لمسيرة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، ويحمل المهرجان في الأيام القادمة فرصا ذهبية لا متناهية لأصحاب الأفلام التي تمت صناعتها بالمنطقة العربية، ولم تجد منافذ للترويج، يعلق عبد الحميد جمعة رئيس المهرجان لـ«الشرق الأوسط» على أهمية هذا المشروع بقوله: «هناك مشكلتان في العالم العربي يعاني منهما سوق الأفلام بشكل عام، وهي التمويل والتوزيع، والمعضلة الاكبر تكمن في التوزيع، فأي فيلم خارج هوليوود ليس عربيا فقط لديه صعوبة في الانتشار بإيطاليا أو اسبانيا وغيرهما من دول أوروبا».

ولذلك يتبنى سوق الأفلام أعمالا سينمائية يعتقد الموزعون أنها غير ذات مردود مادي، لذلك لا يقبلون على شرائها، مهرجان دبي لهذا العام يسعى كما يؤكد جمعة إلى إثبات خطأ هذه النظرية التجارية.

وإضافة لسوق الأفلام يشهد المهرجان طرح ثمانية عشر مشروعا لأفلام سينمائية تجمع أصحابها بالممولين والخبراء الذين سيأخذون بأيديهم ويقدمون لهم الدعم والمنافسة، وقد شهد العام الماضي خمسة عشر مشروعا سينمائيا، اقترب نصفها اليوم من مرحلة الإنتاج بعد تمكن أصحابها من الحصول على التمويل اللازم.

وسيعتلي كل من المخرج الفرنسي الجزائري الأصل رشيد بوشارب، ومخرج أفلام الحركة والفنون القتالية الصيني تسوي هارك، إضافة إلى عملاق الدراما الخيالية البريطاني تيري غليام منصة التكريم لهذا العام.

ومعروف عن بوشارب أفلامه التي تعكس حياة ومعاناة المهاجرين من شمال أفريقيا في فرنسا كفيلم «بلديون»، في حين يشتهر تسوي بإبداعه الإخراجي في أفلامه التي تبرز الفنون القتالية ومبارزات السيوف، أما غليام فذو بصمة خاصة في عالم الأفلام ذات الطابع الملحمي، كفيلم «مغامرات البارون مونشاوزن» وفيلم «الملك الصياد»، وقد توقف تصوير فيلمه الأخير «متحف الدكتور بارناسوس العلمي»، بسبب موت بطله هيث لدجر، إلا ان الفيلم سيرى النور في العام القادم.

وكالعادة تطل سينما الأطفال هذا العام بخمسة أفلام يغيب فيها الإنتاج العربي تماما، فسره مسعود أمر الله آَل علي المدير الفني للمهرجان بالفقر الشديد، الذي يعانيه حتى الاَن الإنتاج العربي لسينما الأطفال، والمهرجان السينمائي في نهاية الأمر ما هو إلا ناقل لما يدور في السوق السينمائي العربي والعالمي.

 ورغم غياب أفلام الكرتون العربية إلا أن هذا العالم المثير سيكون مفتوحا على مصراعيه للحضور من الصغار عبر منحهم فرصة إنجاز فيلمهم الخاص، من خلال ورشة عمل لثلاثة أيام، تقام تحت إشراف أشهر خبراء التحريك من جميع أنحاء العالم، يصاحبها عرض افلام مدتها دقيقة واحدة أنتجت على يد الشباب الصغار المشاركين في ورشة عمل أفلام الدقيقة الواحدة، التي تقيمها اليونيسيف.

وتشارك دول كباكستان وأفغانستان للمرة الأولى في المهرجان هذه السنة من خلال جائزة المهر للإبداع السينمائي الاَسيوي والأفريقي، إضافة إلى الحضور القوي لدول اشتهرت بحركة سينمائية متميزة مثل اليابان وتركيا وإيران.

وسيحضر المهرجان نخبة من نجوم السينما العربية أبرزهم، من سورية صباح الجزائري، سلاف فواخرجي وجمال سليمان، إضافة إلى كوكبة من نجوم مصر أبرزهم سمير غانم ، سمير صبري، يحيى الفخراني، ومن هوليوود سيحضر النجم بريندان فريزر، الذي سيتسلم جائزة الشخصية السينمائية للمهرجان.

