راشد الماجد لـ«الشرق الأوسط»: لا أحتكر الملحنين بل أشجعهم للتعامل مع غيري.. ومغامراتي ناجحة

أفضل أن تتحدث أعمالي عني.. و«الأماكن» ليست ثوبي فهي مفصلة على مقاس محمد عبده

راشد الماجد والفنان الإماراتي وعبد الله بالخير
TT

لم يكن مخطئا من يقول إن هناك أسماء لامعة تعد واجهة مشرفة للوطن وللسعودية.. بحق الفنان السعودي راشد الماجد واحد منهم. ومنذ دخوله عالم الغناء في الثمانينات الميلادية استطاع أن يكون واحدا من أهم فنانين الوطن العربي وأكثرهم شهرة. فراشد الماجد منذ انطلاقته من المنطقة الشرقية في السعودية خطواته واحدة ومدروسة. لم يكن مثل غيره يبحث عن الشهرة السريعة بل فضل أن يصعد سلم بهدوء دون تجاوز. وكانت المفاجأة الجميلة أن ألبوماته التي طرحت طيلة العقدين الماضيين هي الأكثر توزيعا والأكثر ربحا في سوق الكاسيت ولم يجد المحللون سببا لذلك الشيء إلا لأنه فنان ذكي يجيد ويتمتع بصوت مميز وحضور قوي واختيار مناسب ويبحث عن المتذوق العربي. لذلك كانت أكثر شركات الإنتاج تحاول خطفه وأبرزها شركة روتانا التي تمتلك أكثر من مائة فنان خليجي وعربي. ولكن راشد الماجد فضل الحرية.. . «الشرق الأوسط» التقت براشد الماجد في جدة بعد طرح ألبومه الأخير «نور عيني» الذي حقق نجاحا جماهيريا وكان هذا اللقاء... > دعنا نبدأ بالسياسة.. رغم الأجواء المتوترة والأحداث السياسية الساخنة رسم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز صورة جميلة للمصالحة العربية مطالبا بضرورة التسامح والصلح. كيف ترى تلك المبادرة؟

ـ والدنا طيب القلب الملك عبد الله بن عبد العزيز هو رجل التسامح وزعيم الأمة، وصدقني تلك المصالحة التي جاء بها والدنا في قمة الكويت وقمة الدوحة لم تكن مجرد مصالحة بين رؤساء الدول بل ستزرع روح المصالحة والمحبة والتسامح بين أبناء الشعب العربي كافة ويبتعدون عن كل السلبيات ويسودهم الود والإخاء حتى نرتقي كعرب ونصل إلى العالمية. > نعود للجانب الفني.. ماذا عن دور الفنان تجاه ذلك التسامح؟ وهل هناك ما يقدم من أغان تدعو للمحبة والسلام؟

ـ قبل دورنا تجاه الناس لا بد أن نبدأ بأنفسنا أولا، داخل الوسط الفني نحاول أن نبتعد عن المشاحنات والخلافات والمنافسة غير الشريفة. > ربما ذلك ما لاحظته أخيرا تجاهك. هناك روح الود والانسجام تجمعك بعدد من الفنانين الخليجيين والعرب وأيضا الإعلاميين، أبرزهم محمد عبده وعبد الكريم عبد القادر وعبد المجيد عبد الله.. هل هذا نضوج فني أم ماذا؟

ـ سمه ما شئت.. ولكن تجمعنا محبة صداقة وتعاون مستمر في تقديم أعمال معا وأيضا هناك تبادل استشارات بيننا لا ينقطع وطبعا الصغير يأخذ رأي الكبير وهكذا. > أحد الكتاب السعوديين قال في زاويته المحلية السعودية إن راشد الماجد يمتلك قاعدة جماهيرية فريدة من نوعها وألبوماته تحقق توزيعا يفوق الجميع. مطالبا أن يكون لك دور اجتماعي يخدم المجتمع الخليجي والسعودي خاصة.. ما رأيك؟

ـ أنا جاهز ولن أتردد في أي دور يخدم مجتمعنا ولكن الدور لن يقتصر على الفنان وحده لا بد من وجود مؤسسات تخدم ذلك التوجه. > ألبومك الأخير «نور عيني» حقق نجاحا كبيرا على مستوى الوطن العربي، وتوزيعا خياليا لم يسبق له مثيل رغم أن أكثر المنتجين والفنانين يشتكون من قلة توزيع الألبومات ملمحين إلى أن السبب يعود لعدم الدعم الإعلاني واكتفاء الجمهور بسماع الأغاني الجديدة عبر مواقع الانترنت؟.. كيف ترى ذلك النجاح؟

ـ أولا الحمد لله ذلك يعود بفضل دعاء الوالدين. قبل البحث عن الدعم الإعلاني والإعلامي لا بد أن تعرف ما يريده الجمهور ويفتقده، المتذوق المستمع دائما يبحث عن العمل الجميل والمتكامل سواء من ناحية الكلمة واللحن. فدائما أسمع ما يقال إن الذوق انعدم وأصبحت هناك ذائقة هشة والجمهور لا يبحث عن العمل الراقي، أنا أرى العكس لا يزال الجمهور يمتلك الأذن المتعطشة عن الفن الراقي فالمستمع العربي لو وجد فنا راقيا صدقني لن يذهب لفن آخر ولذلك لا بد من حسن الاختيار والدقة في ذلك حتى وإن غبت عن طرح الألبومات لسنتين أو ثلاث أو أكثر. > وربما ذلك النجاح يكون سببا في نجاح الفنان على خشبة المسرح. وهذا ما حصل معك في حفلتك الأخيرة في ليالي فبراير في الكويت؟

