أحداث غزة تغير مسار الفن في الوطن العربي

إلغاء المهرجانات الخليجية.. وراشد يغني لغزة وفتح النار على عادل إمام

تامر حسني وخالد الصاوي وتضامن مع أهالي غزة
TT

كما كان متوقعاً أثرت أحداث غزة بشكل كبير على الوسط الفني في الوطن العربي، وجاء التأثير على عدة مستويات، حيث تغير الكثير من الخطط والمشروعات الفنية، خصوصاً فيما يتعلق بالمجال الموسيقي والغنائي اللَّذين يعتبران الأكثر تضرراً من استمرار الهجوم الإسرائيلي على القطاع، عكس المجال السينمائي والتلفزيوني، باعتبار أن الأعمال التي تُصوَّر حالياً سيتم عرضها لاحقاً، لهذا كان الحدث الأبرز هو إلغاء العديد من الحفلات، وتأجيل مواعيد طرح ألبومات وكليبات كان من المزمع إطلاقها مع بداية العام الجديد، وحتى الحفلات التي نجت من قرار الإلغاء لم تحظَ بالتغطية الإعلامية الواجبة، كما تعرّض أصحابها لانتقادات حادة. في الوقت نفسه وجدت القنوات الترفيهية، خصوصاً الموسيقية، نفسها في مأزق بسبب انصراف الجمهور إلى القنوات الإخبارية بكثافة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض في مدخول تلك القنوات، ولجأت بعضها خصوصاً «مزيكا» و«زووم» إلى عرض الكليبات الوطنية بكثافة.

«الشرق الأوسط» رصدت أبرز ردود الفعل في هذا التقرير، وكان في مقدمتها إلغاء المهرجانات الغنائية الكبرى، مثل: مهرجان الدوحة العاشر للأغنية، الذي كان مقرراً انطلاقه يوم 28 يناير الجاري، كذلك تم إلغاء مهرجاني «ليالي فبراير» و«هلا فبراير» في الكويت، وكان من المفترض فيه مشاركة أبو بكر سالم ومحمد عبده في حفل واحد بالإضافة إلى مشاركة عبد الله الرويشد ونوال الكويتية وعبد المجيد عبد الله وراشد الماجد وخالد عبد الرحمن، وألغت الإمارات حفلها السنوي ضمن سلسلة حفلات ليالي دبي، التي ينقلها على الهواء تلفزيون دبي، التي كان من المقرر أن يُحييها المطرب محمد عبده والمطربة نانسي عجرم والمطرب كاظم الساهر والمطربة لطيفة، وجاء هذا الإلغاء، عقب قرار أصدره الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في اليوم نفسه، بإلغاء جميع مظاهر الاحتفال بالسنة الجديدة «تضامناً مع الشعب الفلسطيني وما يتعرض له قطاع غزة وأهله من تدمير وقتل وتشريد من قِبَل الآلة العسكرية الإسرائيلية»، فيما كان المطرب السعودي «راشد الماجد» أول المتفاعلين من نجوم الخليج، حيث أطلق أغنية بعنوان «غزة» يُدين فيها قتل الأبرياء والمدنيين. وكان الفنان المصري «عادل إمام» قد تعرض لانتقادات حادة عبر المواقع الإلكترونية بعد أن أطلق تصريحات حول ما يجري في غزة، رآها الكثيرون منحازة إلى الموقف السياسي المصري، لا إلى معاناة الشعب الفلسطيني رغم أن دور «إمام» كسفير للأمم المتحدة، هو التنديد بأي عدوان على المدنيين بعيداً عن الموقف السياسي الذي يهم الحكومات، لا الفنانين والجمهور، كما لم ينتقد عادل إمام إسرائيل في تصريحاته، وألقى بالمسئولية على المقاومة، وكأنه دبلوماسي لا فنان صاحب جماهيرية، وذلك حسب ما جاء في التعليقات والمقالات الصحفية التي فنَّدت آراء الفنان الملقب بـ«الزعيم»، والذي غاب مع كبار الفنانين المصريين عن تظاهرة دعت لها نقابة الممثلين المصريين يوم الجمعة الماضي، حضرها العشرات من الممثلين ما عدا بعض النجوم الكبار مثل: يحيى الفخراني وحسين فهمي ويسرا وصلاح السعدني، بالإضافة إلى بعض النجوم الشباب مثل: كريم عبد العزيز وأحمد السقا وأحمد حلمي.

ورغم أن التظاهرة لم تخرج بنتائج قوية، لكنها كانت أول رد فعل من الفنانين المصريين حول ما يجري على أرض غزة، وظهر خلالها المطرب تامر حسني الذي قدم أغنية جديدة لفلسطين، وحرص حسني على الظهور مجدداً في زيارة قام بها وفد من الفنانين إلى مستشفى معهد ناصر، حيث يعالج معظم الجرحى الفلسطينيين الذين وصلوا مصر عبر معبر رفح، وضم الوفد أشرف زكي نقيب الممثلين، وأشرف عبد الباقي ومنة شلبي وعزت أبو عوف وحنان ترك، والأخيرة قادت حملة بالتعاون مع الإعلامي عمرو أديب لتوفير 22 سيارة إسعاف مجهزة طبيًّا للفلسطينيين، وأشارت ترك في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أنها تلقت دعوة من الإعلامي عمرو أديب لإطلاق الحملة من خلال برنامجه الشهير «القاهرة اليوم» على قناة «أوربت» للظهور على شاشة القناة مساء الأحد الماضي، بهدف توسيع نطاق الحملة التي بدأت بعيداً عن العلانية منذ اليوم الأول للهجوم على غزة، وأشارت ترك إلى أن الحملة تتم بمعاونة اتحاد الأطباء العرب بالقاهرة، ومحمد القصراوي ممثل إحدى شركات السيارات الشهيرة، بهدف مساعدة المتبرعين على تجهيز السيارات طبيًّا، وأن المطلوب عشرين سيارة إسعاف، وسيارتين عبارة عن «بنك دم متنقل» ما زالتا في انتظار المتبرعين، وأكدت أنه يمكن لأي متبرع من داخل أو خارج مصر الاتصال بمندوب اتحاد الأطباء العرب على الهاتف رقم 0020104400045 في حالة الرغبة في التعرف على وسائل التبرع، وهو غير قاصر على سيارات الإسعاف فقط، حيث يمكن التبرع بمواد عينية أو أموال حسب الرغبة.

