كما هي العادة، يأتي كل موسم جديد للأفلام المصرية الحديثة، بالمزيد من الغموض حول موقف الأفلام الجاهزة للعرض، فبعدما كانت السينما الأقدم في الشرق الأوسط، تعاني منذ ثلاث سنوات من قلّة الإنتاج، أصبحت الصورة عكسية الآن، حيث زاد الإنتاج على الحد المسموح به في دور العرض، وبالتالي تترشح عشرة أفلام -على سبيل المثال- للطرح في الموسم الذي لا يزيد عدد أيامه على أسبوع أو أسبوعين، على أقصى تقدير، وبعد شدّ وجذب لا يصل إلى دور العرض إلا نصف هذه الأفلام، أو أكثر قليلاً. وبعدما شهد موسم عيد الأضحى رقمًا قياسيًّا بعرض ثمانية أفلام دفعة واحدة، ترددت أسماء 13 فيلمًا للعرض في موسم إجازة نصف العام الدراسي، الذي تبدأ عروضه يوم 28 يناير الجاري، ولمدة أسبوعين، استغلالاً لإجازات المدارس والجامعات، وحسب المؤكَّد من شركات التوزيع حتى الآن، فإن ثمانية أفلام فقط تحظى بفرصة العرض، وإن كانت القائمة معرَّضة للتغيير في أي وقت، علمًا بأن تلك الأفلام ستواجه منافسة شرسة من الأعمال التي نجحت في جذب الجمهور خلال موسم عيد الأضحى، والتي سيستمرّ عرضها خلال الإجازة الدراسية، وفي مقدمتها أفلام «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» لمحمد هنيدي، و«الدادة دودي» لياسمين عبد العزيز، و«الوعد» لآسر ياسين وروبي.
في مقدمة الأفلام التي تأكد عرضها فيلم «ميكانو»، أول فيلم مصري للنجم السوري «تيم الحسن» بمشاركة «نور اللبنانية» و«خالد الصاوي»، وهو شريط رومانسي يدور حول مهندس عبقري مصاب بنوع نادر من مرض فقدان الذاكرة، ويعيش في رعاية شقيقه الأكبر، ويعملان معًا في مجال التصميمات المعمارية، لكن دون أن يعرف زملاء العمل بنوعية المرض، حتى يقابل المهندس سيدة مطلقة تقع في غرامه، دون أن تعرف حقيقة المرض. الفيلم من تأليف «وائل حمدي» وإخراج «محمود كامل»، ومن إنتاج وتوزيع الشركة العربية التي تأمل في جذب تيم الحسن عددًا كبيرًا من الجمهور، تمهيدًا لتقديم المزيد من الأفلام من بطولته، بعد الشعبية التي حقّقها في مصر من خلال مسلسل «الملك فاروق».
الشركة نفسها تطرح فيلم «أعزّ أصحاب»، وهو بطولة مجموعة من الشباب: أحمد فلوكس وأحمد السعدني ولانا سعيد ومروة عبد المنعم، ويدور حول مجموعة من الأصدقاء الذين تفرّقهم الحياة بعد التخرج في الجامعة، لكنهم يلتقون مرة أخرى في فرح صديقتهم إنجي، ليتأملوا التغييرات التي ألمّت بهم. وتم تصوير الفيلم في هدوء بعيدًا عن الأضواء، وهو من إخراج أحمد سمير فرج، وتأليف محمد ناير. الفيلم الثالث هو «بدون رقابة»، أول عمل سينمائي للمطربة اللبنانية ماريا مع أحمد فهمي وإدوارد، وهو من تأليف وإخراج وإنتاج هاني جرجس فوزي، الذي حرص على تكتّم تفاصيل الفيلم، الذي تردد أنه يدور حول علاقات جنسية بين مجموعة من الفتيات، لكن المؤكد أن العمل، حتى لو تناول هذه القضية، سيكون التناول بشكل غير مباشر، للهروب من مقصّ الرقيب، وإن كان اسم الفيلم لا يعبّر عن مضمونه بكل تأكيد.
الفنانة إلهام شاهين تطرح أخيرًا فيلمها الذي عُرض في ثلاثة مهرجانات عربية «خلطة فوزية»، بطولة غادة عبد الرازق وفتحي عبد الوهاب وعزت أبو عوف ولطفي لبيب، ويدور حول «فوزية»، التي تعيش حياة صعبة مع أولادها الأربعة، الذين أنجبتهم من أربع زيجات، ومع ذلك نجحت في التوفيق بين أزواجها السابقين، الذين يأتون باستمرار لرؤية أولادهم، وزوجها الخامس الشاب «حودة»، الذي قام بدوره فتحي عبد الوهاب. والطريف أن الأفيش الأول للفيلم، حمل صور الرجال الخمسة، وغابت عنه صورة إلهام شاهين. وهي أيضًا منتجة العمل. الفيلم من تأليف هناء عطية وإخراج مجدي أحمد علي.
ومن الأفلام التي توزّعها «المجموعة الفنية المتحدة»، فيلم «أزمات شرف»، أول بطولة مطلقة لغادة عبد الرازق، مع أحمد فهمي وأحمد سعيد عبد الغني ومنة فضالي وساندي، وتأليف طارق بركات، وإنتاج وإخراج زوجها وليد التابعي، وأحداثه تدور في إطارٍ تشويقي مليء بالألغاز والتشويق والإثارة، حول مقتل زوجة مطرب مشهور، ومن خلال التحقيقات يتفجر العديد من المفاجآت.
أما فيلم «أيام صعبة»، فيعود من خلاله هشام عبد الحميد إلى السينما، بعد غياب طويل. بطولة سلوى خطاب ومحمد نجاتي وراندا البحيري وانتصار وباسم سمرة، وعدد من الوجوه الجديدة، منهم أحمد أسامة مذيع التليفزيون، ومراد مكرم، وإخراج فادي فاروق في أول تجربة روائية طويلة له، وتأليف محسن يوسف الذي استوحي الفكرة من شخصية «الدفتردار» في الخلافة العثمانية، لكن كيف ستظهر في العصر الحديث؟.
ومن المنتظر كذلك عرض فيلم «تلك الأيام»، لأحمد الفيشاوي ومحمود حميدة، والمأخوذ عن راوية تحمل الاسم نفسه للأديب الراحل فتحي غانم، والفيلم من إخراج أحمد غانم. كما انتشرت في الشوارع أفيشات فيلم «علقة موت»، وهو من بطولة مجموعة من المصارعين الحقيقيين.
أما الأفلام التي رُشّحت للعرض، دون تأكيد نهائي، فهي «صيَّاد اليمام» لأشرف عبد الباقي، و«بصرة» لباسم سمرة، و«عين شمس» للمخرج إبراهيم البطوط، و«كلام جرايد» لفتحي عبد الوهاب.