ـ فعلا وقدمت مجموعة من أعمالي والجمهور الكويتي جمهور متعطش ومتذوق للفن كان يردد الأغاني الجديدة ويطلبها. > علاقتك الجميلة بوليد البراهيم رئيس مجلس إدارة مجموعة «ام بي سي» التلفزيونية أثمرت عن انطلاق قناة موسيقية جديدة لعالم الفضائيات وهي قناة «وناسة».. حدثنا عن تلك العلاقة؟

ـ الشيخ وليد البراهيم مفكر إعلامي من الطراز الأول فهو بحق شخصية مؤثرة ومهمة في عالم الإعلام فهو شرف للإعلام السعودي ومثل قناة «العربية» أو «ام بي سي» رسمت صورة جميلة للإعلام الصادق والهادف، وقدمنا معا قناة موسيقية شبابية تركز على الجانب الفني. > شاركت أخيرا في أوبريت الجنادرية وعنوانه «وطن الشموس» كيف تصف تلك المشاركة الوطنية؟

ـ الوطن يستحق الشيء الكثير.. والعمل كان يحمل لوحات جديدة ومختلفة سواء من ناحية الكلمة التي كتبها الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن وأيضا من ناحية اللحن الذي أبدع في تقديمه الدكتور عبد الرب إدريس. فاللوحات الحوارية أعطت طابعا مختلفا وجديدا للأوبريت. وذلك الاهتمام والنجاح يعود لقائد تنظيم مهرجان الجنادرية الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز الذي يضع جل اهتمامه في مثل تلك المهرجان الوطنية. > طيلة السنوات الماضية كان لك دور بارز في صناعة أسماء جديدة في ساحة الفن.. أبرزهم الفنان العراقي وليد الشامي وأيضا الفنان أحمد الهرمي. بالإضافة إلى مواهب غنائية شابة قدمتهم أخير عبر منبرك الإعلامي.. حدثنا عن تلك الخطوات؟

ـ المجال مفتوح لكل المواهب وكل من يقدم سواء من خلالي أو من خلال غيري لأنني أرى أن كل موهبة تقدم الإبداع تستحق أن تظهر وتخدم فننا. > ولكن في الفترة الماضية وتحديدا في ألبوم «سلامات» رأى البعض أن اختيارك لمجموعة من ألحان وليد الشامي مغامرة ؟

ـ إذا كانت مغامرة فهي مغامرة ناجحة مع أني لا أفضل إن تقاس هكذا. فتلك الأعمال التي قدمتها من ألحانه سواء «سلامات» أو «صاحي لهم» وغيرها الكثير حققت نجاحا كبيرا وفتحت المجال لوليد الشامي أن يطلب من فنانين آخرين ويقدم لهم أعمالا وأيضا فهو مطرب جميل له أعمال جميلة. > هل يزعجك أن من قدمتهم يذهبون لغيرك؟

ـ طبعا لا.. دائما أقول لهم سواء الشامي أو الهرمي وغيرهم أن يسمعوا غيري ويفتحوا المجال مع آخرين. ولم أكتف بذلك بل كنت أطلب من أصدقائي الفنانين ومنهم عبد المجيد عبد الله أن يستمع لألحانهم ربما وجد عندهم ما يعجبه. > هناك من يقول إن أغنية «الأماكن» التي قدمها محمد عبده قدمت لك قبل محمد عبده وأيضا قدمت لفنانين آخرين ولكنك رفضتها؟

ـ أغنية الأماكن عمل جميل.. ولكن قلتها سابقا كيف ألبس ثوبا ليس بثوبي فأغنية الأماكن عمل مفصل لمقاس محمد عبده. > علاقتك بالصحافة الفنية السعودية فيها تجاذب تارة تكون هادئة واحيانا متوترة.. ماهي صورة الصحيحة لعلاقتك معهم؟

ـ هم في النهاية اخواني وتربطني بهم علاقة ود واحترام وهم في النهاية دورهم مهم وفعال للرقي بالفن السعودي. ولكن ليس هناك توتر بل افضل ان اكون بينهم اذا كان لدي جديد وفي نفس الوقت افضل ان اعمالي هي التي تحدث عني. > ولكن كان هناك عتب عليك اثناء وجودك في ليالي فبرايرحفل الكويت من انك لم تلتقي بالصحافيين؟

ـ بعد ازمتي الصحية وتاجيل حفلتي فضلت ان اعود إلى جمهوري في الكويت وان اشاركهم افراحهم. ولكن انت تدرك اننا في اجواء حفلة بين وصولك إلى مقر ووقوفك امام الجمهور دقائق وفي ذلك الوقت كل تركيزك ينحصر في ذلك الوقت على الجمهور وخشبة المسرح وماستقدمه من اعمال. > ماذا اصابك بالضبط وكان سببا في تاجيل حفلتك.. ولزمته على أثره السرير الابيض قبل اسبوعين؟

ـ هوما يسمى «الجدري المائي» والحمد لله ازمة وعدت.. قال ضاحكا: «جاءنا على كبر».. ولكن سلمنا وان شاء الله ان يبعد الشر والمرض عن الجميع وان تعم عليكم الصحة والعافية.