تولاي هارون: الأعمال الشامية ليست تجارية

عرفها الجمهور عبر مسيرتها الفنية منذ أكثر من 15 عاماً

تولاي هارون («الشرق الاوسط»)
TT

عبر مسيرتها الفنية المتواصلة منذ أكثر من 15عاماً عرفها جمهور الشاشة الصغيرة ممثلة خفيفة الظل مرحة وذات حضور مميز وهي تجسد الشخصيات بمختلف اللهجات من البدوية إلى الحضرية والريفية والمدنية والشامية والخليجية وتشارك في أعمال تلفزيونية سعودية وإماراتية وأردنية وتابعها الجمهور وهي تقدم هذه الشخصيات بمختلف حالاتها من المرأة المضطهدة إلى الزوجة القوية والأم الحنون والطالبة المتمردة والشابة الرومانسية الحالمة فشاهدها في عشرات الأعمال التلفزيونية التاريخية والاجتماعية المعاصرة والبدوية التي أجادت في تجسيد شخصياتها ببراعة وحرفية ومنها جواهر بجزأيه والجذور السوداء والقلوب الدافئة وغدر الزمان وكنا أصدقاء والأيام الصعبة والتحول العظيم وعطر البحر والحيتان والخشخاش وغفلة الأيام، وشاهدها الجمهور تجسد شخصية العمّة الحنون التي تعمل على شمل العائلة في مسلسل على حد حافة الهاوية مع المخرج المثنى صبح وشخصية الزوجة المغلوب على أمرها في ممرات ضيقة مع المخرج محمد شيخ نجيب وشخصية عبلة عاملة السنترال في مسلسل يوم الخميس الساعة التاسعة مع المخرج عمار رضوان، كما تابعها الجمهور مقدمة لبرنامج تلفزيوني على الهواء مباشرة في الإمارات العربية المتحدة ومقدمة لبرنامج الدنيا بألف خير في إحدى الإذاعات السورية الخاصة وفي المسرح كانت حاضرة في مسرحية سور الصين التي نالت عليها أفضل ممثلة وفي السينما شاهدها جمهور الفن السابع في فيلم ليالي ابن آوى مع عبد اللطيف عبد الحميد وفي غيرها من الأفلام... ولعل أبرز الشخصيات التي نالت فيها شهرة كبيرة في الأعمال التلفزيونية الأخيرة كان تجسيدها لشخصية ديبة الزوجة المضطهدة التي تعاني من قلة احترام زوجها جودي (باسم ياخور) لها في المسلسل الكوميدي (ضيعة ضايعة) الذي ما زال يعرض على العديد من الفضائيات وتكررت إعادته أكثر من مرة في الفضائية الواحدة في السنة الأخيرة؟!..

إنها الممثلة السورية:(تولاي هارون) صاحبة الإطلالة الرقيقة والبسيطة والحضور الفني اللافت والروح المرحة التي تقوم حالياً بتصوير عدة مسلسلات جديدة تجسد فيها شخصيات مختلفة تتحدث عنها لـ«الشرق الأوسط» قائلة: آخر الأعمال التي أصورها حالياً المسلسل التاريخي بهلول وهو عبارة عن حلقات منفصلة جسدت فيها عدة شخصيات وكل شخصية مختلفة عن الأخرى في ست لوحات، وأصور حالياً دوري في مسلسل دروب مع المخرج أحمد إبراهيم وأجسد فيه شخصية (أم حسين) امرأة ريفية تعاني من ظلم زوجها لها مع أنه رجل نصّاب ومعروف في القرية بسلوكه السيئ، وأصور دوري في مسلسل مع المخرج عمار رضوان وهو اجتماعي معاصر تبدأ قصة العمل في حلقة وتنتهي في الحلقة التالية وأجسد فيه شخصية امرأة موظفة ومظلومة أيضاً حيث يقوم زوجها بالاستيلاء على راتبها كل أول شهر ولا يربي ابنهما بشكل جيد حيث يفشل الابن في مستقبله، كذلك شاركت في عشر لوحات من سلسلة درامية تربوية مع المخرج علاء الشعار وكذلك صورت دوري في مسلسل صور عائلية مع المخرج غازي إبراهيم وهو عبارة عن لوحات جسدت فيها شخصية زوجات مختلفة الاتجاه والسلوك والعمل.

