برامج السير الذاتية للنجوم على صفيح ساخن

عمرو دياب متهم بنكران الجميل.. وعدوية يخشى كشف سقطاته.. وفؤاد يفكر

عمرو دياب («الشرق الإوسط»)
TT

عدوى السيرة الذاتية وتجسيدها دراميا، قفزت من الشاشة السينمائية والتلفزيونية إلى البرامج الفضائية. حيث باتت قصص حياة النجوم والنجمات مادة مثيرة تعرض في حلقات، تستعرض مشوار النجم وكيف كانت بدايته، مع صور أرشيفية ولقطات من طفولته ومدرسته وأصدقائه، وكثيرا ما يتم توكيل تقديم الحلقة إلى أحد من معاصريه ممن شهدوا معه مثل هذه الرحلة سواء على المستوى الشخصي أو الفني.

ومن أبرز هذه البرامج حلقات من 10 أجزاء بعنوان «الحلم»، تستعرض حياة الفنان المصري عمرو دياب بـ(الحلم). يركز البرنامج على طفولة عمرو دياب ومدرسته وأصدقاء الطفولة، والمعاناة التي عاشها، حتى وصل إلى قلوب محبيه في مصر والعالم العربي. ومن أهم أجزاء الحلقات الجزء الذي يتم فيه الحديث عمن دعموا عمرو ووقفوا معه حتى يصل لما هو عليه الآن من شهرة ونجومية.

لكن برنامج دياب بالرغم من موضوعيته والجهد الذي بذل فيه، نسي أو تناسى بعض الذين ساندوه ووقفوا بجانبه، ومن هؤلاء الملحن محمد الشيخ، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» انه لم يتوقع أن يسقطه عمرو دياب من حسابات مشواره الفني وهو الذي رافقه في رحلته على مدار سنوات طويلة، «وبيننا عيش وملح وأيام وذكريات». يعتب على دياب تناسيها. وعلى حد قول الشيخ «لذا أقمت دعوى قضائية ضده لعل وعسى أسترد بها ذلك الإسقاط المعنوي الذي تسبب فيه عمرو دياب لي ولآخرين أيضا وقفوا بجواره ولم يعرهم أي كلمة شكر أو ثناء».

على الجانب الآخر أكد أحمد زغلول المتحدث الرسمي باسم النجم عمرو دياب أنه (أي دياب) طيلة مشواره وهو لا ينكر تاريخ أحد وقف بجواره أو دعمه، وقال له حتى ولو كلمة مديح يوما، لأن دياب ابن بلد ويعرف الأصول جيدا وان كل ما قيل بشأن هذه القصة لا أساس له من الصحة، ولم يكن هذا الخلاف هو الوحيد الذي نتج عن برنامج (الحلم) بل نشب خلاف آخر بين كل من المنتج محسن جابر وعمرو دياب بشأن استغلال بعض الأغاني التي كان محسن قد أنتجها لعمرو في فترة تعاقده مع شركة عالم الفن المملوكة لمحسن جابر وذلك في برنامجه.

وأوضح محسن جابر لـ«الشرق الأوسط» أن الجميع يعلم أن عمرو دياب حقق معه سلسلة من النجاحات، كان أبرزها حصوله على جائزة «الميوزك اوارد» وهو في كنف عالم الفن، إلا أنه لم يذكر ذلك في برنامجه، ولم يكلف نفسه بالتنويه عن أن معظم الأغاني التي تذاع في البرنامج من إنتاج شركة عالم الفن، وهو ما لا يليق، الأمر الذي دفع محسن - على حد قوله - لإقامة دعوى قضائية يطالب فيها عمرو دياب بتعويض مادي قدره عشرة ملايين جنيه.

ومن جهته أيضا رفض أحمد زغلول المتحدث الرسمي باسم عمرو دياب مجرد التعليق، واكتفى بالقول إن السيد محسن جابر والفنان عمرو دياب طيلة حياتهما وهما أصدقاء.

ولم يكن عمرو دياب هو الوحيد الذي لجأ لبرامج السير الذاتية، بل إن النجم محمد منير أيضا أطلق برنامج (الملك) استنادا إلى اللقب الذي ناله من جمهوره على مدار مشواره الذي بلغ 31 عاما. وفي هذا البرنامج يستعرض منير بعضا من محطات حياته بالاستعانة بعدد من الفنانين ممن عاصروا تجربة منير وتعاملوا معها عن قرب.

وحول سبب اللجوء لمثل هذا البرنامج قال منير لـ«الشرق الأوسط» إن الجمهور يريد معرفة كل شيء عنه منذ أن كان طفلا وهذا أمر ليس سهلا الحكي عنه في حوار صحافي أو تلفزيوني يستمر لدقائق، بل هو مشوار لا بد، لكي يعطي الجمهور مصداقية، أن يحكى التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، لذا وافق على هذه التجربة، خاصة أن القناة التي تعرض عليها الحلقات قناة محترمة تقدر قيمة العمل الفني ولا تبخل عليه.

وبمجرد الانتهاء من إعداد ألبومه الجديد يتفرغ الفنان محمد فؤاد لدراسة العرض الذي قامت قناة الحياة بعرضه عليه مؤخرا وهو رصد لسيرته الذاتية ومشواره كاملا، إلا أن فؤاد لم يبد قبوله أو رفضه وطالبهم بتأجيل العرض لمده شهرين آخرين.

وأكد فؤاد لـ«الشرق الأوسط» أن العرض مغر، ليس من الناحية المادية فقط، بل من ناحية المادة التي ستقدم، حيث يحاول في حال قبوله أن يقدم مادة مختلفة غير مكررة وغير مستهلكة، وسيجعل الجمهور يعيش معه كما لو كان واحدا من أفراد أسرته. لكنه، والكلام على لسانه، يحاول التريث في هذه الخطوة لأنها أصعب من قبول فيلم سينمائي أو اختيار أغنيات ألبوم جديد.

وحول ما تردد بشأن أن الفنان أحمد عدوية يستعد لعرض مذكراته على الفضائيات أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الأمر لا يخرج عن حيز العرض فقط، لكنى أفكر في عدم قبول العرض، فأخشى أن يكون هناك في حياتي سقطات مثل كل البشر ويعرفها الجمهور عني، وبعد هذا العمر لا يغفر لي؛ لذا فالعرض صعب قبوله لأن عنصر الصدق والأمانة إن لم يتوافرا فليس للبرنامج أي قيمة.

وحول ظاهرة سرد النجوم لقصص حياتهم على الشاشة من خلال البرامج الفضائية، يرى الناقد طارق الشناوي أنها حولتهم إلى سلعة تجارية، فكم سيأتي من إعلان وما هي المحطة التي ستشتريها وتعرضها، وهل المقابل المادي للشراء مغر؟ كلها أسئلة يطرحها أصحاب هذه القنوات، هذا من الناحية التجارية. أما من الناحية الفنية، فأنا أرى أن الحيادية تنقص مثل هذه البرامج حيث يصورون الفنان وكأنه أسطورة، فيما يعني خطأ فادحا، لأنه من المفترض أن تقوم مثل هذه البرامج بنقل الحقيقية كما هي في حياة هؤلاء النجوم، وإلا فلا جدوى منها.