الأفلام العربية في سباق الأوسكار

6 دول عربية تقدمت للمشاركة في السباق السينمائي العالمي

مشهد من فيلم «مسخرة»
TT

* [email protected]

* ظهرت في الأيام الماضية القائمة الأولية للأفلام المتسابقة على الترشح لأوسكار أفضل فيلم أجنبي التي ضمت 67 فيلمًا من 67 دولة، منها ست دول عربية تقدمت للمشاركة في هذا السباق السينمائي العالمي. وسيتعين على إحدى لجان الأوسكار المتخصصة اختيار خمسة أفلام فقط للتشرف في الثاني والعشرين من فبراير «شباط» القادم بحضور حفل توزيع جوائز الأوسكار، والإعلان عن الفيلم الأجنبي الفائز بأفضل فيلم لهذا العام، بينما تكون الأربعة الباقية قد حققت إنجازا كبيرا في الوصول إلى هذه المرحلة. ومن هنا تظهر مدى صعوبة موقف الأفلام العربية الستة المشاركة في هذا السباق الأوسكاري، وقلة حظوظها في الوصول إلى النهائي، بالإضافة إلى مستواها الفني في مواجهة بعض روائع السينما العالمية هذا العام، التي حققت نجاحات كبيرة في مختلف المهرجانات السينمائية وإثارة إعجاب الجمهور السينمائي والنقاد، كما هو الحال مع فيلم «غومورا» الإيطالي، أو «الرقص مع بشير» الإسرائيلي، أو «اثنا عشر قردا» التركي، وغيرها من أفلام السينما الآسيوية أيضا.

* «مسخرة»

* من الجزائر، الفيلم العربي الأبرز هذا العام، الذي حاز على جائزة أفضل فيلم خلال مهرجانات دبي والقاهرة وقرطاج، وهو يبدو الأكثر تأهيلا لخوض سباق الأوسكار من بين الأفلام العربية المشاركة. الفيلم التجربة الإخراجية الأولى في مجال الفيلم الروائي الطويل للمخرج إلياس سالم، الذي كتب الفيلم وقام ببطولته أيضا، حيث يؤدي في قصة كوميدية بسيطة وجميلة دور شاب في قرية جزائرية يرعى زوجته وابنه وأخته المصابة بمرض النوم المفاجئ والمتواصل؛ مما أفقدها فرصة الزواج. وحينما تتعرض أخته للسخرية من نساء القرية حينما نامت في إحدى حفلات الزواج، يطلق هذا الشاب، وهو في حالة ثملة، كذبة خطوبة أخته لرجل أجنبي وثري، حيث تكبر هذه الكذبة، وتتغير معها معاملة أهل القرية للعائلة.

* «الجزيرة»

* «الجزيرة» هو الفيلم الذي رشحته اللجنة المتخصصة من مصر، وسط استغراب المتابعين، حيث لا يبدو أنه أفضل الأفلام المصرية لهذا العام، وسط حضور جيد ليسري نصر الله في فيلم «جنينة الأسماك» مثلا، أو حتى إبراهيم بطوط في «عين شمس»، أو غيرها من الأفلام الستة التي كانت اللجنة قد رشحتها مبدئيا، مثل «هي فوضى» ليوسف شاهين، و«حين ميسرة» لخالد يوسف، و«حسن ومرقص» لرامي إمام، لكن الاختيار جاء، حسب تصريح اللجنة، بسبب الإعجاب النقدي والإيرادات الجماهيرية العالية. الفيلم من تأليف محمد دياب، وإخراج شريف عرفة، وبطولة أحمد السقا ومحمود ياسين وباسم سمرة وخالد الصاوي وعزت أبو عوف. وهو يعتمد على قصة حقيقية حول شاب يرث من والده السلطة والقوة في إدارة مشاريعه المعتمدة على تجارة المخدرات، وسط مخاطر عديدة وخصومات شديدة.