وحول سبب نجاح مسلسل ضيعة ضايعة الذي جسدت فيه شخصية محورية قالت تولاي: هناك حالياً جزء ثان منه يقوم المخرج الليث حجو بالتحضير له وهو عبارة عن سلسلة جديدة من حلقات متعددة ولكن لم يتم المباشرة فيه ولا أعرف كيف ستسير الأمور وهل سأقدم نفس الشخصية وما عرفته كان من زميلي نضال سيجري حيث اشتركت أنا وهو في فريق تحكيم مسابقة توب موديل أقيمت في دمشق وأخبرني نضال بذلك وشهرة المسلسل وشعبيته جاءت برأيي من بساطته حيث كل شخص يحتاج لهذه البساطة وكونه يخرج من القلب إلى القلب وميزة هذا المسلسل بعكس بعض المسلسلات الأخرى التي يشاهدها الجمهور فيتأثر وينزعج ويحتد أحياناً من القهر الذي يقدمه المسلسل بينما في ضيعة ضايعة يتابعها المشاهد ليسر به ويرتاح ويروّق وأنا أشبه ذلك بشخص يتلقى دعوة في مطعم عشر نجوم فيضطر للتقيد بالبرستيج والاتيكيت والمظاهر بينما لو تلقى دعوة لمطعم نجمة واحدة فسيسر أكثر لأنه يتحرر من القيود والبرستيج ويكون مرتاحاً أكثر وهذا واقع مسلسل ضيعة ضايعة فالبساطة ميزته بكل شيء من الأداء والتمثيل وتوصيل الفكرة ببساطتها وحتى الإخراج واختيار المكان الهادئ البسيط والجميل حتى أصبحت القرية التي صورنا فيها العمل نجمة ومشهورة كذلك اللهجة التي قدمت في العمل وأحبها الجمهور ورددها الكثيرون من الشباب، اعتقدها البعض لهجة ريفية وهي في الواقع لهجة مدنية لاذقانية. وحول الإرهاق والجهد الكبير الذي بذلوه في المسلسل خاصة مع التصوير في قرية نائية قالت تولاي نحن في النتيجة ممثلون وعلينا أن نبذل الجهود وأن نتعب لنقدم العمل بشكله المطلوب ولكن أقول لك بصدق إننا في تصوير مسلسل ضيعة ضايعة كنا سعيدين جداً واعتبرناها فترة استجمام لنا واستعدنا فيها صحتنا رغم أنني كنت أسافر يومياً من اللاذقية إلى كسب ومن ثم إلى قرية السمرة التي صورنا العمل فيها وهي تقع في أقصى الشمال على الحدود مع تركيا وكنت سعيدة بهذا العمل وبتجسيدي لشخصية ديبة فأنا شعرت أنني أقدم فنا وعلي أن أبذل كل جهدي لإنجاح الشخصية وأسأل تولاي عن إمكانية مشاهدة أعمال تلفزيونية قادمة مستوحاة من البيئة اللاذقانية (وهي ابنة اللاذقية) كما هو الحال مع مسلسلات البيئة الشامية والحلبية فأجابت تولاي: كل شيء ممكن وهذا يعود للمنتجين والمخرجين والكتاب ونحن كممثلين نستلم النص ونجسد الشخصيات فيه مع اعتقادي هنا أن بيئة اللاذقية يمكن أن تقدم الكثير من الحكايا والقصص الشعبية والتراثية كالبيئات السورية الأخرى.

وحول تجسيدها للشخصيات البدوية في مسلسلات عديدة وتفضيلها لأي من الشخصيات الاجتماعية أو الريفية أو البدوية أو التاريخية قالت تولاي: كل عمل له خصوصية وبرأيي أن الفنان عليه مسؤولية إجادة كل الأدوار والشخصيات ولذلك بالنسبة لي كلها مفضلة عندي والمهم أن أوفق في تقديمها وإيصالها للجمهور.

وحول متابعتها للدراما الخليجية ومشاركتها فيها قالت تولاي: شاركت في العام الماضي في مسلسل قطري حمل عنوان: (ملامح بشرية) وجسدت فيه شخصية الأم الأرملة التي يسافر ابنها للخارج ويتعرض لمشكلات في الخارج فيعود للوطن وتتفرغ لتربية أولادها والتضحية من أجلهم. وبرأيي أن الدراما الخليجية تتطور بسرعة وقدمت لنا في السنوات الأخيرة الكثير من الأعمال الهامة والوجوه الفنية المميزة وهذا يجعلني أقارن الدراما الخليجية بالغناء الخليجي الذي أحببناه كثيراً وأنا أسمعه دائما وحالياً أصبحت الدراما الخليجية أيضاً حاضرة في العالم العربي ووصلت لمستوى الغناء الخليجي وأصبحنا نشاهد المسلسلات الخليجية ونتعلق بها كما تعلقوا هم بأعمالنا الدرامية.

