حاز الإعجاب

جوائز الغولدن غلوب

TT

استعادت جوائز الغولدن غلوب المرموقة ليلة الاثنين الفائت وهجها المعتاد بعد أن تم إلغاء فعاليات حفل العام الفائت نتيجة الإضراب الذي قام به كتاب السيناريو. واضطر منظمو الحفل حينها لتأجيل عدد من الفقرات المهمة إلى حفل هذا العام على رأسها الجائزة التكريمية التي تمنح سنويا لشخصية سينمائية بارزة. وهذا ما حدث بالفعل، فقد قام المخرج الكبير مارتن سكورسيزي بتقديم الجائزة التكريمية للمخرج الأميركي ستيفن سبيلبيرغ التي كان من المفترض أن يتسلمها العام الفائت. أما من ناحية الجوائز التنافسية فقد نافس عليها عدد من أهم أفلام العام الناطقة باللغة الإنجليزية جاء أبرزها من السينما الإنجليزية التي حصدت أهم جوائز هذا العام سواء في الشق الدرامي من جهة أو الكوميدي والموسيقي من جهة أخرى، وقد خصصت زاوية «حاز على الإعجاب» لهذا الأسبوع للأفلام الفائزة بجوائز الحفل الرئيسية:

* أفضل فيلم درامي وأفضل مخرج:Slumdog Millionaire إخراج: داني بويل تمثيل: ديف باتيل، عرفان خان، أنيل كابور في كل عام يأتي من خلف الصفوف فيلم لم يعلن عنه مسبقاً يحقق نتائج غير متوقعه. فيلم هذا العام هو دون شك «Slumdog Millionaire». الفيلم من إخراج المخرج الإنجليزي داني بويل (28 Days Later... ، Trainspotting ،Shallow Grave). الفيلم يدور حول مراهق هندي من طبقة فقيرة (من أولاد الشوارع) يحلم بالمشاركة ببرنامج «من سيربح المليون» بنسخته الهندية. ينجح في المشاركة في البرنامج ولكنه أيضا ينجح في تحقيق نتائج غير متوقعة، مما يؤدي بالمنتجين لاستدعاء الشرطة والتحقيق معه للاشتباه بتلاعبه في المسابقة.

* أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي: Vicky Cristina Barcelona إخراج: وودي آلن تمثيل: سكارليت جوهانسون، ريبيكا هال، خافير بارديم، بينيلوب كروز المخرج الأميركي وودي آلن في عودة متميزة إلى نفسه الكوميدي والساخر بعد أعمال ضعيفة إلى متوسطة المستوى خلال السنوات العشر الفائتة، إذا استثني من ذلك فيلم «match point» على اعتبار أنه فيلم دراما خالصة. الفيلم يدور حول فيكي وكرستينا، شابتين أميركيتين تقرران الذهاب في رحلة سياحية طويلة إلى برشلونة. فيكي «ريبيكا هال» فتاة عملية وتعيش حياة عاطفية مستقرة، وهي تحضّر لحفل زفافها من شاب ناجح. على العكس من ذلك تقف كريستينا «سكارليت جوهانسون» العفوية والعابثة واللعوب والتي ليس لديها أدنى فكرة عما يمكن أن يكون عليه مستقبلها العاطفي والمهني. وفي صدفة غير محسوب لها تلتقي الفتاتان بفنان تشكيلي إسباني «خافير بارديم» صريح وعابث وجذاب في الوقت ذاته. إلا أن العلاقة التي بدأت تتكون بين الثلاثة ستشهد مفارقات ساخرة ولاذعة، خصوصا بعد دخول زوجة سابقة للفنان التشكيلي «بينيلوب كروز» بشكل عرضي في خضم هذه العلاقات.

يقول عنه الناقد مايك لاسالي في سان فرانسيسكو كرونيكل: «عندما يحافظ الفنان على صحته وطاقته حتى السبعينات من عمره فإن أشياء مذهلة يمكن أن تحدث، وهذه الأشياء تحدث الآن مع وودي آلن».

ويقول عنه جوناثان ريتشارد في فيلم دوت كوم: «كل الأدوار المقدمة في هذا الفيلم رائعة، لكن الشرف الأكبر يعود إلى المذهلة بينيلوب كروز».

