ميريام فارس: مقارنتي بفيروز ستظلمها وتظلمني

قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها قبلت يد منصور الرحباني قبل وفاته

ميريام فارس («الشرق الاوسط»)
TT

من الممكن أن يظن البعض أن ما قامت به مريام فارس انتحار فني، ولم لا وقد اختارت بمحض إرادتها أن تبدأ أولى خطواتها السينمائية بدور سبق أن أدته «جارة القمر» فيروز في مسرحية كتبها الأخوان رحباني، لكن ميريام نجحت، وأكد النقاد أنها استطاعت أن تنحت لنفسها أداء مستقلا.. التقتها «الشرق الأوسط» في القاهرة وهى في نشوة النجاح، تراودها أحلام أخرى في الغناء والتمثيل وتخطى أسوار العالمية.

> لماذا تغير الاسم من هالة والملك إلى «سيلينا»؟

ـ فيلم «سيلينا» عمل غنائي استعراضي لبناني للعملاقين «الأخوين رحباني»، والعمل مأخوذ من مسرحية «هالة والملك» وتغير الاسم حتى لا يربط المشاهد بينه وبين العمل المسرحي، ويشاركني البطولة دريد لحام وايلي شويري وانطوان كرباج ومن إخراج حاتم علي وإنتاج نادر الأتاسي.

> وماذا عن دورك في فيلم سيلينا؟

ـ أجسد شخصية هالة بائعة الأقنعة وهذا الدور سبق وجسدته من قبل السيدة فيروز في المسرحية، والفيلم تقريبا نفس أحداث المسرحية.

> ألم تخشي المقارنة مع قامة بحجم فيروز؟

ـ انتابتني حالة من الخوف حينما تلقيت عرض المشاركة في العمل، وخشيت على نجاحي كمطربة، كما قلقت بشدة لأن هناك من سيقارنني بفيروز لكن إصرار المنتج نادر الاتاسي على لعبي دور هالة شجعني علي قبول العرض، وأنا لا أجرؤ على وضع نفسي بمقارنة مع فيروز فهذا ظلم لي وظلم لها أيضا.

> وما سبب إصرار المنتج نادر الاتاسي علي اختيارك؟

ـ الأتاسي مكتشف أهم عمالقة الفن في لبنان، ومنتج كل أعمال السيدة فيروز تقريبا وعندما شاهدني في الكليبات وتحدث مع مدير أعمالي وعقد جلسة عمل معي، قال لي أنت الأقرب لفيروز في الذكاء وسرعة الاستيعاب والكاريزما التي تخطف الأنظار، وهذا الحديث أسعدني كثيرا رغم إيماني المطلق بأن أحدا لن يشبه فيروز. > هل تحدثت مع فيروز قبل التصوير؟

ـ لم أنل مثل هذا الشرف ولكن من المؤكد أنها علمت بالأمر، كما تواجدت ابنتها ريما في العرض الخاص للفيلم قبل أيام في لبنان، ومن المنتظر عرضه قريبا في مصر.

> كيف أعددت نفسك لأداء شخصية هالة؟

ـ قرأت السيناريو جيدا، وتحدثت مع مخرج العمل حاتم علي لأعرف توقيت البروفات، فاجأني برفضه بشدة وقال لي اقرئي السيناريو واحفظي دورك فقط.

> ولماذا رفض برغم أنها المرة الأولى التي تمثلين فيها للسينما؟

ـ قال لي ثقي بي وكوني تلقائية، لا أريد أن تمثلي بقدر أن تكوني طبيعية وعفوية، لكنني تدربت كثيرا على الغناء والاستعراض لمدة شهر تقريبا بصفة يومية، وساعدني مرارا النجم ايلي شويري، الذي يؤدي دور والدي في العمل، وأدى نفس الدور أمام السيدة فيروز. > هل قابلت الراحل منصور رحباني قبل التصوير؟

ـ نعم ولكن كان من الصعب الحديث معه لظروف مرضه، فقط قبلت يده، وأخذت البركة منه، ولكن المنتج أبلغه أنني سأؤدي دور هالة، فرد عليه بأنني مناسبة للدور.

> وماذا كان رد فعل الجمهور في لبنان بعد عرض الفيلم؟

ـ العرض الخاص للفيلم كان مزدحما جدا وكنت مصابة وعلى وشك الموت خشية الفشل لكني فوجئت بحالة من التصفيق الحاد، وإشادة متكررة بما أديته.

> وماذا عن رأي النقاد في لبنان؟

ـ أكثر ما أسعدني تشديد غالبيتهم على أنني نجحت في خلق أداء مستقل عما أدته السيدة فيروز في المسرحية، وأبرز من قال ذلك «شكري أنيس فاخوري» وهو كاتب كبير أعتز بآرائه، كما قال إن ميريام أمسكت الدور من البداية حتى النهاية، كما أشاد أيضا بي مجموعة من المخرجين ومنهم وسام أبو سمرة و طوني أبو الياس.

