فتحي عبد الوهاب: لا بد من تصديق الشخصية قبل تجسيدها

الفنان المصري قال إنه لايزال في بداياته ولم ينس موقف عادل إمام

فتحي عبد الوهاب («الشرق الاوسط»)
TT

ربما لم تكن اشادة الفنان المصري عادل امام بموهبة الفنان فتحي عبدالوهاب مجرد اطراء من باب المجاملة، بل كان مديح فنان مصر الاول لفتحي عبدالوهاب، لادراكه جيدا انه يمتلك موهبة فنية تشرف الجيل المصري الجديد وتحافظ على كرامة السينما المصرية. «الشرق الاوسط» التقت فتحي عبدالوهاب في حوار واليكم ما جاء في اللقاء:

* ماذا تعني كلمة ثقافة للفنان فتحي عبد الوهاب؟ ـ الثقافة في مفهومها البسيط بالنسبة لي هي طريقة حياة، يعني ثقافة الحياة يعني ازاي أعيش وأفكر واشتغل وأحب وأقرأ.. يعني هي مجموعه المفاهيم والقيم والقناعات المكونة لطريقة حياتي، أما الثقافة بالمعنى المعرفي فهي مدى معرفتك وإلمامك بنفس الأشياء السابقة واكثر عن أشخاص أو أماكن أو أزمنة أو عوارض او ديانات او ظواهر او بلاد او أي شيء، ومن الطبيعي بناء على الكلام ده، إن الفنان (في اي فرع) لا بد له من توافر قدر ما من الثقافة اللي هي بالمعنى البسيط (المعرفة بالأمور).

* وهل ضروري أن تكون الثقافة سمة من سمات الفنان؟

ـ قد تكون الثقافة في بعض الأحيان سببا قويا في تدعيم وجود وحضور فنان ما بدرجه قد تسبق موهبته بكثير، والعكس صحيح فقد يؤدي انعدام ثقافة فنان او ضحالتها إلى تعطيل او تآكل موهبة فنان آخر، وقبل ما نسيب النقطة دي عندي ملحوظة مهمة جدا أرجو أن تكون هناك فرصه لعرضها، وهي أن كلمة (ثقافة) في حد ذاتها كلمة موصومة في العقلية المصرية (في كتير من الشرائح) بكثير من الصفات غير المنصفة، بل الظالمة بدأت منذ فترات سابقة اقترنت فيها كلمة الثقافة بالإلحاد والشيوعية ـ والماركسية ـ والدم التقيل وأحيانا في بعض الأعمال الفنية بالرائحة الكريهة، وفي كثير من الأحيان بالاستهزاء والتسطيح مع أن الثقافة بالمعنى الشعبي هي الفهم للشيء المغاير.

* وماذا عن إشادة الفنان عادل إمام بأدائك في المسلسل؟ ـ الحقيقة إشادة الأستاذ عادل بي وبالمسلسل في برنامج البيت بيتك كانت مدهشة، لكن ما أذهلني هو مكالمة الأستاذ لي بعد عرض المسلسل مباشرة لأكثر من ساعة، وبعد أن اعتقدت أن واحد صاحبي عامل فيا مقلب وبيهزر لقيته أستاذ (عادل إمام) بحق وحقيقي ودا طبعا مش غريب على نجم الوطن العربي.

* من المعروف أنك قارئ جيد للكتب، فما هي الكتب التي أثرت في تكوين شخصيتك الفنية وشخصيتك بشكل عام؟

ـ طبعا كل الكتب الكلاسيكية في الفن اللي ممكن تكون معروفة لأي دارس، بالإضافة لكتب في الفن التشكيلي.. أما بالنسبة لي كشخص فأي كتاب اقرأه يعمل على تغيير ما في شخصيتي، لان هناك دائما علاقة تنشأ بيني وبين اي كتاب بعد قراءته وقد تمتد هذه العلاقة بقدر تأثري بالكتاب.