* أفضل ممثل رئيسي في فيلم درامي: The Wrestler إخراج: دارن أرنوفسكي تمثيل: ميكي رورك، مارسيا تومسي بفوزه بالأسد الذهبي بمهرجان فينيسيا في دورته السابقة، حقق فيلم «المصارع» مفاجأة غير متوقعة، إلا أنه أيضا كان انطلاقة للفيلم ليخوض المسابقات الأميركية بمعنويات مرتفعة. الفيلم هو الرابع لمخرجه الشاب دارن أرنوفسكي الذي ذاع صيته بعد الفيلم الشهير «Requiem for a Dream». الفيلم يدور حول مصارع متقاعد يحاول أن يعيد بعض الألق والشهرة اللذين افتقدهما. الفيلم يمثل عودة مهمة للمثل الأميركي ميكي رورك الذي اختفى خلال العقد الفائت خلف أفلام إثارة وحركة رخيصة. إلا أنه استطاع وبجدارة أن يحقق عن دوره هذا جائزة غولدن غلوب لأفضل ممثل، وهو سيكون دون شك مرشحاً رئيسياً للفرع ذاته في جوائز الأوسكار.

* أفضل ممثلة رئيسية في فيلم درامي: Revolutionary Road إخراج: سام مندريس تمثيل: كيت وينسليت، ليوناردو دي كابريو المخرج الإنجليزي سام مندريس يقوم ولأول مرة بإخراج فيلم من بطولة زوجته الممثلة الإنجليزية كيت ونسليت، ويجمع بينها وبين ليوناردو دي كابريو بعد أكثر من عشر سنوات من عملهما الأول سوياً في الفيلم الشهير «تايتانك». الفيلم مقتبس من رواية للكاتب الأميركي ريتشارد ياتيس. وهي دراما اجتماعية قاسية تدور في الخمسينات من القرن الماضي حول زوجين يقرران الانتقال إلى بلدة أخرى على أمل إنقاذ زواجهما غير المستقر، إلا أن علاقتهما لا تزال تتدهور رغم كل ذلك.

* أفضل ممثل رئيسي في فيلم كوميدي أو موسيقي: In Bruges إخراج: مارتن ماكدوناف تمثيل: كولين فاريل، بريندان كليسون، رالف فينيس يقوم المخرج والمؤلف المسرحي مارت ماكدوناف الذي سبق أن رشح لعدة جوائز توني الأميركية والبريطانية بأول تجربة سينمائية من إخراجه وكتابته. وهي كوميديا سوداء تدور حول قناصيْن يقوم رئيسهما في إحدى عصابات لندن بإرسالهما إلى مدينة بروغ البلجيكية بعد أن قاما بعملية دموية في لندن. وفي انتظار الأوامر التي تأمرهما بالعودة يخوض القاتلان تجربة سياحية فريدة من نوعها في تلك البلدة التاريخية التي لا تزال تحتفظ بطابع القرون الوسطى، ويصادفان فيها العديد من المواقف والمفارقات الكوميدية.

يقول عنه الناقد جي آر جونز في صحيفة «شيكاغو ريدر»: «الفيلم يتعمق بشكل تدريجي من كوميديا حول شخصيتين شاذتين وغريبتين إلى دراما كاثوليكية الطابع، ولكن مع ذلك يبقى ممتعاً بشكل رائع على كل الأحوال».

ويقول عنه الناقد توم لونغ في صحيفة «ديترويد نيوز»: «إنه من الصعب المزج بين تراجيديا سوداء وذكية بمأساة حقيقية، لكن هذا ما قام به المخرج مكدناف في الفيلم. تجربة رائعة ومدركة للعواقب المميتة وغير المقصودة».

* أفضل ممثلة رئيسية في فيلم كوميدي أو موسيقي: Happy-Go-Lucky إخراج: مايك لي تمثيل: سالي هونكس، أليكس زيغرمان يقدم المخرج الإنجليزي مايك لي في هذا الفيلم واحداً من أكثر أفلامه بهجة وتفاؤلا وذلك عقب أكثر أفلامه سوداوية في فيلمه الشهير «Vera Drake» قبل أربعة أعوام. الفيلم يكاد يكون بلا قصة محددة إنما هو يدور حول حياة اعتيادية لشابة عزباء في الثلاثين من العمر استثنائية بتفاؤلها وبهجتها وبسمتها التي لا تفارق محياها. تعمل كمعلمة للصفوف الدنيا وتقوم بالمشاركة في عدد من الفعاليات وتحضر دروساً لتعلم الفلامنكو. تدخل بعد ذلك في اختبار حقيقي لطول صبرها حينما تدخل مدرسة لتعليم القيادة وتقوم بالتعلم بإشراف مدرب عصبي ومتوتر دائما. الفيلم كان أحد عروض مهرجان برلين السابق وقد فازت عنه سالي هونكس بجائزة أفضل ممثلة.

* أفضل ممثل في دور مساعد: The Dark Knight إخراج: كريستوفر نولان تمثيل: كريستيان بال، هيث ليدجر.

