شريط سينمائي

TT

إذا أردنا أن نقيم المحتويات التي تحويها شبكة الإنترنت باللغة العربية، ونقوم بتصنيفها ثم ترتيبها وفقا للقيمة المعرفية، فإن صفحات الإنترنت التي تدور حول الفنون والتلفزيون تكاد تكون الأضعف. وعلى وجه الخصوص السينما، حيث لا يزال الإنترنت يفتقد إلى مصدر «جيد» للمعلومة السينمائية. وعلى الرغم من وجود بعض المدونات العربية السينمائية التي يديرها ويكتبها بعض من كتاب ونقاد السينما، فإنها على الأغلب تفتقد إلى المفهوم الحقيقي لمعنى مدونة، فاستحالت إلى مجرد أرشيف غير منظم للمقالات التي تنشر لهم غالبا في المطبوعات الورقية. الشكل الآخر يتمثل في مواقع سينمائية مقالية وإخبارية من الأفضل الإشارة إليها على أنها مواقع شخصية، تنطلق من رؤية مؤسسها وتقوم على إمكاناته الضعيفة والمتواضعة، وتعتمد في استمراريتها وثباتها بصورة كبيرة أيضا على جاهزيته وتفرغه ووجوده الدائم. من هذه المستويات انطلق قبل عدة سنوات موقع متخصص في فنون السينما والنقد السينمائي، ذلك هو «شريط» في إشارة إلى شرائط بكرات السينما، وهو ما كان شعارا للموقع. لم يكن الموقع حينها يحظى بأي كتاب يقومون بالكتابة الحصرية له، وإنما كان مجرد مجموعه من المقالات التي تنشرها الصحف العربية وبعض مواقع الإنترنت ويشار إلى مصدرها الأصلي، وبقي على هذه الحال لسنوات. كنت أعتقد أنه لن يستمر طويلا، وربما كان مصيره ذلك بالفعل لو استمر على ذلك المنوال، لأن الكتابة الحصرية والخاصة كانت دائما وأبدا هي الوسيلة الأكثر جاذبية للقارئ حتى وإن كانت مستويات الكتابة متدنية وحتى لو كانت المواد المنشورة استهلاكية، كأخبار النجوم والموضة مثلا. ومع الزمن نسيت وجود موقع اسمه «شريط» طوال الفترة الماضية إلى أن جاءتني دعوة عبر الإميل تدعوني لزيارة الموقع الذي انطلق بحلة جديدة. قمت بزيارة الموقع بين فترة وأخرى طوال الشهر الفائت. ولم يكن الموقع الجديد مجرد موقع بحلة جديدة وإنما بمادة جديدة وأهداف جديدة وموضوعات جديدة. فلم يعد الموقع موقعا سينمائيا بحتا، وإنما استحدثت فيه بعض الأقسام الأخرى المتخصصة في الفنون الأخرى والتلفزيون والفضائيات والتكنولوجيا وحتى الرشاقة أيضا! أصبح المحتوى ضخما، وأصبحت المادة متنوعة أقرب إلى مجلة منوعات منها إلى صحيفة سينمائية، وكأن مدير تحرير الموقع، الكاتب والناقد السينمائي العراقي محمد موسى الذي يقيم بهولندا يريد أن يقول إن الكتابة السينمائية بذاتها «ما راح توكل عيش». وربما يكون ذلك صحيحا لكن يجب أن ننظر إلى ذلك بنظرة إيجابية. فالقارئ غير المتخصص دائما ما يرغب بهكذا نمط، وهو في النهاية ما سيغذي أي مشروع ويجذب أي معلن ويستحث أي داعم وستتاح لنا الفرصة حينها بإفراد أقسام أو زوايا ذات قراءات تخصصية ورؤى كتابية إبداعية. إن اكتفاءنا بالمادة الثقيلة المطروحة للقراءة هو ربما ما جعل الكثير من صفحات السينما في المطبوعات اليومية والمدونات السينمائية محصورة في شريحة بسيطة من القراء المهتمين بالسينما، والذين يقرأون السينما لأجل السينما. وإدارة موقع شريط ربما أدركت ذلك من دون شك، فالعبرة ليست في مستوى الرسالة وحسب بل فيما إذا كانت مقروءة أيضا أم لا. (موقع شريط: www.shreet.com) [email protected]