> بداية لبنانية في السينما، رغم أن كثيرين يفضلونها مصرية، هل خشيت المغامرة؟ ـ «سيلينا» كان فرصة فريدة لأمارس الاستعراض والغناء في السينما، كما أن اسمه مرتبط بعملاقين هما الأخوان رحباني إضافة إلى السيدة فيروز، كما كنت أريد إثبات نجاحي داخل لبنان مسقط رأسي أولا، وجاءتني عروض كثيرة من السينما المصرية قبل سيلينا وكنت أؤجل الفكرة، لكن هذا النجاح فتح شهيتي على العمل وأدرس حاليا مجموعة من العروض السينمائية في مصر.

> وهل ستبدئين مباشرة خلال فترة قريبة ؟

ـ لا.. سأنتظر حتى يعرض « سيلينا» في مصر وأتعرف علي رد فعل الجمهور المصري لان رأيهم في ميريام كممثله يهمني، وبناء على ذلك سأتخذ قراري. > من قام بالاتصال بك لتهنئتك من نجمات الغناء في لبنان؟

ـ ضحكت.. لم يهنئني أحد منهم.

> وماذا عن خلافاتك مع المطربة قمر؟

ـ تحدثت في الجرائد والمجلات لكني لم أرد عليها لأني لو فكرت في الرد علي أحد يهاجمني فسيكون ذلك اعترافا مني بأنه في نفس مستواي الفني.

> الفيلم استعراضي غنائي.. هل هي خطوة لتقديم الفوازير؟

ـ جاءني عرض من التليفزيون المصري العام الماضي أثناء تصويري للفيلم، وتم عقد جلسات عمل ولكني رفضت بسبب ضعف الإنتاج، فأنا أريد تقديم فوازير علي نفس مستوى ما قدمته شريهان ونيللي، ولن أتردد في الموافقة لو كان الإنتاج مماثلا لما قدمتاه.

> تعشقين الاستعراض والرقص في كل أعمالك لكن في كليب «أنا مش أنانيه» تخليت عنهما. لماذا؟

ـ كنت أريد عملا مختلفا عما تعود الجمهور أن يراني أقدمه، ونجح الكليب بالفعل، ربما لأن الجمهور اكتشف داخلي قدرات أخرى غير الرقص والصوت والاستعراض وهي الأداء التمثيلي، وإظهار الجانب الرومانسي لدي، كما أن الأغنية «هيد» وفكرت بعمل كليب يعبر عن كلماتها ويبرزها.

> من أطلق عليك «حورية الصحراء»؟

ـ جمهوري في الخليج، والسبب كليب «مكان وين» الذي صورته في الصحراء ونال إعجاب جمهور الخليج والجمهور العربي عموما، وأنا أعتز بهذه التسمية.

> لمن تميلين من مخرجي الفيديو كليب ؟

ـ كل مخرج له شخصيته المستقلة فكل واحد منهم يعطيني شكلا مختلفا وأنا قادرة علي توظيفهم بالشكل الذي يضيف لأعمالي الفنية فعلى سبيل المثال وسام أبو سمرة يعطني الشباب والاستعراض أما ليلي كنعنان فتظهر أنوثتي كذلك يحيى سعادة.

> تفاجئيننا بطلّة ولوك جديد من وقت لآخر. ما السبب؟

ـ أعشق التغيير والتجديد وأحب من وقت لآخر الظهور بأكثر من لوك وأنا أتدخل في كل الصغير والكبير مع فريق عملي وخاصة في استايلي في اللبس فأنا أستعين بمصممة أزياء فرنسية.

> لماذا لم تفكري بعمل «ديتو»؟

ـ أفكر في هذا لكن أنتظر فرصة تضيف لي وأنا أسعي لذلك.

> ألم يراودك حلم العالمية؟

ـ من المفروض أن أثبت أقدامي كمطربة عربية، وهذا هو الطريق الأمثل للوصول للعالمية، وأتمنى تقديم أعمال برفقة نجوم عالميين مثل سانتانا. > لماذا لم تخوضي مجال غناء تترات المسلسلات؟

ـ تلقيت عرضا قبل ذلك للغناء في أحد الأعمال السينمائية لكن رفضت لحين خوضي تجربة التمثيل في العمل نفسه.

> ألم تخشي أن يؤثر التمثيل على مستقبلك كمطربة؟

الغناء هو حياتي ولدي القدرة علي التوفيق بينهما.

> وما آخر أعمالك الغنائية؟

ـ سأصور قريبا «كليب» مع المخرج يحيى سعادة بعنوان «اللي بيحصل» وأصوره بناء علي طلب الجمهور المصري، كما سيعرض لي قريبا أغنيه «بتروح»، وهي من كلمات وألحان مروان خوري.