رضا: الجمهور يسهم في تدني مستوى الأغنية

توجُّه بعض الملحنين إلى الغناء تسبب في غيابهم

TT

اعتبر المطرب رضا أن الجيل الحالي يسهم في تدنّي مستوى الأغنية بعدما صارت الصورة تجذبه أكثر من الصوت. ورأى أن شركات الإنتاج تحفز هؤلاء على ذلك بسبب ترويجها لوجوه فنية لا لأصوات عريقة. وقال إن التجارة بالفن ازدادت في الآونة الأخيرة بحيث أصبحت المادة تحكمه، موضحا أن أسلوب الحياة بأكمله تَغيّر بعدما صار الناس يلهثون وراء المال أكثر من القيم والسلام والطمأنينة.

وعبَّر عن انزعاجه من أسلوب إدارة شركة «روتانا» لأعمال الفنانين، مؤكدا أنه يكنّ كل احترام للشركة لا سيما أنها الكبرى حاليا على الساحة الفنية. فرضا الذي انتسب في مرحلة من المراحل إلى الشركة المذكورة، انفصل عنها كما ذكر بسبب سوء إدارة أعماله ووقوع الشركة في أخطاء كثيرة في أثناء توليهما إنتاج أعماله، الأمر الذي دفعه إلى مغادرتها. وقال: «أنا فنان نشيط وأعمالي ناجحة، والدليل على ذلك ألبومي الأخير (نسيت النوم) الذي حقق مبيعات هائلة في لبنان ومصر والبلدان العربية، ولذلك لا أذيع سرا إذا قلت إن (روتانا) أساءت إلى موهبتي ولم تعرف كيف تستفيد منها».

والمعروف أن ألبوم «نسيت النوم» ضم أغاني منوعة أسهم في تلحينها وكتابتها عدد من الملحنين والشعراء، بينهم وليد سعد وسليم سلامة وياسر جلال وغيرهم. وقد صوّر رضا أغنية بإدارة المخرج فادي حداد تناولت موضوعا جديدا في عالم الفيديو كليب، إذ تبنت قضية إنسانية، ألا وهي مرض السرطان. واعترف رضا بأن الموضوع ولّد لديه قلقا كبيرا بحيث تردد في عرض الكليب للوهلة الأولى بعدما شعر بمدى تأثيره في أصدقائه والمقربين منه الذين شاهدوه، فانفعل بعضهم إلى حد البكاء. وقال: «بعد عرضه ولمدة عشرين يوما تقريبا لم أتلقَّ أي ردة فعل، فازداد خوفي. إلا أنه تبدد فيما بعد إثر تلقّي اتصالات كثيرة تهنئني على شجاعتي في اختيار هذا الموضوع بالذات». وأضاف: «أعتقد أن فريق العمل ككل أسهم في نجاح هذه الأغنية صوتا وصورة، بدءا من الملحن وليد سعد والشاعر عوض بدوي ووصولا إلى اختصاصي الماسترينغ أنطوان حداد والمخرج فادي حداد. فكان للأول لمسة خاصة أضافها على طريقته ولأول مرة في الشرق الأوسط بواسطة المؤثرات الصوتية التي بهرت المشاهد وأكملت عمل المخرج الذي أبدع في التصوير ووضع الأغنية في قالب شيق ومثير».

وعن سبب إطلاقه الألبوم في القاهرة أوضح رضا أن الأغنية أداها بالمصرية، كما أن الشركة المسؤولة عن إدارة أعماله اليوم هي «ميلودي» ومركزها في مصر، فكان بديهيا الترويج للألبوم هناك. ورأى أن ما يميز هذا العمل هو اهتمامه بالأغنية المصرية التي سبق أن أداها ولكن بشكل خجول، مشيرا إلى أنه عُرف بالطرب الشعبي والأغنية الكلاسيكية، ولكن رغبة منه في التنويع والتجديد ركز هذه المرة على اللهجة المصرية. وقال: «أعتز بغنائي هذه اللهجة، فقد سبقني في هذا المجال عمالقة من أهل الفن في لبنان. ولا يمكن أن نذكر مدى انتشار الأغنية المصرية ككل، إلا أن ذلك لا يلغي اهتمامي الدائم بالأغنية اللبنانية».

ووصف نفسه بالفنان صاحب «الخصوصية» الغنائية، فهو لا يشبه أحدا في ما يؤديه، كما أن أغنيته تصل إلى جمهوره على جرعات، الأمر الذي يجعلها أطول، مؤكدا أنه ابتداء من اليوم صار موجودا وبقوة على الساحة، وأصبحت خطواته أكثر ثباتا. ورأى أن المنافسة موجودة دائما بين المطربين، وفي كل مرة يولد عمل ناجح لأحدهم يكون الفن في ألف خير.

وعن سبب ارتفاع كلفة صناعة الأغنية قال رضا إن السبب الأول هو «افتقارنا إلى ملحنين وشعراء ومخرجين، فاقتصر الأمر على قلة مشهورة ومعروفة رفعت أسعارنا. وأرى أن توجُّه بعض الملحنين إلى الغناء تَسبّب في غيابهم عن أعمال الفنانين لانشغالهم هم أيضا في البحث عن الأغنية التي تطلقهم». وأوضح أن فريق العمل الذي يعمل معه منذ تسع سنوات ما زال هو نفسه، وأركانه يكنّون له الوفاء، وهو يبادلهم الشعور نفسه.

واعتبر أن الخبرة التي يتمتع بها اليوم هي ثمار الجهود والمثابرة في عمله. أضف إلى ذلك الأخطاء والنجاحات التي مر بها وزادته نضجا واحترافا.

ويحضّر رضا حاليا لإطلاق أغنية فردية جديدة من ألحان وليد سعد وكلمات عوض بدري. وقد أرادها مسك الختام لألبومه الأخير لا سيما أنه يبتعد فيها عن أجواء الخوف التي حوصر بها في عمله الأخير.

ورضا الذي يهتم بأناقته وإطلالته، ويعتمد في ذلك خصوصا على مصمم الأزياء نمر سعادة. يقول: «لا أحد لا يسعى إلى الشهرة، ولكني أحلم بإيصال الأغنية إلى مرحلة العز التي عاشتها في حقبة فائتة، وأتمنى أن أنجح في ذلك».

واستبعد المشاركة في أفلام سينمائية أو مسرحيات لأن موهبته غنائية فقط.