ومن الخليج ستحضر النجمة سعاد عبد الله، ناصر القصبي طارق العلي وغانم السليطي هذا وتواصل ندوة «الجسر الثقافي» انعقادها ضمن أنشطة المهرجان مركّزة على مواضيع التسامح والسلام العالمي، وتستضيف نخبة من أبرز المفكرين والسينمائيين لفتح باب الحوار، بما ينسجم مع شعار المهرجان «ملتقى الثقافات والإبداعات».

ويترأس طاولة الحوار لهذا العام الصحافي الكندي كاميرون بيلي، الذي يشارك في إدارة مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، بمشاركة كل من الروائي الجزائري محمد مولسهول، الذي يكتب تحت الاسم المستعار ياسمينة خضرا، والمغني والموسيقي والناشط الاجتماعي الأميركي من أصل جامايكي هاري بيلافونت، والمخرج الأميركي من أصل إثيوبي هيل جيريما، والمخرجة الكندية من أصل هندي ديبا ميهتا. واحتفالاً بدورته الخامسة، يقدّم مهرجان دبي السينمائي الدولي ثلاثة مشاريع جديدة: الأول هو كتاب متخصص بصناعة السينما يتم تقديمه بالتعاون مع مهرجان كان السينمائي. وإضافة إلى المعلومات التي يتضمنها الكتاب عن آخر مستجدات سوق السينما العالمية، قام مهرجان دبي السينمائي الدولي بتكليف شركة نيلسن بعمل بحث موسع على سوق السينما في العالم العربي ليضاف إلى الكتاب الأصلي. يتناول الملحق الجديد كلاً من الإمارات، البحرين، الأردن، لبنان، فلسطين، مصر، المغرب وتونس. أما المشروع الثاني فهو قرص فيديو رقمي (DVD) يحتوي على 8 أفلام إماراتية قصيرة تم عرضها خلال الدورات السابقة للمهرجان. وأخيراً يقدّم المهرجان كتاباً يحتفل بالعصر الذهبي للسينما المصرية في نسخة حصرية خاصة يتم إنتاجها بهذه المناسبة.

وهذا العام ستعود حملة «سينما ضد الإيدز» في العام الثاني على التوالي، برعاية من حرم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الأميرة هيا بنت الحسين. وفي العام الماضي استطاع هذا العشاء الفخم والمزاد الخيري جمع 3 ملايين دولار لصالح مؤسسة أمفار، إحدى أبرز المؤسسات العالمية في مجال أبحاث الإيدز والوقاية منه والتوعية بمخاطره ودعم السياسات العامة المتعلقة به. وسيحضر الحدث هذا العام نخبة من ألمع نجوم السينما، على رأسهم غولدي هاون وسلمى حايك ولورا ليني وبريتي زينتا.

كما سيستمتع جمهور المهرجان بالمفاجآت والتعديلات التي أدخلت على قائمة البرامج، حيث يتزامن إطلاق جائزة المهر للإبداع السينمائي الآسيوي ـ الأفريقي مع تقديم برنامج تحت اسم «سينما آسيا ـ أفريقيا». كما سيتم تخصيص برنامج متكامل لأفلام الرسوم المتحركة من جميع أنحاء العالم.

وبهدف استيعاب الزيادة الكبيرة في فعاليات المهرجان، تمت إضافة جراند سينما في دبي فيستيفال سيتي لقائمة الأماكن التي تعرض أفلام المهرجان بما فيها مدينة جميرا، ومدينة دبي للإعلام ومول الإمارات، ويمكن للجمهور التوجه إلى شباك التذاكر في كل من جراند فسيتيفال سيتي، وسوق مدينة جميرا ومدينة أرينا وبهو مبنى سي إن إن بمدينة دبي للإعلام ، وتباع تذاكر الأفلام بسعر خمسة وعشرين درهما إماراتيا للكبار وعشرين درهما إماراتيا للطلبة والأطفال، أما تذاكر العروض الافتتاحية فتتوفر بثمانين درهما للكبار وخمسين درهما للاطفال، وسيقتصر حضور الأطفال على العرض الافتتاحي لبرنامج سينما الأطفال بالفيلم الهولندي أبطال داران السبعة ويشترط في بقية العروض أن يزيد عمر المشاركين على ستة عشر عاما.