* هل ورثت حبك للقراءة من احد والديك؟ ـ الحقيقة نشأت في بيت جدي، الذي كانت به مكتبة كبيرة فيها مئات الكتب، يمكن مااستفدتش في البداية من مضامين ما قرأته منها (لأني طبعا لا يمكن افهم كتاب زي... حرب الأيام الستة) وأنا عندي 8 سنين، لكن الشيء المهم إن إعادة القرايه أتكونت واللي ما كنتش افهمه النهارده بعد سنتين او تلاته لما ارجع أقراه كنت بافهمه بشكل أكبر.

* ما هي الكتب التي تصطحبها معك أثناء سفرك؟

ـ في الغالب بتكون رواية، لأن الرواية بالتحديد (كجنس أدبي) من اكتر أنواع الأدب إفادة للممثل، لأنها تطلق خياله وتدربه جيدا والخيال هو أساس التمثيل الجيد.

* هل تشاركك زوجتك حب القراءة والاطلاع ؟

ـ بالطبع بتحب القراية جدا، دا أنا نفسي أحصلها في القرايه.

* بتحب قراءة الشعر؟ ومن هم أحب الشعراء لك؟ ـ طبعا بحب الشعر جدا ، وأحب الشعراء لي (صلاح جاهين) كلامه فيه ريحة مصر، وأحب كلام (نزار قباني) عن الحب لأن تعبيره عنه حر ومحلق.

* هل تلجأ إلى بعض الكتب والروايات لدعم الشخصيات التي تقوم بتأديتها؟

ـ إلى الآن لم ألجأ إلى كتاب بعينه لشخصية بعينها، لكن المؤكد أنني بشكل ما لا شعوري استفيد من المخزون.

* كيف اخترت كلمات الافتتاحية لموقعك الخاص على الانترنت ؟

ـ كلمات افتتاحية الموقع لم انتقها أنا حكيت اللي حصل مع السينما والسينما اللي كنت أتكلم عنها هي دار عرض كانت مملوكة لجدي، الله يرحمه، في إحدى قرى القليوبية، حيث كنت أقضي أجازة الصيف، وطلب منى مصمم الموقع كلمة لصفحة البدء مسكت ورقة وقلم وكتبتها من غير ما أفكر.

* ما هي مقاييسك لاختيار أدوارك ؟

ـ مقاييسي لاختيار الأدوار هي في الأساس أني أصدقها، والتصديق هنا ليس بمعنى واقعية العمل أو الشخصية، ولكن تصديق الشخصية داخل السياق إن شاء الله يكون خيال علمي، دا طبعا بالإضافة لكلمة العمل ككل، وبالمناسبة مش كل الأعمال كنت موفقا فيها (خصوصا في كلمة العمل) لأني باختار حسب خبرتي اللي ما تعتبرش كبيرة...

* «مسلسل عائلة مجنونة جدا» أظهرك بثوب جديد، هل توقعت هذا النجاح؟

ـ الحقيقة أنا كنت متوقع انه هايكون عمل لطيف والناس هتتفاعل معاه، بس الحقيقة النجاح المذهل اللي لقيته بعد عرض العمل لأول مرة (في ذلك المعاد اللا أدمى) وبعد إعادته عده مرات أذهلني فعلا.

* ودورك في «العائد»؟

ـ العائد مسلسل من نوعية «الكونت دي مونت كريستو» في إطار مصري، على خلفية سياسية تاريخية يعني فكره الظلم والاضطهاد والعودة والانتقام والعدل.

* في رأيك ماذا ينقصك لتكون في مقدمة نجوم الصف الأول وليس وسطهم؟

ـ الاكتمال الذي أسعى وراءه لا يضعني في المكان الذي رشحتني له فطموحي مختلف لا علاقة له بالشباك (حسب فهمي لما يراه البعض من النواقص) واعرف أن النية حسنة وزي الفل والله ... بس طموحي في مكان ليه علاقة بان أكون في وجدان المصريين والوطن العربي كله (شفتوا التواضع).

* وجديدك يا (فتحي) في الفترة القادمة؟

ـ بدأت التحضير لشخصية (عبد الرحيم) بطل رواية «عصافير النيل» في فيلمي الجديد قصة وحوار إبراهيم أصلان وسيناريو وإخراج مجدي احمد علي.