كارلوس عازار: تأخر الدراما اللبنانية سببه ضعف «الإنتاج»

يمثّل ويقدّم برامج.. وقد يفكر في الغناء

كارلوس عازار («الشرق الاوسط»)
TT

كارلوس عازار وجه فني جديد أطل عبر الشاشة الصغيرة في بضعة مسلسلات فجذب المشاهد وأثبت قدرته على تجسيد الأدوار بشكل طبيعي ولافت. وهو ابن المطرب اللبناني المخضرم جوزف عازار. ورث عنه الثبات وحس المسؤولية وأضاف إلى الشاشة الصغيرة الاحتراف والدقة، خصوصا أنه أمسك بالمجد من أطراف عدة. فهو حائز شهادة الدبلوم في الفنون الجميلة، ودرس الغناء لخمس سنوات فأجاد العزف على العود والبيانو، وإضافة إلى ذلك يعمل في مجال التقديم التلفزيوني في برنامج صباحي يعرض على شاشة الـ «O.T.V».

ويعتبر عازار أن الانتشار والرواج اللذين يعيشهما في الفترة الأخيرة هما نتاج جهد مستمر وتخطيط ودقة في انتقاء الخطوة التي ينوي الإقدام عليها. فكارلوس الذي عرفناه من خلال مسلسل «كبرياء وندم»، يقول إن «الليلة الأخيرة» هو العمل الذي جعله ينتقل من الهواية إلى الاحتراف، فكان بمثابة نقطة التحول التي وضعته على الخط الصحيح. ويقول: «اليوم صرت قادرا على التحكم في الأدوار التي تناسبني معنويا وماديا، وإذا ما عرض علي عمل ما أدرسه بالتفصيل الممل وأفرض الأجر الذي أراه مناسبا لأني لا أريد أن أنتهي كممثلين قديرين عملوا في الماضي بكد ولم ينالوا حقوقهم المادية والمعنوية كما يجب». ويضيف: «عندما أتذكر ليلى كرم، ماجد أفيوني، عليا نمري، وغيرهم من الممثلين الذين تركوا بصمة على الأعمال الدرامية في لبنان، تزداد عزيمتي للتعامل مع نفسي وموهبتي باحترام».

ويرى كارلوس أنه آن الأوان لوضع الممثل في الإطار الذي يستحقه من دون الاستهتار بمقدرته، مشيرا إلى أن بعض العاملين في هذا المجال يشوهونه بعبارات بالية غير واقعية فيرضون بتجسيد الأدوار ولو من دون مقابل من أجل الظهور على الشاشة وهذا خطأ سينقلب عليهم سلبا من دون شك. ويقول: «أعرف ما لدي من قدرات ولذلك لا يمكن أن أفرط فيها من أجل حفنة من المال احتراما لنفسي ولمن سبقني في هذه المهنة».

واعتبر كارلوس تحضيره للدور بمثابة تقليد يتبعه باستمرار فيدرس «الكاراكتر» الذي يقوم بتشخيصه ويتعرف إلى أنماط بشرية قريبة منه ليستمد منها الحقيقة في التعبير. وعن دوره في المسلسل الجديد «عصر الحريم» الذي يعرض حاليا على شاشة «إل بي سي» يقول: «ستتعرفون إلى كارلوس مغاير تماما للذي سبق أن شاهدتموه في مسلسل «بين بيروت ودبي» (شارك فيه إلى جانب كارمن لبس وفارس إبراهيم)، موضحا أنه يجسد شخصية متعجرفة تبحث دائما عن مصلحتها الشخصية ظالمة في بعض الأحيان مع الأشخاص الذين يريد الانتقام منهم.

ويرى كارلوس أن غياب وجوه وظهور أخرى جديدة في المسلسلات هو كناية عن عملية مد وجزر طبيعية في مجال يتطلب الدم الجديد والموهبة المتألقة ليحافظ على استمراريته، مشيرا إلى أن الوقت هو الغربال الذي يسمح لأشخاص بالحفاظ على مكانتهم فيما يكون آخرون في طريقهم إلى الانسحاب.

ويأمل كارلوس أن يعطي القانون الجديد الذي وقعه مجلس الوزراء اللبناني والخاص بتنظيم نقابة الفنانين دفعا إيجابيا للعاملين تحت سقفها.

وعما اكتسبه من مشواره الفني يقول: «الصبر والهدوء والاحتراف واحترام الوقت هي عناصر مهمة للنجاح، وقد تعلمتها من خبرتي العملية ومن ممثلين مخضرمين عملت معهم. الممثل وحتى الفنان بشكل عام عليه أن يتمتع بمستوى أخلاقي عالٍ وإلا سقط في بحر الفشل». ومن والده حفظ وصية واحدة لطالما يرددها له حتى اليوم وهي ضرورة التواضع، «فالشهرة يجب ألا تسرق من الفنان واقعيته وإحساسه بالآخرين. يقول: «منذ سبع سنوات لم أكن معروفا كما اليوم، وبالرغم من ذلك فقدماي ما زالتا ملتصقتين بالأرض ولا أنوي الطيران لا اليوم ولا غدا».

وعن سبب تخلف الدراما اللبنانية وتأخرها في الانتشار كما الدراما المصرية والسورية، رأى كارلوس أن الخطأ لا يقع على الممثلين أو المخرجين بل على الإنتاج. وفي «سورية مثلا، الدولة دعمت هذا المجال لسنوات عدة، الأمر الذي زوده بالقوة والانتشار، ولا أذيع سرا إذا قلت إن الدراما اللبنانية ناجحة تماما كالسورية والمصرية بفارق واحد وهو غياب دعم الإنتاج لديها».

وعما إذا كان ينوي الغناء في المستقبل القريب ليطبق المثل القائل «فرخ البط عوام»، رد كارلوس أنه حاليا لا يريد طرح نفسه كمغن فهو لا يهمه الحصول على لقب من دكاكين الألقاب المنتشرة هنا وهناك، وعندما يشعر بأنه أصبح جاهزا للغناء على طريقته وبالأسلوب الراقي الذي يراه، سيفكر في الموضوع.

وعن مجال التقديم الذي يمارسه عبر برنامج صباحي في تلفزيون O.T.V يقول إنه جاء بالصدفة عندما طرحت عليه الفكرة الممثلة كلوديا مرشيليان، فوقف أمام كاميرا تلفزيون لبنان في برنامج حواري فني واليوم في الـ O.T.V حيث يجد في التقديم مساحة هو بحاجة إليها واصفا إياها بالمكان المناسب له.