ظاهرة عام 2008 دون منافس، قام بتحطيم الأرقام القياسية الواحد تلو الآخر، ليقف في لغة الأرقام خلف فيلم «تايتانك» مباشرة. كريستوفر نولان استطاع أن يجعل ولأول مرة من أفلام «البطولات الخارقة» أعمالا يمكنها أن تنافس في الجوائز الأميركية الكبرى، على الأقل للدور الذي قدمه ممثله الراحل هيث ليدجر الذي قام بدور «الجوكر» واستطاع أن يخطف به جائزة أفضل ممثل في دور مساعد. الفيلم هو الثاني من السلسلة الجديدة لشخصية «باتمان» التي قام بإخراجها نولان. في هذا الفيلم يواجه بات مان وبعد أن ساهم كثيرا في محاولة تنظيف مدينة جوثام من الفساد والجريمة، يواجه تحديا جديدا يتمثل في خروج شخصية «الجوكر» وهي شخصية عصابية متجردة من كل أخلاقيات وتمثل الشر الجديد الذي يصارع باتمان للتخلص منه.

يقول عنه الناقد ستيفن هنتر في واشنطتون بوست: «أداء ليدجر هو أكثر الأشياء المثيرة للانتباه والجذابة في الفيلم، وإذا غاب الجوكر، الفيلم يفقد كثيرا من طاقته وديناميكيته».

ويقول عنه الناقد رافير جوزمان في نيوزداي: «إنه فيلم حكاية كوميك، ولكنها أيضا سوداوية ودراما كثيرة التعقيد».

* أفضل ممثلة في دور مساعد: The Reader إخراج: ستيفن دالدري تمثيل: رالف فينيس، كيت ونسليت يعود المخرج الإنجليزي ستيفن دالدري في هذا الفيلم بعد انقطاع دام خمس سنوات منذ فيلمه الشهير «The Hours». الفيلم مقتبس عن كتاب بالعنوان نفسه «الساعات» للكاتب الألماني بيرنارد شلينك. وهو يدور قبيل الحرب العالمية الثانية حول شاب يقع في حب امرأة تكبره بسنوات، إلا أنها تختفي عن حياته بشكل مفاجئ، وبعد سنوات من تلك الحادثة وعقب انتهاء الحرب، وبينما يحضر الشاب الذي أصبح طالب قانون جلسات محاكمة جرائم الحرب يصادف وبشكل مفاجئ تلك المرأة التي أصبحت أحد المتهمين بجرائم حرب وهي تقوم بالدفاع عن نفسها. وقد فازت الممثلة الإنجليزية كيت ونسليت عن هذا الفيلم بجائزة أفضل ممثلة مساعدة إضافة لفوزها بجائزة أفضل ممثلة رئيسية.

* أفضل فيلم تحريك: WALL·E إخراج: أندرو ستانسون أصوات: بين برت، أليسا نايت في واحد من أفضل أفلام التحريك الهوليوودية خلال السنوات الماضية، يقوم المخرج أندرو ستانتون بخوض تجربة جديدة مليئة بالعواطف والأحاسيس والصفاء على خلفيه عالم سوداوي اختفى عنه الإنسان، ولم يتبق إلا «وال أي» وهو روبوت يعمل في جمع النفايات التي خلفها الإنسان، وفي ظل وحدته الصامتة يصل إلى الأرض ربوت «أنثى» فائقة التطور وذلك للبحث عن سر الحياة، فتنشأ بين الاثنين علاقة حب أفلاطونية صامته ومليئة بالحياة.

* أفضل فيلم بلغة أجنبية: Waltz with Bashir إخراج: أري فولمان عرض فيلم التحريك الوثائقي الإسرائيلي «الرقص مع بشير» لأول مرة في مهرجان «كان» في دورته الفائتة، وحقق حينها ردود أفعال إيجابية وإن خرج خالي الوفاض من المسابقة، إلا أنه لاحقا بدأ يحصد الكثير من جوائز الفيلم الأجنبي في المسابقات الأميركية وهو مرشح أيضا وبصورة كبيره للفوز بأوسكار أفضل فيلم أجنبي لهذا العام. يقدم المخرج الإسرائيلي آري فولمان في الفيلم محاولة لاستذكار ما حدث في مجازر صبرا وشاتيلا من خلال مجموعة من الحوارات مع زملاء سابقين له سبق أن شارك معهم هو نفسه كجندي في أحداث اجتياح بيروت ومن ثم صبرا وشاتيلا. وعوضاً عن التوثيق السردي المجرد للحادثة أراد أن يستعيدها ويستذكرها بصورة تأملية سريالية وشاعرية مؤلمة.