وعن سبب عدم مشاركتها في أعمال من البيئة الشامية قالت هارون: أنا أحب المسلسلات الشامية وأتابعها فهي تعيدنا للأصالة والتراث وتمكن الجيل الجديد من فهم هذه البيئة والأصالة التي نفتقدها في هذا الوقت وهي في المحصلة دراما وأرى أن التكرار فيها مفيد حتى تصل فكرة هذه الأعمال للناس وأنا ضد من يقول إن الهدف من وجود هذه الأعمال بكثرة هو هدف تجاري وهذه الأصوات تريد إيذاء دراما البيئة الشامية وأنا واثقة من أنهم لن يستطيعوا إيذاءها رغم أنني لم أشارك فيها وقد لا أشارك فيها مطلقاً كونني لاذقانية ولست دمشقية وقد لا أجيد اللهجة الشامية بشكل دقيق ولكن أتابعها على الشاشة وأحب هذه المسلسلات وعلينا ألا ننسى العادات والتقاليد الأصيلة التي تقدمها هذه الأعمال.

وحول عودة الشللية للوسط الفني السوري قالت تولاي: ألم ننته من هذه القصة بعد أن تحدثوا فيها قبل سنوات وقلنا فيما بعد انتهينا منها وشبعنا كلاماً عن شلة للمخرج فلان وشلة لشركة إنتاجية وغير ذلك مللنا من هذه المقولات؟!.. أنا لا أرى أي شللية وكل فنان يمكن أن يأخذ حقه ودوره في خارطة الدراما السورية.

وعن وجود الممثلين السوريين في الدراما المصرية قالت تولاي: أتمنى التوفيق للجميع وكلنا نتكلم باللغة العربية ولكن بلهجات متعددة ونحن نعمل منذ سنوات مع الدراما الخليجية فلماذا ينتقد البعض مشاركة الفنانين السوريين في الدراما المصرية، وأنا أعتز عندما أجد زميلا لي أصبح نجماً في الدراما المصرية أنا عرض علي العمل في الدراما المصرية وأنا أتقن اللهجة المصرية ولكن اعتذرت لسبب وحيد وهو أنني لا أستطيع السفر لفترة طويلة ولشهور لوجود طفلين صبي وبنت عندي وحاجتهما لي في المنزل.

وأسأل تولاي عن مشاركتها في الأعمال الفنية المدبلجة وحصول هذه الأعمال على شهرة واسعة في العالم العربي فأجابت: شاركت في بعض هذه الأعمال وانتشار هذه الأعمال يعود لتبادل الثقافات بين البلدين والتواصل الثقافي والسياحي بيننا وعلينا أن نحترم ثقافتهم مثلما يحترمون ثقافتنا، وبرأيي أن دبلجتها باللهجة الشامية ساعد على انتشارها عربياً وهي التي جعلتها مشهورة لأننا لو حولنا دبلجتها في اللغة العربية الفصحى فلن تنال النجاح والشهرة كما واقعها حالياً.

وحول ما أثير من شائعات قبل سنوات عن خلاف بينها وبين شقيقتها الممثلة دينا قالت تولاي: تجربة دينا الفنية مهمة جداً وأنا لا أغار منها بل أغار عليها!.. ودينا حددت طريقها الفني بكل وضوح وأصبحت تعرف ماذا تريد وماذا تقدم وما هو لها وما هو عليها قد أكون، في بداياتها، كنت خائفة عليها ولكن الآن لم يعد هذا الخوف موجوداً.

وعن قول البعض بأن صوتها جميل وتغني أحياناً قالت تولاي: هذا غير صحيح ولا حتى في المناسبات ولكن أسمع الغناء الخليجي بشكل دائم وأعشق الكلمة المعبرة فيها ومعجبة كثيراً بصوت ماجد المهندس فهو يقدم أغنية طربية بكلمات صادقة وبإحساس جميل دافئ.