* «كابتن أبو رائد»

* أول فيلم روائي طويل من الأردن، وهو من كتابة وإخراج أمين مطالقة، وبطولة نديم صوالحة، ورنا سلطان، حول قصة رجل كبير السن، يعمل كعامل نظافة في مطار علياء الأردني، وحينما يعود إلى الحي الفقير الذي يسكن فيه، يعتقد أطفال القرية أنه كابتن طيار، بسبب القبعة التي وجدها في سلة المهملات ولبسها. ولا يكتفي أبو رائد بعقد صداقته مع الأطفال، ورواية القصص الغريبة لهم، وإنما يحاول التأثير في حياتهم وتغييرها نحو الأفضل. والفيلم في الحقيقة لا يملك المقومات الفنية الكافية لخوض هذا السباق، لكن يمكن اعتباره تجربة جيدة وإنجازا لافتًا لدولة كالأردن، ليس لها تاريخ في السينما، بالرغم من أن الفيلم كان قد حظي بافتتاح ملكي في الأردن، كما أثار الجدل حينما شارك في إحدى الفعاليات السينمائية في إسرائيل، بينما حقق جوائز جيدة، مثل جائزة مجلة «فارايتي» الأمريكية، وجائزة أخرى عن الفئة الدرامية في مهرجان ساندانس، وجائزة في الإخراج في مهرجان سياتل.

* «تحت القصف»

* الفيلم اللبناني الفائز بجائزة المهر العربي الأولى، كأفضل فيلم في مهرجان دبي العام الماضي، من إخراج فيليب عرقتنجي، وبطولة ندى أبو فرحات، التي حازت هي الأخرى جائزة أفضل ممثلة في نفس المهرجان، والممثل جورج خباز. والفيلم هو أفضل أفلام لبنان العام الماضي، وكان قد شارك في مهرجان ساندانس، كما حقق مخرجه فيليب جوائز جيدة في مهرجان فينسيا الدولي. ويحكي الفيلم قصة زينة المرأة التي تعود إلى لبنان أثناء حرب تموز 2006 للبحث عن ابنها الضائع في منطقة خربة سلم بمساعدة شاب سائق تاكسي مسيحي، حيث يقعان في الحب في رؤية خاصة من المخرج تجاه لبنان وأحداثه في السنوات الأخيرة.

* «ملح هذا البحر»

* فيلم من فلسطين، هو التجربة الأولى في الفيلم الروائي الطويل لمخرجته آن ماري جاسر، التي كتبت الفيلم أيضا، وحققت بذلك جائزة المهر العربي لأفضل سيناريو في مهرجان دبي الأخير. وتروي المخرجة عبر فيلمها قصة«ثريّا» الشابة الفلسطينية، المولودة في أمريكا، التي تقرر العودة إلى وطنها، لتبدأ حياة جديدة هناك، لكنها تصطدم فيها بواقع صعب وقاس، حينما تعجز عن المطالبة بأملاك عائلتها، التي تعود إلى ما قبل عام 1948، في الوقت الذي تتعرف فيه أيضا على شاب فلسطيني يسعى بدوره إلى الهرب من هذا الواقع الذي يعيشه في وطنه، وسط ظروف حياتية غير كريمة. وكان الفيلم قد عُرض في مهرجان كان السينمائي، ضمن برنامج رسمي في الدورة الأخيرة كما فاز بجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبرسكي) في مهرجان أوشيانز 2008.

* «وداعا أيها الأمهات»

* الفيلم المرشح من قبل المغرب للمخرج محمد إسماعيل، الذي شارك في كتابة النص أيضا. ويتحدث الفيلم بدوره عن موضوع هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل خلال مرحلة الاحتلال الفرنسي للمغرب. وهو الموضوع الذي اثأر الكثير من الجدل والاعتراضات حين عرضه، باعتبار الفيلم يدعو إلى التطبيع الثقافي والفني مع إسرائيل، والتودد إلى الجاليات اليهودية في المغرب، كما في مهرجان السينما الفرانكفونية في المغرب، والدورة التاسعة للفيلم الوطني في طنجة.