من جهة أخرى دعت حنان ترك المواطنين المصريين لزيارة الجرحى الفلسطينيين الذين يتم علاجهم في مستشفى معهد ناصر بالقاهرة، مشددة على أهمية الدعم المعنوي للإخوة الفلسطينيين. ومن اللافت أيضاً في رصد تحركات الوسط الفني في الآونة الأخيرة، غياب صوت المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم الذي تأثر على ما يبدو باتهامه بتعاطي المخدرات خلال إجازة عيد الأضحى الماضي، فرغم خروجه من القضية بسلام ونفي الخبر، لكنه لم يقدم على عكس المعتاد أغنية تضامنية مع شهداء الهجوم.

وفيما تعرض عمرو دياب للهجوم لكونه لم يسعَ لتأجيل حفل رأس السنة الذي أحياه في الإمارات مع المطربة الكولومبية شاكيرا، رد دياب بتبرعه بأجره عن الحفل لصالح عائلات الشهداء، لكن تأثر دياب السلبي بالأحداث امتد إلى نطاق آخر، حيث تراجعت نسبة الاهتمام ببرنامج «الحلم» الذي حقق مشاهدة عالية في أول حلقتين، لكن مع تزايد سخونة الأوضاع السياسية أصبح البرنامج في حاجة لإعادة جديدة بعد هدوء الأوضاع، كذلك تم تأجيل طرح ألبومه الجديد «عيد الحب» في شهر فبراير المقبل.

واعتذرت الفنانة أصالة عن عدم الحلول ضيفة على برنامج «القاهرة اليوم» ليلة رأس السنة، طبقاً لما كان معلناً، مؤكدة أنها لن تستطيع الغناء في تلك الظروف، واقتصر احتفال البرنامج بالعام الجديد على حوار بين طاقم المذيعين، كما تم اختصار الفقرة السنوية التي يطل من خلالها عالم الفلك «الألوسي» الذي يقدم تنبؤاته للعام الجديد. وكان التلفزيون المصري قد ألغى العديد من الفعاليات، أبرزها إطلاق قناة «نايل كوميدي» التي تكلفت عشرة ملايين جنيه - قرابة 2 مليون دولار- وكان من المنتظر ظهورها بداية العام الميلادي الجديد، لكن المهندس أسامة الشيخ رئيس شبكة «تلفزيون النيل»، أكد للصحافيين تأجيل البث حتى إشعار آخر لعدم إمكانية إطلاق قناة كوميدية، بينما يتعرض الشعب الفلسطيني لتلك الأهوال، كذلك تم إلغاء بث حفلات ليلة رأس السنة على القناة الأولى بالتلفزيون المصري وقناة «نايل لايف»، رغم تسجيل تلك الحفلات على أن تبث في موعد لاحق. كما قرر المطرب إيهاب توفيق تأجيل عرض كليبه الجديد «ما اتخلقش في جمالها» على القنوات الفضائية؛ احتراماً لأرواح الشهداء في غزة بعد أن اتفق مع المنتج محسن جابر على تأجيل الكليب الذي كان مقرراً عرضه مع بداية العام الجديد.

كما أعلنت الشركة الكويتية المالكة لمنتجع «بورت غالب» على شاطئ البحر الأحمر بمصر إلغاء حفلات رأس السنة، تضامناً مع الشهداء، وكان من المقرر أن يحيي الحفل إيهاب توفيق بعد حملة إعلانية مكثفة، استمرت أسبوعين، وأعلن التلفزيون الأردني الرسمي الاثنين إلغاء أي مظاهر احتفالية برأس السنة بسبب الأوضاع الأمنية في غزة، كما أعلن عدد من متعهدي الحفلات عن إلغائها بسبب الأوضاع القائمة، حيث كان من المنتظر أن تشهد الأردن حفلات للفنانين ملحم بركات ورولا سعد ومي حريري والتونسي أحمد الشريف.

كذلك أعلنت دار الأوبرا المصرية إلغاء الحفل السنوي للمطرب محمد منير، الذي كان من المقرر إقامته ليلة رأس السنة، تضامناً مع ضحايا العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأعلن المطرب اللبناني فضل شاكر إلغاء الحفلين اللذين كانا من المقرر أن يحييهما في بيروت، كذلك ألغى التونسي صابر الرباعي سلسلة حفلات كان من المقرر أن يحييها في تونس. كما اعتذر المطرب العراقي كاظم الساهر عن إحياء حفلة رأس السنة في البحرين تضامناً مع الشعب الفلسطيني.