سلمى المصري: سبب نجاح «باب الحارة» حب الناس للبيئة الشامية

الفنانة السورية تستعد لتصوير مسلسل «تحت المداس»

سلمى المصري
TT

قبل حوالي ثلاثين عاما، انطلقت الفنانة السورية سلمى المصري في تجربتها الفنية، في سن صغيرة، وكانت البداية بعدد من الأدوار الهامة في أعمال درامية أواخر سبعينات القرن الماضي، وبأدوار النجومية من خلال المسرح والتلفزيون والسينما، حيث تابعها المشاهد العربي في أعمال مسرحية هامة مثل: كاسك يا وطن، وشقائق النعمان مع الممثل دريد لحام. وفي السينما تابعها المشاهد في أفلام مثل: مقلب في المكسيك، والاتجاه المعاكس، والمتبقي، وفيلم الآباء الصغار مع دريد لحام قبل سنتين. وبعد انطلاقة الدراما التلفزيونية السورية تابعها المشاهد في عشرات الأعمال الهامة، منها التاريخي كشجرة الدر، والشامي التقليدي كما في مسلسل حمام القيشاني، والاجتماعي المعاصر مثل الفصول الأربعة، وأشواك ناعمة، والعشرات من الأعمال الاجتماعية. وكذلك في أعمال كوميدية لطيفة مثل مرايا مع الفنان ياسر العظمة، وعائلتي وأنا مع دريد لحام. وفي الأشهر الأخيرة قدمت سلمى كثيرا من أدوار النجومية، في مسلسلات كوميدية واجتماعية معاصرة، منها المسلسل الجريء رياح الخماسين، وفي مسلسل حارة ع الهواء، ورفيف وعكرمة، وفي مسلسل أيام الولدنة. وفي حوار مع الفنانة سلمى المصري قالت لـ «الشرق الأوسط» إن لديها حاليا عملين تقرأهما بعناية وتمعن، التي ستصور خلال الأسابيع القليلة القادمة، منها مسلسل بعنوان تحت المداس؛ وهو مسلسل اجتماعي معاصر من إخراج محمد شيخ نجيب، وإنتاج شركة غولدن لاين. كذلك هناك عمل سينمائي تدرس نصه حاليا.. وتقول المصري إن أحداث غزة والمآسي التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، جعلتها بحالة إحباط، وليس لديها أي مزاج للعمل والقراءة.

وحول النجاح الذي حققه مسلسل أيام الولدنة جماهيريا، في حين لاقى مسلسل رفيف وعكرمة انتقاد البعض، وهما مسلسلان كوميديان شاركت بهما المصري بدورين رئيسيين، تقول سلمى «لكل عمل خصوصيته، وأيام الولدنة طرح قضايا تهم الناس، أما رفيف وعكرمة، الذي أديت فيه دور زوجة سفير، فقد عرض(ومشي الحال)، ولا أرغب في الحديث عنه بعد عرضه، ولكل رأيه في هذا المجال». مازالت سلمى تصر على أداء أدوار في المسلسلات الاجتماعية المعاصرة، وتقول في هذا المجال «أنا أفضل وأحبذ العمل في الدراما الاجتماعية المعاصرة، لكن ليس بالضرورة أنني لا أشارك في أعمال تاريخية، فإذا ما جاءني نص تاريخي مناسب سأشارك فيه، ومع أي مخرج».

وحول ما إذا كانت تفكر بالعمل في الدراما المصرية تقول سلمى «لم أفكر سابقا في التمثيل بمصر، لكن إذا عرض علي عمل مصري يحقق طموحي ورغباتي فسأوافق عليه مباشرة وشرطي هنا أن يكون ملائما لتجربتي الفنية الطويلة».

وبسؤال سلمى المصري عن الأعمال الشامية التقليدية، وهل تتابعها، وخاصة باب الحارة، ولماذا لم تشارك فيه، أجابت «عرضت علي المشاركة في الجزئين الأول والثاني من مسلسل باب الحارة، لكن لم أصل إلى اتفاق مع الجهة المنتجة للمسلسل، ولذلك اعتذرت عن العمل فيه، وإذا ما عرض علي العمل في الجزء الرابع منه فسأدرس الأمر وأقرر بعد ذلك، وقد شاهدت الأجزاء الثلاثة من باب الحارة وتابعتها وشاهدت اهتمام الناس بها، والجماهيرية التي حققها المسلسل، والسبب برأيي أن العالم العربي يحب مشاهدة البيئة الشامية التقليدية، كما أن الكثيرين يحبون مشاهدة كيف كانت حياة أجدادهم، وكيف كانوا يعيشون، وبالرغم من أنني لست مع فكرة المسلسلات بأجزاء، إلا إذا كان ذلك من صلب العمل، لكن باب الحارة لاقى شعبية وجماهيرية. مثلا في مسلسل الفصول الأربعة، عرض بعدة أجزاء لأنه منذ البداية وضع في مائة حلقة ليعطي موضوع العمل حقه؛ فهو يتابع مسيرة عائلة وأسرة بشكل اجتماعي درامي، أما أن يقدم عمل وينجح، ومن ثم تبدأ رحلة كتابة أجزاء أخرى منه بسبب نجاحه، فأنا لست مع هذا الأسلوب. وعن الأعمال التلفزيونية التركية المدبلجة والجماهيرية التي حققتها، قالت سلمى «هذه المسلسلات جميلة واللهجة الشامية ساهمت في نشرها في العالم العربي، وكانت أحد أسباب جماهيريتها عربيا».

وحول سر تألقها الدائم وإطلالتها الجذابة مع مضي سنين طويلة من تجربتها الفنية، التي بدأتها وهي في سن صغيرة، تقول سلمى «الحمد لله هذه نعمة من الله، وأنا أرجع السبب إلى تفاؤلي الدائم وحب الحياة والابتعاد عن اللؤم والحقد، وهذا كله ينعكس على وجه الإنسان. وقناعتي في الحياة أنه كلما أحب الفنان الناس كلما تألق»..

وعن عملها السينمائي القادم قالت المصري «هناك مشروع لفيلم سينمائي طويل، لكن كما ترى، الإنتاج السينمائي لدينا في سوريا قليل جدا ومحصور، تقريبا، في المؤسسة العامة للسينما، وآمل أن يكون العام الحالي 2009، ونحن في بدايته، انطلاقة الإنتاج السينمائي، من خلال شركات القطاع الخاص، أسوة بالدراما التلفزيونية، وسمعت أن هناك توجها للقطاع الخاص نحو الإنتاج السينمائي، أتمنى أن يتحقق ذلك قريبا».